أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد عبد مراد - كفى تطاولا على الحريات العامة














المزيد.....

كفى تطاولا على الحريات العامة


احمد عبد مراد

الحوار المتمدن-العدد: 3156 - 2010 / 10 / 16 - 09:15
المحور: حقوق الانسان
    



كفى تطاولا على الحريات العامة

منذ سقوط الحكم البعثي في العراق عام 2003 وهيمنة قوى سياسية من اتجاهات مختلفة، متباينة في مواقفها الفكرية والسياسية والتي انعكست في تقييم وتحديد المسارات السياسية والاجتماعية والثقافية التي اسفرت عن حالات تتسم بالتخبط والفوضى وعدم الاستقرار والاجتهاد المبني على الرؤى الشخصية المزاجية في تقييم الامور وتقديرها دون مراعات تذكر لحقوق الناس الاجتماعية، واحترام حقوقهم المدنية وقوانين الدولة ودستورها ،فهذه الفوضى في التحكم وفرض الاراء والاعتقاد الشخصي على الناس دون الرجوع الى اي مستند قانوني اوعرف اجتماعي يدل دون لبس على الفوضى والقسر والتسلط الفردي في اتخاذ القرارات المجحفة والجائرة
لقد تفننواهؤلاء وابتدعوا فتاوى وقوانين واعراف لاتمت بصلة لواقعنا واعرافنا وتقاليدنا لامن بعيد ولامن قريب وفرضوها على مجتمعنا بقوة صاحب القرار المنتصر المتحكم برقاب الناس فحولوا الاعراس وحفلات التخرج ومناسبات الاعياد كما هي الفواتح والمآتم، فالاغاني والهلاهل والدبكات والرقصات الشعبية وفرق الخشابة كلها ممنوعة وفرضوا بديلهم( المولد) وهو نوع من النعي والندب بديلا عن كل ذلك وفوق هذا كله اخذوا يتعرضون للشباب والشابات في الشوارع لكي يثبتوا صلة القرابة التي تتيح لهم مصاحبة بعضهم في الاماكن العامة وذلك من خلال ابراز الوثائق الشخصية، وقد تعرض الكثير من الشباب والشابات الى الاهانة والاتهامات الظالمة وحجزوا في مراكز الشرطة ولم يطلق سراحهم الابعد ان هرع اهاليهم الى مراكز الشرطة مستصحبين الوثائق التي تثبت صلة القرابة ،كما حصلت حالات اعتداء واهانة وضرب الطلاب الذين احتفلوا بمناسبات التخرج والسفرات الربيعية وما شاكلها لقد وضعوا هؤلاء المتسلطين انفسهم فوق القانون وحلوا محل الدولة فعاقبوا اصحاب محلات بيع الخمور وذلك من خلال اطلاق النار عليهم وعلى من يشترون الخمور وليس هذا وحسب بل نصبوا الكمائن للشباب وضربوهم ضربا مبرحا حتى كسرت اياديهم وارجلهم بحجة انهم يشربون الخمر ترى اين دور الدولة من كل ذلك ان هؤلاء لا يجمعهم جامع لابالقانون ولا بالاحكام السماوية ولا بالاعراف والتقاليد ، انهم ملة اخرى.
ان اصحاب الفكر المتزمت يعطون لانفسهم كل الحق في التجاوز على حريات الاخرين ويبدو انهم لا يريدون ان يقفوا عند حد فقد طلع علينا مجلس محافظة بابل ببدعة جديدة عندما منع الفعاليات الترفيهية الموسيقية والرقص الشعبي واختصر ايام المهرجان الثقافي الدولي والذي يعد فرصة نادرة للدول والشعوب لكي تعّرف بحضارتها وقيمها وثقافتها من خلال مختلف الفعاليات سواء كانت الفنية او الرياضية او غير ذلك من اجل تنشيط السياحة والتي تعتبر الان صناعة وكذلك تبادل المعلومات والخبروالتجارب في شتى المجالات ،لا ان يجري المنع والحجر على الوفود الدولية المشاركة وفرض الوان محددة وامزجة خاصة وارادات قسرية على اناس جاءو ا من مختلف بقاع الارض لهم عادات وتقاليد يتطلب مراعاتها كما نراعي تقاليدنا نحن،ان هذه الفرص لاتتكرر يوميا فهي بحاجة الى الوقت والجهد والمثابرة للفوز بها فكيف نرهنها الى امزجة شخصية وارادات ورغبات متخلفة تؤدي بالنتيجة الى افشالها كما حصل مع مهرجان بابل الدولي.
ونريد ان نتسائل كيف يمكنكم منع شعوب بكاملها تمتد على مساحات شاسعة من ارياف الجنوب الى قمم جبال كردستان من الفن والغناء والذي يمتد الى عصور ودهور واختلفت بحقه الاراء والفتاوى ،ومن الطبيعي نحن عندما نتحدث عن فنون الشعوب لا نقصد بذلك الفنون الهابطة والتي تتعارض مع الذوق العام وخدش الحياء.
ان الفلاح القاطن في ارياف الجنوب وكذلك من قطن قمم جبال كردستان الشماء لم يفكريوما في ارتكاب معصية الله وهويغني اعذب الحانه الشجية ليحاكي
بصوته الدافئ الحزين كل سامعيه وهو يردد اغنية ( وردة اسكيتهه من دمع العيون، ومرينة بيكم حمد واحنة بقطار الليل)اوالفلاح الكردي الذي يغني (هلا ليلى مع الدبكة الشعبية الكردية)وليس ذلك الراعي الذي يتيه في البراري والوديان، هو من فكر يوما بمعصية خالقه عندما يغنى ويعزف على نايه اعذب المقطوعات وهو يرعى قطيعه الذي يستشعر الامان بوجود من يرعاه ويحميه ممن يتربص به سواء كان ذلك وحشا ام بشرا ،مثل هؤلاء الناس عاشوا في عصور وحقب زمنية مختلفة محكومة بمختلف القوانين الوضعية والسماوية مرورا بمختلف الولات والحكام ولم نسمع من ابائنا واجدادنا ان هناك من حرمهم من قول الشعر وغناءه بل سمعنا ان الشعراء والادباء والمنشدين كانوا يكرمون بجزيل العطاء ويحضون بمكانة خاصة بين اقرانهم.
في عراقنا الوديع المتسامح عاش الناس على سجاياهم ،فقد اعتادوا الطرفة والنكتة والحكاية والمثل واطلقوا الاهزوجة والشعر والاغنية والانشودة الوطنية ،كما اعتادوا احياء ايام وليالي الاعراس والزفات و الاعياد والمناسبات الوطنية والدينية مصحوبة بما يناسبها من طقوس وعادات شعبية متوارثة ولم نسمع بان هناك من حاربهم وطاردهم ووصفهم بالزندقة والكفر، وان صادف وحصل ذلك على يد طاغية وجاهل فسرعان ما تهب الناس لاستنكار وادانة تلك الممارسات الهمجية الرجعية غير المتحضرة .
في زمن المقبور صدام حسين وعندما حرمت الطائفة الشيعية من ممارسة طقوسها الدينية من خلال تأدية زياراتها للعتبات المقدسة وممارسة الشعائر الخاصة بتلك المناسبات من ردات واهازيج وهوسات وقراءات حسينية هبت الجماهير من مختلف المذاهب مستنكرة مواقف الحكومة والنظام الصدامي الدموي وادانت تلك المواقف الطائفية البغيضة، وقد استبشر الناس خيرا عندما تغير الحكم وسقط الصنم واستلمت قوى جديدة تدعوا الى حرية الرأي والمساوات ان تتعض بما حل بها على ايادي جلاديها وتكون لهم تلك الحقبة تجربة يتعضون بها، واذا بنا نعود لفرض النظرة الواحدة للحياة ونستهين بحقوق وحريات الاخرين وكتم الاراء والاصوات.
اننا نحذر مما هو ادهى وامر في حالة تفرغ تلك القوى من ازماتها الخانقة فعندها سيسومون الناس سوء العذاب.


