أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السمّاح عبد الله - أقوال المرأة البليلة وتفاسير أقوالها














المزيد.....

أقوال المرأة البليلة وتفاسير أقوالها


السمّاح عبد الله
شاعر

(Alsammah Abdollah)


الحوار المتمدن-العدد: 2376 - 2008 / 8 / 17 - 06:38
المحور: الادب والفن
    


{ الأقوال }
أنا امرأةٌ قديمةٌ وورقيةٌ وشيعيةٌ ورقَّاصةٌ وبَلِيلةٌ
ومحفوفةٌ بدماء الأشوريين
فلا تتبعني يا صاحبَ الأناشيد
حتى لا تتعبَ روحي .
{ التفاسير }
1
أنا امرأةٌ قديمةٌ
لما أمشي في شوارع الليل بعد أن يخلد الخليون لنومهم
يظنونني خارجةً لصلاةِ الفجر
فيشيرون علىَّ ويقولون :
ما لِعائشة بنت طلحة تعرف حقَّ العشاق
فتمنحه لهم كاملا وتردف الأزواج ؟
وتعرف حقَّ الله فتمنحه له كاملا وتدخلُ الجنة؟
فأترك المدينة المنورةَ كلها
تلك التي ليس فيها بحرٌ تنادي قطراتُه جسدي
متسلَّلةً في زِيِّ تاجرٍ للعطور وأنضمُّ لقافلةِ بغداد
حتى أصلَ لشواطيء دجلةَ
فأكسِّرُ قواريرَ العطر وأنثره على صفحته
فيبصرني عسسُ أبي الأمين والمأمون .
في قصره الوسيع أسترقُ السمع لرنَّةِ العيدان
فأتلصَّصُ للمقتولين في الألحان
وللغاوين في القصيدة
وألمح الدموعَ في نظراتِ حاملِ الختم ونديم الخليفة ذي العباءة البرمكية البراقة
وعندما أرجعُ من دار جعفر
بعد أن رشَّ علىَّ العطور والعشقَ والتمرَ يبرقُ أحمرَ
يتهضُ البصَّاصون
ليخبروا الرشيدَ أن علية بنت المهديّ
كانت راجعةً تتخفّى بالليلِ وتتزيا بالهوى
فيزأر هارونُ ليفتكَ بالبرامكةِ عن بكرةِ أبيهم
ويظلُّ يلاحقني فأهربُ إلى المغربِ العربيِّ ومنه إلى الأندلسِ
فأرى ابن زيدون على نهر سَنْجَل
خارجا لتوّه من محبسه وحواليه عيون الخليفة
فألوّح له وأنا على حافة نهر تاجوسَ
فيهربُ من العسس الباصِّين ليتبعني
ويهتف ورائي : يا بنت المستكفي
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا
سلوتمُ وبقينا نحن عشاقا .
ويطربني شعره فأفرد له طرف جلبابي الأيمن
وأفرد له طرف جلبابي الأيسر
وأشير على الحروف المذهبة
وأقول له : اقرأ يا وزير البلاط ما كتبته
فيقرأ : أنا والله أصلح للمعالي
وامشي مشيتي وأتيه تيها
أمكن عاشقي من صحن خدي
وأعطي قبلتي من يشتهيها .
فيرتجُّ ويربو حتى يغطي عرقه جسمه
فأتركه هاربةً لنهر النيل
وعندما أصل مصر يشتريني رجال السلطان فأحلو في عينيه
ولما تعبث أصابعه في نهديّ أمتنع عليه
- إلا إن حرّرتَني يا نجمَ الدين
فأصير سلطانة مصر
وأأسر لويس التاسع في دار إبراهيم بن لقمان
لعنة الله عليهم جميعا
لم يعرفوا أبدا أن الماء قصدي
وليست أصابعهم الجائعة .
2
أنا امرأةٌ ورقية
إن سقيتَتي تفتَّحتْ يرقاتُ أشجاري
وإن ضممتَني بشوقِ الصعيديِّين
تكسَّرَتْ أضلاعي
فإن قرأتَ علىَّ أشعارك
لا تنسَ وصية الرسول لحادي البيد
في حجة الوداع
( رفقا بالقوارير يا أنجشة ) .
3
أنا امرأة شيعية
رجلي قتله جنود يزيدَ
وأخوتي أسرهم الغزاةُ الحداثيُّون
فتيَمَّمْ بوردتي
وتعطَّرْ بمائي
وغرِّقْ مسامَّ جلدي
فالشيعية لا ترث من رجها عقارا أو أرضا
لكنها ترثُ الماء .
4
أنا امرأة رقَّاصةٌ
لما يدق الداقُّون ينهض جسمي وحده
ويتركني وحدي ليقلِّدُ الدقات
تعلو الدقةُ
فيعلو في الهواء رجالُ أحلامي مع دوران نهديّ في الفضاء الوسيع
وتخفت الدقة فيسري الخدر في أوصال كاتبي التاريخ
فيدونون قطرات العرق الهاطل من شعري وسرتي وركبتيّ
وأظل أدق حتى يشتجر عشرون بحرا كاملا
في دقات أصابع قدميّْ .
5
أنا امرأة بَلِيلَةٌ
بَلِيلَةٌ
بَلِيلَةٌ
بَلِيلَةْ .
6
أنا امرأةٌ محفوفةٌ بدماء الأشوريين
فلا تصدق كلامي الواضح وصدق كلامي الغامض
وإن حمل كلامي معنيين أحدهما بين أصابعك
والآخر لا تبصره عيناك
فابحث أيها اللغوي المتمرس عن معنى ثالث أنا أعنيه وأنت تعرفه
فأنا امرأةٌ محفوفةٌ بدماء الأشوريين .
7
فلا تتبعني يا صاحبَ الأناشيد
حتى لا تتعبَ روحي
لأنك إن اتبعتني حامت حولي الفراشاتُ ولفني قوس قزح
وأنا روحي ليست خالصةً
كل الذين قتلوني ماتوا
فاتحين عيونهم على ممالكي وحالمين بورقي
وكل الذين قتلتهم ماتوا
وبقيتُ فاتحةً عيوني على رجل لم يقتلني ولم أقتله
فنقّرْ في خشبِ الوقتِ
واجلسْ كعادتك على حافةِ نهر النيل
وطارد قصيدةً طريةً
وفي ضحويات الأربعاءات الحنون
صوبْ عينيك في اتجاه تفعيلة المتدارك أو الرجز
وإنْ وجدتَ امرأةً طالعة من مياه النهر
عاريةً إلا من الحنين
شفيفةً إلا من الذكرى
فاعلم أنها أنا .



#السمّاح_عبد_الله (هاشتاغ)       Alsammah_Abdollah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنية البحار
- فتنة الذكرى
- معزوفة للحمائم البعيدة
- الشهداء
- استراحة المحارب
- خدعة
- الرجل بالغليون في مشهده الأخير
- كلام عن عبد الرحمن الداخل
- صلاح عبد الصبور
- وكان متعبا من كثرة التجوال
- عنترة بن شداد
- الذهاب إلى شجر الزيتون
- الشيوعيون القدامى
- سيزيف
- هواء طازج 2
- يمشي فتتبعه البرايا
- صورة لحامل الهوى
- أول أكتوبر
- صباح طازج لصباح
- ظمأ


المزيد.....




- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السمّاح عبد الله - أقوال المرأة البليلة وتفاسير أقوالها