أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابتسام يوسف الطاهر - حماية الدين بفصله عن الدولة














المزيد.....

حماية الدين بفصله عن الدولة


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3146 - 2010 / 10 / 6 - 17:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تسعدني بعض الايميلات التي تصلني بمقالات المفكر الإسلامي فهمي هويدي وهو ينتقد بموضوعية الفساد وتردي الأمور السياسية والتلاعب بالمفاهيم الدينية، ومنها مقاله (حج مبرور واخر مضروب)عن فساد بعض الموظفين وأخذهم الرشاوى من المساكين ويجمعون ذلك المال الحرام ليذهبوا للحج أو العمرة!..
لست خبيرة بشؤون الدين ولكن من الأمور البديهية التي تعلمناها، ان الحج هو (لمن استطاع اليه سبيلا) . وأن الشخص إذا كان عليه دَيْن لا يحق له الحج حتى يوفي كل ديونه، والا فان حجه غير (مبرور) . فكيف سيقبل منه الله زيارته لبيت الله الحرام من مال حرام!؟ (والله ليس بغافل عما تفعلون). بل الله سبحانه وتعالى قيم عمل الخير والإخلاص بالعمل وجعلها بمنزلة العبادة ، فهو يذكر المؤمنون خمس مرات باليوم من خلال الآذان للصلاة (حي على خير العمل) إذن العقل يقول ان العمل الصالح ومراعاة الناس وحقوقهم هي بمثابة الحج. دون عناء السفر او اللجوء للمال الحرام وسرقة الناس بفرض الرشاوى عليهم أو قبولها منهم! لأداء فريضة إيمانية وأخلاقية .
ما لفت انتباهي بمقال الأستاذ هويدي هو غرابة تفسيره لظاهرة الفساد الإداري والأخلاقي أيضا، المنتشرة اليوم في مجتمعاتنا، حيث يعزوها لتلك الدعاوي التي تدعو لفصل الدين عن الحياة الاجتماعية فيقول "بعض الناقدين والغامزين كثيرا ما يتحدثون عن مفارقة زيادة مظاهر التدين مع زيادة مظاهر التفلت والفساد والتحرش، ناسين أن ذلك من نتائج التدين المغشوش وإلحاحهم على الفصل بين التدين وبين الأخلاق والمعاملات.". لا اعتقد أن هناك دعوة لفصل الدين عن الأخلاق .. بل الدين هو الأخلاق، واذا لم تكن للمرء أخلاق فلا دين له مهما أكثر من الصلاة أو الصوم أو أداء فريضة الحج..
و يؤكد في المقال ذاته مرة اخرى "في محاولة التفسير تبرز أمور عدة، منها مثلا أننا نعاني مشكلة فصل الدين عن الأخلاق والمعاملات. وقد حدث ذلك جراء الأجواء التي دأبت على إقناع الناس بأن الدين مكانه دور العبادة فحسب. وأن من أراد أن يتدين فعليه أن يذهب إلى المسجد أو الكنيسة. وإذا ما خرج من أي منهما ينبغي أن ينفصل عن هويته الدينية."
هذا تبسيط لفكرة فصل الدين عن السياسة التي يدعو لها اليوم غالبية المفكرون والسياسيون والمثقفون، وحتى بعض رجال الدين المتنورون، وبالحاح بعد ان أُسْتغل الدين وشُوِه ومورست جرائم عديدة بأسمه! وبرزت دعاوي وفتاوى للتفرقة والكره والبغضاء بين طوائف الشعوب العربية بل بين فصائل المسلمين أنفسهم. لذا دعا المفكرون سياسيون واجتماعيون لفصل الدين عن السياسة حماية للدين ومن ثم حماية للمجتمع الذي تدهور اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وأخلاقيا بسبب المدتدينين (المغشوشين ) كما سماهم الاستاذ هويدي أي المزيفين او من لبسوا الدين قناعا لخداع البسطاء وتحقيق مصالح دنيوية ودنيئة باسم الدين.
