أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابتسام يوسف الطاهر - الفضائيات ومسلسلات الكذب والقهر والبكاء














المزيد.....

الفضائيات ومسلسلات الكذب والقهر والبكاء


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 3 - 19:19
المحور: الادب والفن
    


في العراق جعلنا عصر الفضائيات نعيش أيام انقلاب البعث الدموي.. ونحن نرى بقاياهم مازالوا يتصيدون الشوارع المتعبة ليزيدوها خرابا، ويترصدون الناس ليزرعوا طريقهم موتا ويسرقوا من عيونهم بقايا الأمل. وتنقلك قناة أخرى لتريك شوارعك العطشى ورافديك مسلوبا الروح والمياه، وتستغيث ولا من مجيب!.
وفي الجانب الآخر من الجحيم في اليمن (السعيد) تراهم يستخدمون الطائرات والدبابات ليدكوا قراهم الجرداء ، وكأن الذي باعهم تلك الأسلحة اشترط عليهم ان لا يستخدموها إلا ضد شعوبهم!.
فتهرب للمسلسلات (علشان ماليش غير-ها) لعل فيها ومضة فرح أو أمل تاريخيا كان أو من نفايات الواقع. خاصة وقد صارت المسلسلات اليوم (حنة ورنة) بعد تكاثر الفضائيات التنافسي العشوائي. لتجدها في (زمن العار ) هذا، لم تكن أكثر من (قلب ميت) ليس فيها ما يرطب يومك ويبعد عنك شبح الكآبة.
ففي زمن العار المسلسل الناجح دراميا وهو ينقلك لحواري سوريا الخلفية بفقرها وحرمان أهلها وصراعهم من اجل البقاء، ومن اجل الحفاظ على قيم التسامح والشهامة وإجارة الغير. يصدمك بمشاهد أخرى سطحية بطرح بعض الأمور، فمن خلال أحدى الشخصيات وهي ترحّل معاناتها على العراقيين الذين لجئوا لسوريا "بكرى لما العرائية - أي العراقيون- يرجعوا لبلادهم تصير الأمور أحسن وترجع مثل ما كانت " لم يطرح المخرج الجانب الأهم من قصة العراقيين التي زجها بالعمل بشكل فاشل، وهو كيف أن سوريا ازدهرت بسبب أزمة العراق، فالأموال انهالت عليهم من كل جانب لإيوائهم بعض العراقيين، بعضها من الحكومة العراقية ومن المنظمات العالمية ومن العراقيين البعثيين الذين نهبوا أموال الشعب العراقي وهربوا بها ليعمروا سوريا ، فقد ازدهرت حركة البناء هناك بشكل ملفت للنظر خلال الخمس سنوات الأخيرة!.
ولم نر في تلك المسلسلات أو غيرها أي شئ (خاص جدا) ، (فالجيران) يتحينوا الفرص لأذيتنا لكي نبقى سوقا لبضائعهم الرديئة! ويتكرر في اغلبها ديكورات تجدها في الفنادق السياحية ، وأحيانا تشبه محلات بيع الأثاث. كذلك تكرار المؤامرات والمشاكل اليومية لتزيد من (عمر شقائنا) وتعذب (قلوبنا الصغيرة) وتقتل (أحلامنا النبيلة). فمعظم المسلسلات سورية او خليجية ومصرية يتسابق فيها الممثلون على العنف والحوارات الصاخبة بين الافراد ، وكأنها تعزز طريقة فيصل القاسم في حواراته البائسة. وبتركيزها على البكاء والنحيب ومشاهد الدموع التي والشهادة لله ان اغلبهم أتقن مشاهد العويل والصراخ لدرجة أنها لا تتركك إلا وأنت تبكي وتعاودك الكآبة التي حاولت الهرب منها. حتى أن صغارنا صاروا يتساءلون ساخرين "لماذا لا تكون هناك مسابقة بكاء على شاكلة، ستار أكاديمي، يفوز فيها من يلطم أحسن ويبكي بدموع أكثر"!!؟
فتلك المشاهد تتمطى وتتطاول مثل ليل امرؤ ألقيس بينما لحظات الفرح والأمل تمر كالشهب مسرعة أو كجلمود صخر حطّه السيل من عل.
وما يزيد الغضب هو القطع المتواصل للمسلسلات والبرامج لتقديم إعلانات تتكرر بشكل غير مدروس و يثير الأعصاب والغضب.. فكل القنوات صارت تحاكي القنوات الخليجية بكم الإعلانات الذي يتكرر أحيانا لنفس السلعة أو لنفس البرنامج وبنفس اللحظة والثانية، فما أن يظهر المشهد لأي عمل وبعد ثواني وليس دقائق يظهر شعار اليوم (هذا البرنامج برعاية) ليمطرونا بكم السلع والشركات وغيرها، بتواصل لأكثر من خمس دقائق.
القناة المصرية كانت تكتفي بعرض عدد الإعلانات قبل بدء الفيلم أو المسلسل ومثلها بعد أن ينتهي، لكنها اليوم صارت تقلد الأخريات وبشكل مبالغ به ومشوه أحيانا. فحتى برامج اللقاءات مع الفنانين كما حصل في اللقاء المتسلسل مع عمر الشريف، يُقطع الحوار لعشرات المرات في الحلقة الواحدة بل أحيانا تقطع الجملة قبل اكتمالها ليمطرونا بإعلانات متكررة ومنها إعلان عن البرنامج المقطوع!!؟
عرفنا من خلال التلفزيون البريطاني أن الإعلانات تتكرر حقا لكن في الغالب كثير ما يكون قطع الفلم بمحله وبشكل مدروس ومتآلف مع ثيمة الفيلم أو البرنامج، ففي الأفلام التراجيدية او أفلام الرعب، تشعر بأنك بحاجة لالتقاط أنفاسك لتنأى بعيدا عن أجواء الفيلم من خلال الإعلانات، لتعود له مرة أخرى دون ان تتأثر أعصابك، لكن بالرغم من ذلك الكثير منا يفضل متابعة افلام وبرامج الـ (BBC) لعدم قطع العرض لتقديم الإعلانات.
فهل هناك أمل بأن ترحم الفضائيات أعصابنا وتقدم الإعلانات بشكل يرحم اذواقنا، أو لعلها تقدم الأفلام المميزة خاصة القديمة التي تعود بنا لماض لم نكن نتوقع إنا سنحّن إليه يوما!.

لندن- 2009



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فايروس الجهل السياسي
- لوكربي وليبيا البقرة الحلوب
- كفار اليوم أقسى من الكونكريت
- الصحافة بين تهديد الجبناء وسكوت الضعفاء
- أوراق صدئة
- بين برلماننا وبرلمانهم!
- الاعلام العربي والمرأة العراقية
- مدارات.. حاقدة
- دوائرنا المستحيلة
- استغلال المسئولون لصبر المواطنين
- رواية خضر قد والعصر الزيتوني، وجائزة نوبل
- لماذا الكامل شياع؟
- ثقافتنا الاجتماعية
- من ستنتخب أيها العراقي؟
- ناقوس الخطر يدق! فهل حياة لمن ننادي؟
- هل السيد مقتدى ضحية لتياره؟
- ماذا تريد التيارات (الهوائية)?
- البرلمان العراقي وحصان(ة) طروادة
- عام كهرباء وضياء
- تراثنا من اساطير الحضارات العراقية


المزيد.....




- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابتسام يوسف الطاهر - الفضائيات ومسلسلات الكذب والقهر والبكاء