أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الأسمر - عدنان يتحدث عن عدنان















المزيد.....

عدنان يتحدث عن عدنان


عدنان الأسمر

الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ساهمت إحداث جسام في تكوين النفسي والمعرفي والأخلاقي والسلوكي ، سيما وان تلك الإحداث هجمت على طفلا عمره أحدى عشر عاما ونصف إما الأول فهو حرب عام1967 بين العرب والعدو الصهيوني حيث ظهر استعداد الناس المسبق بقبول الهزيمة واستعدادهم للهروب فقد كنا نقضي العطلة الصيفية في مخيم الدهيشة – بيت لحم وعندما علم الناس ببدء العمليات العسكرية هربو مذعورين يحملون أمتعتهم وما توفر من طعام إلى قرية ارطاس جنوب شرق مخيم الدهيشة والطريق إلى تلك القرية وعرا صخريا منحدرا ، فحاول الأب الالتحاق بالهاربين إلا انه واجهته مشكلة أحدى البنات وهي مصابة بشلل الأطفال فحاول الأب البحث عن وسيلة لحملها مع الهاربين إلا انه لم يجد فقد تعذر استئجار حمار لان صاحبه طلب 50 دينار وهذا مبلغ لا يملكه احد في تلك الأيام ، فتوجه نحوي وقال يابا يا عدنان احمل أختك فصرت احملها لعدة أمتار ثم أعود لأجلب بعض الأمتعة ثم احملها واضعها وأعود لإحضار الأمتعة وهكذا حتى وصولنا إلى مغارة في قاع الوادي ، والغريب إني كنت اقفز فجأة عن الصخور العالية الوعرة دون إن اسقط على الأرض وفي هذه القرية تعرفت على الحياة في المغارة واللوز والتوت ، وتعرفت على الحرب والسلام والنصر وأدواته والهزيمة واستحقاقاتها كما تعرفت على إسرائيل الصهيونية والعدوان والاحتلال وماذا تعني الهزيمة وما هي نتائجها .
وإما الحدث الثاني فكان العيش في مدارس الوكالة في النزهة بعد الرحيل إلى الأردن وكان الناس يعيشون في الغرف الصفية باكتظاظ هائل وضجيج ، وبحكم إني الابن الأكبر لأسرة تتكون من ثلاثة بنات وولد أصبحت وظيفتي ان أصارع المزاحمين للفوز ببعض الطعام والخبز والماء الذي كانت توزعه وكالة الغوث ، وكنت أنام بالعراء أمام المدرسة واضعا حذائي البلاستك تحت رأسي تجنبا للنوم بين النساء لان الأب ضرب في الأرض يبحث عن إخوانه وإيجاد فرصة عمل ،وهنا عرفت معنى التنافس الاجتماعي وأهمية أن تحصل على نصيبك من الأرزاق والحاجيات فكلن مهتم بذاته فقط ويحاول إن يخبئ الفائض من الخبز والطعام لوقت حلول الجوع لإسكات الأطفال دائمي الصراخ والبكاء والحركة ،كما تعرفت على معنى اللجوء والتشرد والعيش بعيدا عن الوطن بلا مأوى وخدمات و استقرار نفسي .
أما الحدث الثالث فكان الرحيل إلى مخيم الكرامة في الأغوار حيث النظر الدائم غربا نحو فلسطين ، وتوجيه الأسئلة الدائمة لكبار السن عن أسماء المناطق غرب النهر وابرز ما في تلك الأيام ظهور الفدائيين بأيشاراتهم ورموزهم وأسلحتهم وهذا شكل ثقافتا عند الجميع عن أسطورة الفدائي وهيبته وقدسيته .
وأما الحدث الرابع فكان الرحيل مجددا إلى مخيم البقعة وهنا بدأت مرحلة جديدة من العمر عنوانها تحت الخيمة فوق الطين ، وخلال تلك الأيام التحقت بأشبال حركة فتح لفترة قصيرة عام 1969 تركت بعدها الأشبال، والسبب في ذلك وفاة شابين في معسكر الأشبال الأول صحفي فرنسي قتل خطأ والثاني أحد الأشبال حاول النظر في فوهة البندقية ليرى كيف تخرج الرصاصة إلا انه توفي فورا ،عندها طلب مني والدي أن اترك الأشبال فورا إلا إنني تعلمت حمل السلاح والرماية والحراسة وطابور السير السريع يوميا بعد العصر وحفر في ذهني أسماء واصلت البحث عن مدلولاتها طوال المرحلة اللاحقة هوشي من ، كاسترو ، جيفارا ، جياب،جمال عبد الناصر ،ماو ، لو ممبا وثوار الفيت كونغ والمنجل والشاكوش واللون الأحمر ، وآمنت بحق شعبنا في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية مستقلة بقيادة ممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية كما آمنت بأن المشروع الصهيوني وأداته دولة الكيان هو العدو الأساسي والأول لشعبنا الفلسطيني وامتنا العربية .
