أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - الانسياب.. حالة غبطة يمكن أن تستعيدها!














المزيد.....

الانسياب.. حالة غبطة يمكن أن تستعيدها!


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3151 - 2010 / 10 / 11 - 07:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" ما أن تبدأ المياه بالانسياب حتى تتسلل إلى حيث تريد." توماس أرديتو

عندما ولدتَ كنت بارعاً بالانسياب إلى حيث تريد. لم تكن قد قررت كيف يجب أن تكون الأمور. كنت تحيا حياتك كل لحظة بلحظتها ولم تعترض على ذلك. ومع ذلك لم تتعرض لأي أذى، أليس كذلك؟

لا بد أنك مررت حتى الآن بتجارب لا تحصى. تعلمت كيف تفكّر وتحلّل. قررت إن كنت تحب أن تتعلم أشياء جديدة أم لا. وجدت لنفسك مهنة. وربما تزوجت وأسست عائلة. ومن دون أن تشعر خرجت، في وقت ما، من حالة الانسياب تلك. أخذت قرارات لا تسمح لك بقبول الأمور كما هي. وربما أصبحت تخاف وتدافع عن نفسك أو ربما أصبحت قليل المرونة.

عندما كنت في حالة الانسياب كنت تثق بالحياة وتشعر بالأمان. كنت تتقبل ما تقدمه لك الحياة وتتعامل معه بهدوء. أتودّ أن تعود الآن إلى حالة القبول والتسليم تلك؟ أتعتقد أنك تستطيع أن تتخلّى عن إرادة السيطرة على كل الأمور لتعود إلى طريقة حياة أكثر سهولة وأقل ضغطاً، حياة قائمة على القبول والتسليم؟ التغيير سنّة الحياة، وهو لا يتطلب منّا أي محاولة للسيطرة بل يستدعي أن نثق بأننا نستطيع الاحتفاظ بسلامنا الداخلي من خلال القبول والتسليم، مهما كانت العقبات التي تعترضنا.

ما الذي يجعلنا نصل إلى حالة الانسياب:

1. إذا ارتكبت هفوات لا تظنّ أنها نهاية العالم. إنها مجرد أخطاء. وفي الحقيقة أنت في أفضل صورة ممكنة لكنك لم تدرك تلك الفكرة بالكامل بعد. لكنك في النهاية ستصل إلى هذه النتيجة. وبانتظار ذلك تقبل التغيير، وعدم الكمال، وارتكاب الأخطاء من قبلك ومن قبل الآخرين.
2. الكمال مفهوم نسبي. كل واحد منا يظن أنه يعرف معنى الكمال، لكن الصورة التي يرسمها كل واحد منا للكمال مختلفة. علماً أن ما من صورة من تلك الصور خاطئة. ألا يمكنك أن تقبل أن كل صورة فوضاوية هي كاملة بحد ذاتها ولا داعي لأن تحاول تقويم خطوطها؟ عوض التركيز على النقص، ركّز على ناحية واحدة مثالية في تلك الصورة.
3. أنت مسؤول عن نفسك فحسب. لا يمكنك التحكم بجيرانك الذين يرفعون صوت الموسيقى. هل حاولت مرة ألا تغضب وتسمح لنفسك بأن تنام رغم صوت الموسيقى الذي يمزق الليل؟ ذلك ممكن بالفعل. ربما كان جيرانك شبّاناً أصغر منك سناً، يشقون طريقهم نحو النضج مروراً بهذه المرحلة من الطيش تماماً كما فعلت أنت في سنّهم. لا يمكنك التحكم بالآخرين. تستطيع فقط أن تتحكم بردود أفعالك حيال ما يصدر عنهم.
4. اضحك وأكثر من الإيماءات. لي صديق اعتاد جدّه أن يؤشر بيديه ويقول حين يواجه مشكلة:" ماذا عساي أن أفعل؟" لطالما جعلني أضحك. وأحياناً حين تصادفني مشكلة ما أقول لنفسي:" هيا، أشيري بيديك وقولي مثل الجد ماذا عساي أن أفعل؟" مجرد الابتسام أمام المصاعب يسهل الأمور! سوف تجد الفكرة الصائبة ما أن تبتسم.
5. التنفس العميق يساعدك كثيراً. إذا شعرت بالتشوّش، الخوف، أو الغضب لأنك تشعر بالضغط وبالبعد عن حالة الانسياب، توقف للحظة وخذ نفساً عميقاً. تخيّل ينبوعاً يجري من دون جهد. اعلم أنك مثل هذا الينبوع. ابدأ البحث عن حلول وسيسعفك فكرك بأفكار تختار منها.

حياتنا ليست مثالية ومنظمة بل مليئة بالفوضى والعشوائية. إذا استطعت أن تتقبل هذا الواقع وتتراجع لتعود إلى طبيعتك الأولى، فتسمح للأفكار الجيدة والصائبة بأن تنساب إليك بسهولة. ستكتشف أن ذلك أسهل بكثير من محاولة شقّ طريقك إلى الحل بجهد جهيد.


" من السهل أن يكون الإنسان مرحاً حين تجري الحياة بانسياب وكأنها أغنية. لكن الإنسان الحقيقي هو ذلك الذي يبتسم حتى عندما تسير الأمور عكس ما يشتهي. المصاعب تختبر القلب، وهي دوماً تأتي مع السنين، والبسمة التي تستحق إعجاب الدنيا كلها هي تلك التي تتلألأ بين الدموع."~ مثل إيرلندي



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعمل أكثر بجهد أقلّ!
- الرحمة: مفتاح السعادة!
- من لا يبكي.. لا يضحك من قلبه!
- خياراتك: بين الماضي والحاضر
- قل لي كيف تصحو من النوم أقل لك من أنت!
- تحكّم بمزاجك.. تتحكم بحياتك!
- الكره شعور إن امتلكته… امتلكك!
- البسمة ... لغة مشتركة تجمع كلّ البشر
- أن تسامح لا يعني أن تنسى
- الحياة: إن أنت أحببتها أعطتك!
- رد فعلك مرآة حقيقتك!
- فاقد الشيء لا يعطيه!
- التحديات: صخور أم موانئ عبور؟
- هي تريد، هو يريد، وأنت، ماذا تريد؟
- لتصبح من تريد.. كن ما تريده!
- التركيز: تحدي العصر الحديث
- أتريد الأمان؟ تغيّر
- أنت على الطريق..لا تنظر وراءك!
- أسرار تجعلك تُحِب وتُحَب!
- حين يصبح الطعام تعويضاً!


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - الانسياب.. حالة غبطة يمكن أن تستعيدها!