أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابتسام يوسف الطاهر - ثقافتنا الاجتماعية














المزيد.....

ثقافتنا الاجتماعية


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2391 - 2008 / 9 / 1 - 08:27
المحور: المجتمع المدني
    


نحن اكثر الناس ترديدا لمقولة (اطلب العلم من المهد الى اللحد) لكننا اكثر الشعوب سخرية من الذي يسعى للتعلم (بعد ما شاب ودّوه الكتاب) وهذا الأمر ينطبق على اغلب مناحي الحياة خاصة حياتنا الاجتماعية ولا يقتصر على تعلم اللغة والرياضيات أو غيرها من العلوم .
فالموظف في أي مؤسسة حتى لو كانت بعيدة كل البعد عن دراسته واختصاصه، يعتبر نفسه ابو العرّيف..طالما معه شهادة ويعرف يقرا ويكتب، فموضوع العلم انتهى بتربعه على عرش المكتب، ينفش ريشه الطاووسي مع أي مراجع من المواطنين حتى لو كان اعلى منه علما وثقافة، وياويل المراجع لو تذمر او انتقد او حتى تململ.
فاغلب الموظفين لا علم ولا دراية لهم بكيفية التعامل مع المراجعين والذين هم عادة من مختلف الطبقات والخلفيات الاجتماعية والثقافية. فلا ترى ابتسامة الموظف ولياقته بالحوار مع المراجع الا اذا كان قريبا او مبعوث من احد الأسماء المهمة سلطويا، او حاملا معه رسالة توصية، وهذا الأمر متوارث منذ القدم! لكنه اليوم صار لازمة من لوازم الحياة بالدوائر والمؤسسات واكثر تفصيلا لان كل مؤسسة صارت تتبع فصيل ما أو حزب أو تيار معين ، وعليه لابد من توصية من ذوي الشأن!.
ولو تجرأت واقترحت على الموظف ان يستشير مسئوله، او ذكرته بأن الأمر لا يتطلب ذلك التأخير او الرفض بحكم درايتك بالقضية ، أي قضية، لثارت ثائرته "شنو.. تعلمنا شغلنا؟" وحينها ستكون الكارثة، ستنصب على رأسك الاتهامات خاصة اذا كنت بلا سند غير رب العالمين أو اذا كنت من العائدين توا لأرض الوطن فسيسهل اتهامك بالتفلسف واستعراض عضلات معرفتك. او اعتمادك على المستورد من الثقافة الغربية المرفوضة جملة وتفصيلا.
قد تجد عذرا للبعض بسبب الظروف التي عاشوها من حروب وحصار وعزلة عن العالم بما صاحبها من كوارث واحتلال وارهاب . وهذا أمر مألوف في كل الدوائر الرسمية تقريبا، لكن كيف تجد العذر لمن هو في الخارج ويعيش في ظل بلد يحترم المواطن ويراعي مزاجه وحتى عصبيته التي تدفع بعض المتهورين للتطاول على الموظف؟
في احدى السفارات العراقية المتواجدة في اوربا..خرج احد المراجعين متألما متذمرا من طريقة الموظفة بالرد على تساؤله "رمت الأوراق علي دون حتى ان تبتسم وهي تقول روح وماعليك ، اعمل مثل ما قلت لك! ".
بعض الموظفين ممن يعمل بالسفارات العراقية في اوربا، حالما يجلس على عرش الوظيفة هناك يصبح ذو شخصيتين..واحدة كمواطن اوربي يتذمر لو تعطلت معاملة له مع أي مؤسسة حكومية تابعة للبلد الذي يضيفه، لكنه فجأة يعود للعصر العثماني او يلبس الزي الزيتوني الصدامي لدى مؤسسة البلد الام او السفارة هناك. بالرغم ان هؤلاء قد لمسوا الأسلوب الحضاري الذي يتبعه الموظف حتى بالمؤسسات المتعبة (بكسر العين)، بغض النظر عن طبيعة الروتين والبيروقراطية التي نواجهها في بعض الأحيان، لكنا لا نتذمر ولا نعود للبيت محبطين بسبب بسيط، هو ابتسامة الموظف في محاولته لشرح الأسباب او بمحاولته للتخفيف عنا.