احمد عبد مراد -16 /10 /2010



#احمد_عبد_مراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزيدا من التقدم والرقي ايها الحوار المتمدن
- لازال الوقت مبكرا على تشكيل الحكومة العراقية
- الخلايا النائمة والميليشيات القائمة ..الى متى
- انم ايها السادة...على من تضحكون
- ال...انا والانانية والمصلحة العامة
- دعوهم يحكمون ليحكم الشعب عليهم
- عودة على بدئ
- الانسحاب الامريكي والهواجس الامنية
- وجهة نظر /على ضوء التدهور الامني الاخير في العراق
- اسمع كلامك اصدق اشوف افعالك اتعجب
- من يتحمل مسؤولية عودة البعث الفاشي
- على البرلمان الجديد ان يمرر نفسه قبل تمرير قوانينه على الشعب
- وحدة الطبقة العاملة السلاح الامضى في دحر اعدائها
- نضوج عوامل الانتفاضة الشعبية السلمية
- تطورات متسارعة على الساحة السياسية العراقية
- اماني في مهب الريح
- انها سخرية القدر
- هل لعب المالكي جميع اوراقه
- ماذا يفعل بايدن في بغداد
- لو دامت لغيرك لما اصبحت لك.


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد عبد مراد - كفى تطاولا على الحريات العامة