أما الحدث الخامس فكان مشاركتي في بطولة رياضية لطلاب مدارس الوكالة وكنت احد لاعبي فريق شد الحبل وقد فاز فريقي بالبطولة، ويبدو أن ذلك الحبل التف حولي وظل يشدني في رحلة العمر حتى الآن فهذا الحبل سحبني نحو مركز الشباب الاجتماعي في المخيم حيث شاركت لاعبا في لعبة رفع الإثقال ومنها عضوا في اللجنة الرياضية 1972ومن ثم عضوا في الهيئة الإدارية 1974 وصولا إلى رئيس للنادي 1995 -1999 وما زلت عضوا في النادي لحتى الآن ، والمشاركة مع الشباب حددت مستقبلي الشخصي والسياسي حيث كنا نتحاور ونتناقش ونتابع أخبار الثورة الفلسطينية وثوار فيتنام والخلاف الصيني السوفييتي وثورات إفريقيا وإحداث حرب تشرين ، وهنا التحقت باتحاد الطلبة الأردني 1973 وخلال عضوية الاتحاد تعرفت على نضالات الطلاب وأهمية مشاركة الطلاب في النشاط الوطني كما اطلعت على المبادئ والأفكار الاشتراكية وعندها بدأت اندفع أكثر نحو العمل التنظيمي متجاوزا كل الصعوبات وخاصة انتقادات وهجوم الشباب المؤيدين لفصائل المقاومة فكلما تزايد الهجوم علي تصلب موقفي وقسا أكثر واتجهت نحو القراءة والتثقيف الذاتي من مواجهتهم والتغلب عليهم ، وهذا الانضمام إلى اتحاد الطلبة قادني للانتساب بعضوية الحزب لان الاتحاد هو احد منظمات الحزب الجماهيرية ، كلفني ذلك حجز جواز سفري منذ عام 1974 مما حرمني من فرصة إكمال دراستي الجامعية، فانا أول دفعة توجيهي علمي في ثانوية البقعة وحرمني أيضا من مرافقة زملائي للعمل في دول الخليج بعد تخرجي من معهد الكلية العربية عام 1977 مما أدى لزواجي المتأخر وإمكانيات مالية فقيرة ومستوى معيشي غاية في السوء واثر ذلك لاحقا على مستقبل أسرتي من خلال قراري بزواج بناتي مبكرا هروبا من تكاليف التعليم ووضعي دائما تحت عبء الإجابة عن سؤال من أين نوفر المال لتلبية احتياجات الحياة ، والانتساب للحزب عاد علي بقسوة وجبروت الأجهزة الأمنية فأنا من الجيل الذي جلد في العجل بكيبلات الكهرباء كما اعتقلت عام 1976 من قبل الجهاز الأمني الوقائي وتعرضت للضرب بالهراوات لدرجة إنني لم استطع إدخال قدمي بالحذاء ، وسجنت لفترة قصيرة في سجن السلط ومنه إلى بلدة الصوالحة في الغور بالنفي مع الإقامة الجبرية .
وفي عام 1978 اعتقلت في زنزانة رقم 11 في دائرة المخابرات وتعرضت لتعذيب شديد ولعدم اعترافي بعضوية الحزب تم توقيفي في السجن المركزي في سجن المحطة وخلال وجودي في السجن فقدت الإبصار بسبب تمزق الشبكية وأكثر ما ألمني إنني اكتشفت إن والدتي تخيط للنساء أثواب الحرير بالأجر ( على الطبة ) لكي تحصل على بعض النقود لتغطية نفقات زيارتها لي بالسجن ، وبعد خروجي من السجن ليلة عيد الفطر عام 1979 سافرت للعلاج في الاتحاد السوفيتي إلا أن السفر كان متأخرا دون فائدة ، فقرر الرفاق المسئولون إرسالي للدراسة في اكاديمة العلوم الاجتماعية لمدة عام ،وبعد انتهاء الدراسة قررت العودة إلى عمان إلا أن الرفاق السوفيت رفضوا بقوة إلا أنني بكل عناد تمسكت بموقفي بالعودة إلى عمان ، وعندها وافقوا على عودتي وكان ذلك في شهر آب 1980 وفي تلك الأيام اتصلت بممثلي فصائل المقاومة وتم تشكيل لجنة تنسيق القوى الوطنية التي قادة العمل الوطني حتى عام 1992 ، وبعد توقيع اتفاقية اوسلوا شاركت بالجنة تنسيق تحالف القوى الوطنية والإسلامية وهو تحالف معارض لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1993ولغاية 1999، كما تعرضت للنفي مع الإقامة الجبرية إلى مدينة معان لمدة عام 1988 وقد ساهمت في تشكيل اللجان الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية ونصرة العراق وانتفاضة الأقصى