أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - وحدة ما يغلبها غلاب!















المزيد.....

وحدة ما يغلبها غلاب!


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 18:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بدايات وعينا على الحياة ونحن مخدرون بتلك الشعارات البراقة التي غطا بريقها على كل أحلامنا الصغيرة، فلم يكن لنا مفر من سماعها في الخطب أو الأغاني من الراديو ،المصدر الوحيد للإعلام حينها. في القراءة الابتدائية والمتوسطة.. فاذكر جيدا ونحن صغار كيف كنا نردد بحماس وحب وبلاوعي أغنية محمد قنديل "وحدة ما يغلبها غلاب.." حتى صرنا مغلوب على أمرنا بتلك الشعارات وان أحببناها وحلمنا بتحقيقها..
وفي الطفولة لم تشغلنا قصة (سعلوة) حسن او غيرها من القصص الشعبية القليلة، كما حصل مع قصة الحطاب وحزمة الحطب، الذي شح بعد زحفنا نحو الصحراء أو هي زحفت تغزونا مع جحافل الأعداء.
ضيعنا أجمل سنين العمر من اجل حلم أن نكون مثل حزمة الحطب تلك لا يقدر على كسرنا أعتا الرجال وأقواهم، حلم وحدتنا.. لنكتشف ان الأغلبية من القادة والسياسيين مصابة بداء الوحدة! او التوحد المكتشف حديثا! فالذين رفعوا ذلك الشعار وصدعونا به، استغلوا ذلك الحلم ولعبوا علينا وعليه.. سرقوا أحلامنا من اجل الوحدة.. سلبوا حريتنا من اجل الحرية! جعلوا حياتنا جحيما باسم القضايا المصيرية! لنكتشف أنهم أول من عمل على (تفصيخ) ذلك الحلم وبيعه بالمزادات السياسية.. بل اكتشفنا ، اننا بسببهم لم نسلم حتى على وحدة أنفستا فما بالك بأوطاننا المتعددة القوميات.

في أوربا لم نسمع لهم من يغني للوحدة.. ولم نقرا شعارات تتغنى بالاشتراكية، وقصص صغارهم لا علاقة لها بحزمة الحطب المرحومة تلك، بالرغم من غاباتهم الخضراء التي يصدرون حطبها لكل العالم .. إضافة الى أن لكل منهم لغته التي لها قواعدها الخاصة ولكل منهم تاريخه وحروبه التي اغلبها كانت ضد تلك الدول التي توحد معها اليوم، مع ذلك توحدت كلمتهم واقتصادهم.. حتى العملة النقدية، بالرغم من الفوارق الكبيرة التي كانت بين المارك الألماني أو الفرنك الفرنسي أو الخلدن الهولندي مثلا وبين الليرة الايطالية التي تهاوت بعد الحرب العالمية وأصابها ما أصاب الدينار العراقي فيما بعد والذي هبط بعد حروب صدام لمادون الملاليم. نراها اليوم كلها تتعامل باليورو الذي غلب الدولار نفسه بل ويصارع الإسترليني على عظمته. ومواطنيهم يتنقلون بين تلك البلدان بالهوية الشخصية فقد استغنوا حتى عن وثيقة السفر لمواطني اوربا. "فلا مانع مابين الاثنين.. ولا حارس مابين الاثنين..وحدة".

خطر لي ذلك وأنا أقرا خبرا يقول: سوريا ترفع شرط الفيزا بينها وبين تركيا! خبر حلو.. شيء رائع أن يتحرك الناس بدون عوائق خاصة في دولنا التي دوائرها ومؤسساتها وسفاراتها، حتى موظفيها الذين مكثوا بالخارج زمنا، نراهم يحملون ذات الصفات بالتعامل السيئ الغير حضاري والغير إنساني مع المراجعين! وسلوكهم المتوارث مع المواطنين او الزوار الذي يدفع المواطن ليقرر التخلى عن كل حقوقه المشروعة للحفاظ على أعصابه وكرامته التي تُمتهَن على يد أولائك الموظفين والروتين المعتق الذي توارثناه من العثمانيين، والسياقات الإدارية البليدة!.
ولكن لماذا تلك الـ(لسوريا) تبتز العراقيين؟ الذين يزوروها خاصة بعد الخلاص من القائد الضال! وهي التي كانت أطيب ملاذ لهم في محنتهم تحت حكم ذلك القائد! والذين هم اليوم أكثر تعبا من الأتراك وأكثر حاجة للوقوف بجانبهم لا ضدهم! لماذا تثقل كاهلهم بمبالغ للحصول على فيزا عن كل فرد حتى لو كان يشتغل هناك ويعمل صباح ومساء لخدمتها! ناهيك عن التعامل الغير متحضر معهم على الحدود. فقد رأيت رجلا يكاد التعب ينطق من ملامحه.. يدفع 500 دولار عن أطفاله الصغار الذين أراد أن ينجو بهم من كوارث التفجيرات التي تطال الصغار الأبرياء والمتعبين.
وفي تونس الخضراء الجميلة التي تتمنى زيارتها لتقول ان هناك بلد عربي يستحق الافتخار به. اذا كنت انكليزيا او فرنسيا فمرحبا بك، لست بحاجة لفيزا أو تأشيرة قد يكلفك الحصول عليها ليس الأموال الباهظة فقط، بل كرامتك والإحباط والأذى. لكن اذا كنت عربيا.. وخاصة اذا كنت عراقيا فنجوم السماء اقرب لك من الفيزا التي تحاول الحصول عليها ولو لزيارة قصيرة تجلي عنك صدأ التفجيرات والحروب والخدمات المزرية.
وهذا طبعا ينطبق على الكثير من أبناء العروبة، الذين بالأمس أغلقوا أبوابهم بوجه شعب العراق بحجة الحصار امتثالا لأوامر أمريكا!.. واليوم أغلقوا حتى النوافذ بحجة وجود أمريكا!!؟