الابتسامة التي لا يراها المراجع لدى اغلب الموظفين العراقيين الا مع معارفهم من المراجعين ، بالوقت الذي نقدر ان نعتبرها علم ، وأسلوب التعامل مع الآخر ممكن ان يكون علم وثقافة، لهذا بالدول المتقدمة لابد ان يمر الموظف بدورات تدريبية وتعليمية عن احترام القوانين وتقدير وضع المراجعين من المواطنين بمختلف انتماءاتهم وخلفياتهم الاجتماعية والثقافية، وأسلوب التعامل معهم.
اذن في حالة موظفينا خاصة بالسفارات العراقية في الخارج باتت تلك الدورات ضرورة ملحة من اجل ثقافة وظيفية اجتماعية قانونية، يتدرب بها الموظف او المسئول على أسلوب عمل بعيد عن التوصيات والواسطات، بعيد عن أسلوب التشنج والتعالي على المراجع أيا كان مستواه. خاصة وهؤلاء عاشوا في الخارج وعرفوا عن قرب كيفية التعامل بمؤسسات الدول بل يعرفوا ان الموظف حتى لو عمل باختصاصه يخضع لعدة دورات تعليمية وتثقيفية تخص طريقة العمل والتطور بالقوانين وتغييرها ليكون على دراية بكل المستجدات لكي لا يقع المراجع بمطبات بسبب فتاوي الموظف التي تدل على عدم معرفته بأبسط القوانين وعلى عدم وجود اتصال او تواصل مع الموظفين في داخل البلد. وعرفوا عن قرب كيف يخاطب الوزير المواطن، فما بالك بالموظف العادي؟ فالموظف او الوزير وُجد لخدمة المواطن، ولولاه لما كان لهم أي قيمة او وجود حتى.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ستنتخب أيها العراقي؟
- ناقوس الخطر يدق! فهل حياة لمن ننادي؟
- هل السيد مقتدى ضحية لتياره؟
- ماذا تريد التيارات (الهوائية)?
- البرلمان العراقي وحصان(ة) طروادة
- عام كهرباء وضياء
- تراثنا من اساطير الحضارات العراقية
- لن تأتي حياة
- حلم جبار
- هل يصلح موزارت ما أفسده الارهاب
- مستقبل العراق مرهون بوحدة شعبه
- ما الخطورة التي تشكلها جبهة التوافق !؟
- في يوم مشمس
- هدية اسود الرافدين لشعبهم، شئ من الفرح
- التهديد الامريكي بفوضى بلا حدود
- ابنتي والعراق والشاعر سعدي يوسف
- الحرية التي ضحى الشعب العراقي من اجلها
- في ضرورة فصل الدين عن الدولة
- من يوقف انتشار خلايا السرطان ؟
- هل تستحق قناة الجزيرة ذلك الاهتمام؟


المزيد.....




- مصدر فلسطيني: حماس تتجه إلى وقف مفاوضات تبادل الأسرى بعد تهد ...
- -انتحل صفة غير صحيحة-.. فيديو اعتقال مواطن في الرياض والأمن ...
- مدير الأونروا في غزة: المكان الذي وجه الجيش الإسرائيلي بعض س ...
- الداخلية الروسية توضح أسباب إصدار مذكرات اعتقال بحق سياسيين ...
- تعرف على صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية وآليات إصدار مذكرا ...
- وسط تحذير من مجاعة -شاملة-.. الأونروا تتهم إسرائيل بتعطيل دخ ...
- -العندليب الأسود-.. بيلاروس تنفذ اعتقالات في قضية تجنيد مراه ...
- الأونروا تحذر من الهجوم الإسرائيلي على رفح: العواقب مدمرة عل ...
- منذ 7 أكتوبر.. ارتفاع حصيلة الاعتقالات الضفة الغربية لـ8590 ...
- الأمم المتحدة ومنظمات دولية تدين إغلاق إسرائيل مكتب الجزيرة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابتسام يوسف الطاهر - ثقافتنا الاجتماعية