وترأست اللجنة الشعبية بمناسبة إعلان القدس عاصمة الثقافة العربية ولا توجد أية مظاهرة أو إضراب أو اعتصام أو مهرجان وطني في مخيم البقعة لم أشارك به خلال فترة الإحكام العرفية وما بعدها ،وتجربتي في العمل السياسي مرت بثلاث مراحل الأولى مرحلة الاستقرار التنظيمي حتى عام 1982 والثانية مرحلة التمرد والمشاركة في صيغا خلافية منذ عام 1983 حتى عام 1991 والثالثة مرحلة مشاركتي في أية صيغ وطنية ديمقراطية عامة مستقل تنظيميا وملتزم وظيفيا بالنشاط الوطني الديمقراطي العام منذ عام 1992 حتى ألان. وحاليا اعمل مديرا لمركز التأهيل المجتمعي للمعاقين_مخيم البقعة منذ عام2001 _2010 وهذه تجربتي الحياتية الأولى التي اعمل فيها تحت المسؤولية بمعنى اخضع للرؤساء والمسؤلين وهي تجربة صعبة جدا تتطلب بذل جهودا هائلة للتكيف لكي أحافظ على فرصة العمل وما تعود علي من دخل نقدي فأنا لا أجيد السمع والطاعة وفي كثيرا من الأحيان أبيع الحكمة ولا اشتريها وعدنان في الداخل يحارب عدنان في الخارج ، وخلال مسيرة العمر وقعت في حفرا كثيرة وسلمت من الموت تحت العجلات ونمت محاطا بجدر الملح ، وسهرت فوق أغصان الأشجار هروبا من دلف ماء المطر، وتغطت ساقاي بغطاء من جروح وخدوش وعلمت الجروح على رأسي، ويداي وقدماي ما زالت تؤلمني من أثار التعذيب ل حتى الآن فأنا طوال 32 عاما أبصرت بعيون الناس واتكأت على سواعدهم مما ساعدني على الانتقال من عصر الظلام والسواد إلى عصر الضوء والضياء الرحب الجميل فأنا اكره اللون الأسود كثيرا ،و اشعر إن اللون الأسود ينظر إلى الأخر نظرات حقد و تهديد ويخبئ بداخله عنك شيء ما واشعر إن هذا اللون يفر منك كلما نظرت أليه إلا أنني نجحت في التجربة الحياتية خلال عصر الظلام والسواد فقد نجحت في الزواج من صديقة العمر فهي عيوني وعكازتي ،وأنجبت 4 بنات وولد وأكملت دراستي الجامعية في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية بشهادة بكالوريوس علوم سياسية وانتسبت لدراسة ماجستير أدارة عامة ألا أني لم أكمل بسبب رفض منحي تأشيرة لدخول لبنان في حينها مما قتل طموحاتي لإكمال الدراسات العليا كما إنني سعدت بأدائي العمرة عام 1997 وهذه المرة الأولى التي ازور فيها الكعبة المشرفة وكنت أكثر من الأسئلة التوضيحية للمرافقين ولاستكمال التعمق بصدق المشاعر الدينية والإخلاص في أدائها قمت بأداء العمرة مرة ثانية عام 2001 وترأست العديد من اللجان التنظيمية العليا والبطولات الرياضية وقابلت الأمراء والوزراء والسفراء وسافرت برا وجوا وتحديت الصعاب والعقبات نكايتا في السواد والعتمة والظلام .
والآن قررت أن أبدء بداية جديدة متمثلة بالترشح للانتخابات النيابية للمجلس السادس عشر ولا ادري هل شعبنا يخذل مناضليه ؟ هل شعبنا يكافئنا أم يعاقبنا ؟ وعلى أية حال المواقف الانتخابية ونتائج التصويت توضح الدلالات الاجتماعية والتاريخية وأتمنى أن تضل ثقتنا بشعبنا قوية عصيه على كل ظروف ومعطيات الشك.



#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي في حق الانتخاب
- نقطة التحول 4
- محمد السنيد إمام محكمة الاقتصاد السياسي
- ضد إعادة إنتاج تداعيات النكبة
- حركة اليسار الاجتماعي الأردني .. إلى أين ؟
- وزارة التموين: مؤسسة لمكافحة الفقر
- الظلام في وضح النهار
- المجد لانتفاضة نيسان الخالدة
- السودان بعد مذكرة توقيف الرئيس
- كل الورود والرياحين لسمير قنطار
- المرأة المعاقة في يوم المرأة العالمي
- القدس، ثقافة العواصم
- الجزائر إلى أين؟
- ما بعد الحرب على غزة: الإصلاح السياسي فلسطينيا
- بعد الحرب على غزة، المطلوب أردنيا
- المطلوب أردنيا : في ضوء المتغيرات الأمريكية الجديدة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الأسمر - عدنان يتحدث عن عدنان