خبر آخر يقول: مصر تبني جدارا بينها وبين غزة! غزة المحاصرة من قبل إسرائيل التي لم يتوقف قصفها لتلك القرية المتعبة منذ ان حوصر أهلها بجماعة حماس القاعدية! غزة التي لم يحاول أي عربي من الذين تتشدق فضائياتهم بالعروبة ان يعلن مقاطعته لإسرائيل! فأمير قطر لم يجرؤ حتى على الإدانة أو الشجب التي لا يجيد باقي العرب والمسلمين غيرها.. وصوره مع قادة إسرائيل، لم يعلق عليها أي من الذين يختلقون القصص عن قادة العراق واتصالاتهم بإسرائيل!..وعصابات القاعدة يهدد مجاهديها قادة فلسطين والشعب العراقي المتعب! لتحرير فلسطين! كما حررها من قبل القائد المضرة يوم غزا الكويت!؟.
مصر العروبة التي قام إعلاميوها وساستها وفنانيها ولم يقعدوا شتما وشجبا للجزائر لأن فريقه الكروي فاز عليهم! واستجوب سفير الجزائر في القاهرة .. ولم نسمع يوما عن استجواب سفير إسرائيل عن ما يجري من جرائم ضد الشعب الفلسطيني.. وهم يعرفون جيدا أن مقاطعة مصر لإسرائيل ستهز الصهاينة وتجعلهم يعيدون حساباتهم، فلم تستقوي بهذا الحجم الا بعد اعتراف مصر بها ورفع علمها عاليا في القاهرة. لكنه الخوف من أمريكا التي تعتبر إسرائيل قاعدة سياسية لها حتى لو على حساب اليهود أنفسهم، الخوف ان تقطع مساعداتها عن مصر ويومها لا تنفعهم العروبة ولا وحدتها التي غلبها الغلاب!.
خبر ثالث يقول: السعودية تقصف المناطق الحدودية مع اليمن لمحاصرة الحوثيين الذين هم يمنيون! وتعتقل العراقيين الهاربين من جحيم الحرب والقتل بعد التخلص من عدوهم القائد الوحدوي الذي جيش الجيوش لاحتلال الكويت وقصف السعودية!
أما في فلسطين.. فأخبار الشقاق بين حماس وفتح شغلت الساحة العربية منذ زمن حتى صارت أمر واقع لا حلول له بالزمن المنظور. هذا بالرغم ان بلدهم لم يتحرر! ويُقصف يوميا ويُحاصر من قبل المحتل، الأمر الذي يتطلب وحدتهم والعمل معا ولو بشكل مؤقت. لكنهم يبدو أنهم تفوقوا على قادة العرب السابقون واللاحقون فقرروا أن يحرقوا المراحل التاريخية بالبدء بالشقاق أولا! ومن ثم قد تحصل معجزة ويتحقق التحرير والازدهار، في يوم في شهر في سنة او في قرن!؟ وربما تحصل معجزة اكبر ويحققوا الوحدة بين صفوف قادة الشعب الفلسطيني .
فهل نحتاج لاستيراد حزمة حطب من أوربا لنضرب بها ظهور كل القادة والمسئولين العرب لعلهم يعون الدرس يوما ويعرفوا قيمة الوحدة، لكي لا يغلبهم غلاب؟.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد جاوز الظالمون المدى
- هل هي وسيلة أخرى لسرقة مال الشعب؟
- غبار الكلام
- الفضائيات ومسلسلات الكذب والقهر والبكاء
- فايروس الجهل السياسي
- لوكربي وليبيا البقرة الحلوب
- كفار اليوم أقسى من الكونكريت
- الصحافة بين تهديد الجبناء وسكوت الضعفاء
- أوراق صدئة
- بين برلماننا وبرلمانهم!
- الاعلام العربي والمرأة العراقية
- مدارات.. حاقدة
- دوائرنا المستحيلة
- استغلال المسئولون لصبر المواطنين
- رواية خضر قد والعصر الزيتوني، وجائزة نوبل
- لماذا الكامل شياع؟
- ثقافتنا الاجتماعية
- من ستنتخب أيها العراقي؟
- ناقوس الخطر يدق! فهل حياة لمن ننادي؟
- هل السيد مقتدى ضحية لتياره؟


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - وحدة ما يغلبها غلاب!