قد يلجأ الإنسان العادي لتبرير التردي وحالة الفساد المستشرية في جسد الأمة الإسلامية والعربية بشكل خاص . ويعزوها لبعد الناس عن الدين! ولتلك الدعاوي التي تدعو لفصل الدين عن الدولة والسياسة. لكن ان يؤكدها مفكر بمقام فهمي هويدي، يصبح الأمر مخيفا وقد يتمادى مزيفي الدين من أعداء أو رافضي فكرة فصل الدين عن السياسة او الدولة، فيواصلوا ارتكاب كل ما هو قبيح ومشوه للحياة والأخلاق ، بأسم الدين .. الم يبرر البعض أنهم يتمادون بالفساد والتردي لتسهيل أمر الإمام المنتظر للظهور!؟ حيث لا يظهر الا بعد أن يكثر الفساد والجور في الأرض.
وهل هناك فساد وجور اكثر مما يحصل ضد شعب فلسطين.. لنزيد الفساد والجور بين أبناء الشعب المظلوم المجار عليه؟ وهل هناك فساد أكثر مما يمارسه مجاهدي اليوم من تفجيرات واعتداء على الناس البسطاء! أو ممارسات بعض قيادات الأحزاب الدينية في العراق ومماطلتهم بتعطيل الدولة لمواصلة التلاعب والفساد الإداري؟ الا يعتبر تعطيل شؤون الناس وتمديد العطل باسم الدين نوع من الفساد الإداري..عطلة عيد الفطر ثلاث أيام لماذا تصبح خمسة أيام!!؟ وكم ستكون عطلة عيد الأضحى يا ترى على اعتبار انه العيد الكبير؟ وغيرها من العطل المخْتلَقَة التي عطلت البلد بالوقت الذي هو بأمس الحاجة لجهود مضاعفة لبنائه وعمرانه، بل هو بحاجة لكل الجهود ولشجاعة المسئولين للتقليل من تلك العطل وإلغاء التي لا مبرر لها، لان البلد يمر بحرب وظروف استثنائية تدعو للتكاتف والعمل ليل نهار من اجل النهوض بالمجتمع من اجل التصدي لفلول المتآمرين والمجرمين والارهابيين الذي يتربصون لأي فرصة لارتكاب الجرائم بحق الشعب. الا يحق للبعض بعد هذا ان يربط بين التردي الاجتماعي والاقتصادي وبين التهافت على الدين (المزيف)؟. ِ
الا يستدعي ذلك كله لمواصلة الدعوة لفصل الدين عن الدولة وعن السياسة؟ لا عن الأخلاق.. لكي نقطع دابر المفسدين ومستغليه لأغراضهم الدنيئة . بل ذلك الفصل هو لحماية الأخلاق وحماية الدين وحماية الدولة والشعب من المتدينين (المغشوشين).



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بن لادن وتيري جونز
- ثورة الكهرباء
- على ضفاف المونديال
- البرلمان المعلق!
- من فشل في الانتخابات العراقية؟
- حسافة (الحبر) ما غزّر
- العيب الكبير
- لا يحتمل التأجيل
- الديمقراطية مثل السباحة لا يتعلمها الإنسان إلا بالممارسة
- احذروا غضبة الحليم
- في حضرة الانتخابات
- اعترضوا ..ولكن ما هو الحل؟
- أي الأجندات سننتخب؟
- وحدة ما يغلبها غلاب!
- لقد جاوز الظالمون المدى
- هل هي وسيلة أخرى لسرقة مال الشعب؟
- غبار الكلام
- الفضائيات ومسلسلات الكذب والقهر والبكاء
- فايروس الجهل السياسي
- لوكربي وليبيا البقرة الحلوب


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابتسام يوسف الطاهر - حماية الدين بفصله عن الدولة