أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - ابتسام يوسف الطاهر - هدية اسود الرافدين لشعبهم، شئ من الفرح














المزيد.....

هدية اسود الرافدين لشعبهم، شئ من الفرح


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2003 - 2007 / 8 / 10 - 07:35
المحور: عالم الرياضة
    


لم أفكر بالكتابة عن الفوز العراقي بكرة القدم، ببساطة لان الفرحة التي دفعت مثقفين عرب للبكاء فرحا ومكالمتي لتهنئتي بالمناسبة، كانت اكبر من ان اكتب عنها.
لكن استفزاز البعض من الذي يستنكرون فرح العراقيين دفعني للكتابة. لقد كتبت وكتب الآلاف عن المذابح اليومية، عن الحزن والقهر اليومي للعراقي الذي لم ينعم بشئ من الراحة ولم يعرف الفرح الحقيقي ولا السلام منذ عقود، منذ ان سرق القادة الأشاوس الوطن واعتلوا العرش ليقودوا الشعب من حرب لأخرى لم تجلب غير الخراب للشعب ولأرضه، لتختتم بالاحتلال والمفخخات. وكانوا السبب الاول بدفع أبنائنا وبناتنا للهروب للبحث عن فسحة الامل والحياة، فالعراقيات لجأن للهروب للحفاظ على كرامتهن التي حاول أبناء القائد البائد الاعتداء عليها، فالشريفة تبقى شريفة أينما حلت ومهما عانت وحاصرتها الظروف. ولم يمس احد شرف العراقيات كما يتهمهن احد الكتاب المستكثرين على العراقيين فرحهم العابر بفوز فريقهم، في مقالة منشورة بكتابات! او غيره من العربان الحاقدين، الذين ينثرون بثور الحقد بكل سطر يكتبوه.

لقد عُزل العراق عقودا بقفص القيادات (غير الضرورية) البائدة عن العالم ثقافيا وسياسيا ورياضيا. مع ذلك أذهَل شعبنا الكون بتحديه وصبره وقدراته الفائقة للنهوض والتفوق أيضا.
وما الفرح الغامر، الذي هبت له الجموع عفويا بكل أنحاء العالم، والذي لم يقدر السياسيون عليه بانتصاراتهم او انتكاساتهم لا بأم المعارك ولا أبوها اوابن عمها، الا تقديرا لتلك القدرات التي أدهشت العالم من فريق حرم حتى من ملاعب معقولة للتدريب بها. ليقولوا كما قال غيرهم من المبدعين، ان العراقي قوي صامد محب للحياة، العراقي اثبت انه ليس متحجرا بل مبدعا ومن الرماد ينهض كالعنقاء، ليقول ها أنا ذا أعيش مهما تماديتم بزرع الموت الجبان، وأتفوق بالرغم من كل العراقيل التي يسارع المتخلفون المشوهون عقليا وروحيا بوضعها في الطريق. وسأنتصر ايضا، وافرح والفرح غايتي، لمنحه لكل من تنبض بعروقه دماء إنسانية من التي منّ الله بها علينا.
فالجماهير المليارية المتوزعة على كرة اللهب الأرضية هي ليست "جماهير همجية رعاعية ناعقة وصاخبة ومنقادة لقطيع من الخرفان يركض وراء كرة من الجلد أو كرة بلاستيكيه تتدحرج في ساحة استجمعت عليها مليارات العيون الرعاعيه" . كما يقول بعض المتخلفين إنسانيا وروحيا من الذين لا ينفكوا ينثرون بثورهم بنفوس الناس لتخريب فرحتهم حتى لو كانت صغيرة. كما ينثر زملاؤهم من أرباب القاعدة وأسيادها الأمريكان الذين لا يتورعوا لحظة من نثر الخراب والتدمير كل يوم بتزامن مع تواجد أسيادهم في الساحات التي يحتلوها.
كرة القدم لعبة حضارية حيث تمتص طاقات الشباب وتثبت أن التنافس ممكن له أن يكون شريفا وبلا إسالة دماء او قتل أبرياء، حيث يكون الفوز باقتدار وثقة والنصر لمن هو أفضل وأذكى، وليس لمن هو اكثر حقدا واكثر كرها للحياة وللناس كما هو حاصل في ساحات القتل اليومي للابرياء.
والجماهير لا تكون "همجية ناعقة وصاخبة" إلا حين تخرج تهتف بروح القائد الجبان أو السيد فلتان، وليس حين تتلقف قطرات من الفرح الذي حرمت منه، لتزرع الشوارع الموحشة رقصا وابتهاجا.
يذكرنا بعض الموتورين بالمتخلفين الذي يحرّمون تلك اللعبة كما يحرمون الموسيقى.والذين لا يختلفون عن عدي الذي كانت الغيرة تأكله اذا فاز الفريق العراقي بأي بطولة . فبدلا من تقييم الفريق ومكافأته، كان يطالب كابتن الفريق الفائز بالاستقالة كما حصل مع اللاعب المبدع فتّاح ! إضافة الى إجبار الفريق الفائز لتسليم كل ميدالياتهم لذلك المتخلف عقليا وروحيا، ليستولي عليها أباه فيما بعد ليطلي حنفيات حمامه بالذهب !
إذن هي المرة الأولى التي يشعر الفريق العراقي بقيمة ذلك الفوز بقيمة تمثيل بلده وشعبه، بلا طوائف ولا شعارات بائسة، ليقولوا للكل أن شعب العراق سيبقى صامدا موحدا مهما تربص له الحاقدون زارعو الخراب والموت، سارقو الفرح.
فلأول مرة يشعر ذلك الفريق بفرح الفوز بلا خوف ولا تهديد. لذا لم يكن مفاجئا مشاركة كل الطيبين لهم ذلك الفرح الذي يستحقونه فيكفي إصرارهم المستميت للفوز من اجل تعويض الشعب بعض خسارته. وكانت أجمل هدية من اسود الرافدين لشعبهم الجبار الذي سيواصل النهوض مهما حاول المتخلفون قتله وتخريب حياته. او سحبه للهاوية بتشويه أمله وأفراحه القليلة.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهديد الامريكي بفوضى بلا حدود
- ابنتي والعراق والشاعر سعدي يوسف
- الحرية التي ضحى الشعب العراقي من اجلها
- في ضرورة فصل الدين عن الدولة
- من يوقف انتشار خلايا السرطان ؟
- هل تستحق قناة الجزيرة ذلك الاهتمام؟
- بقادة مثل هؤلاء، لاعتب على الاعداء
- افشال الحكومة العراقية يعني بقاء الاحتلال
- أما لهذا الليل ان ينجلي
- عن الشاعر طه الطاهر ومسعود العمارتلي
- الحب مش حرفين, بل اكبر
- الارهاب يختطف مبدعا اخر, الكاتب د.عصام البغدادي
- بهائم مفخخة, ام الات مبرمجة للقتل
- العصر الصهيوني وسياسة التجويع
- ارض الضوء
- ..يا أمة ضحكت من جهلها الامم
- الحجاب بين السياسة والتقاليد
- لابد من التخلص من الافعى, لطرد الحاوي
- المكالمة السرية، بين العراب والقائد الشِفيّة
- البعث الصدامي: راس صدام لو راس الوطن


المزيد.....




- تقرير: الكشف عن هوية مدرب بايرن ميونيخ القادم!
- -الرقصة الأخيرة-.. تحديد موعد -الديربي- بين النصر والهلال في ...
- البيلاروسية أزارينكا تحقق رقما تاريخيا في مدريد (فيديو)
- الحكومة الإسبانية تعلن وضع اتحاد كرة القدم تحت الوصاية
- خيار غريب.. بايرن ميونخ يستقر على بديل توخيل
- بعد هدف الكلاسيكو الجدلي.. الليغا: لن ندفع ملايين الدولارات ...
- فرق كرة قدم في المنزل.. لاعبون لديهم أكبر عدد من الأطفال
- -متنكد-.. أمير سعودي يعلق على صورة بالمدرجات وهزيمة الهلال
- أطلِق العنان لشغف الرياضة بداخلك للفوز مع موقع الرهان الرياض ...
- هتتفرج ببلاش.. القنوات الناقلة مباراة الأهلي و مازيمبي نصف ن ...


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - ابتسام يوسف الطاهر - هدية اسود الرافدين لشعبهم، شئ من الفرح