أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابتسام يوسف الطاهر - حلم جبار














المزيد.....

حلم جبار


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2096 - 2007 / 11 / 11 - 09:31
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
تحية لروح الشاعر طه الطاهر

لم يفكر جبار بمغازلة ابنة الجيران السمراء الجميلة، التي منعها اهلها من مواصلة الدراسة بعد اجتيازها الصف الخامس الابتدائي، ولم يرها بعد ذلك سوى بضع مرات فوق سطح الدار حين يختلي بنفسه ليدرس هناك، وهي تنشر الملابس كل ظهيرة، تبقى هناك لعله يصعد ليصلح انتيل التلفزيون أو يطعم حماماته.. احيانا تجمع الملابس ثم تعيد نشرها على أمل ان تراه أو يراها ويرفرف عصفور قلبه الصغير لمرأى عينيها الكحيلتين وشعرها الليلي تداعبه الريح.
لكن جبار لايملك اهله تلفزيون، ولايملك حمام ليطعمه بل هو يحب رؤيته محلقا بالفضاء ويبتسم كلما رأى أسرابه تحلق جماعات فوق المباني المتعبة. فلم يصعد للسطح منذ بداية عطلة الصيف. لكنه يفرح لرؤياها تقف بالباب مع امها ليلمح طيفها فيلقي التحية عليهما. فكثير ما تتبعه عيون النسوة والبنات حين يمر بشارعهم الضيق، كعيون ضيفات زوجة العزيز حين مر بهن يوسف أبن يعقوب.
هو يحلم ان يشتغل ليشتري لأمه ثوبا ازرق بورود صغيرة لتخلع ثوب الحداد الازلي، وشالا كالذي رآه على كتف امينة رزق في احد الافلام التي رآها بالسينما في تلك المرة اليتيمة التي ذهب بها مع اصدقائه.. يحلم أن يشتري لأخته الصغرى لعبة بعينين زرقاوين بدلا من لعبة القطن التي أخاطتها لها امه.

طلب من جارهم الذي يصنع المشروبات الغازية في بيته ليساعده على بيع قناني السينالكو والسفن اب في عطلة الصيف، غير مبال بجحيم الصيف القاتل.
في الاسبوع الاول إشترى لأمه الشال الاسود ولم يبق له غير درهم واحد اعطاه لأخته الكبرى "شكرا لك سأضيفه على ماجمعت لاشتري كتاب نقرأه معا" قالت فرحة وهي تعانقه.
في الاسبوع الثاني قرر ان يشتري الثوب الازرق لأمه. جسده النحيل يتصبب عرقا وهو يدفع العربة الخشبية بصعوبة. الشوارع كأنها افران مفتوحة الأفواه تنفث جحيمها صوبه.. قليل من العمال العائدين من عملهم اشتروا منه ليطفأوا لهيب العطش والحر.
شعر ببرودة تسري بجسده الذي انتابته ارتعاشة حين رآها تقف باسمة بوجهها المضئ من بين عباءتها السوداء.. مد يده المرتعشة لقناني المشروات الباردة ليقدم لها احداها.
اشارت له على فراشة تطير فوقهما بأجنحة سماوية اللون.. ركض خلف الفراشة ليصطادها ويقدمها لها هدية.. ركض طويلا لم يعبأ بساقيه الملتهبتين ولا العرق المتصبب من جبينه.. عيناه تتبعان الفراشة فلا يرى الارض المشتعلة تحت قدميه الحافيتين.
تعالى لهاثه وهو يسمع انين ساقيه.. فتح عينيه فوجد امه قرب رأسه تضع قطع الثلج على جبينه المشتعل، وعيون اخوته تحيط به قلقة، لمح بينها عينا ابنة الجيران تضيئان المكان، يملئهما القلق والدموع.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يصلح موزارت ما أفسده الارهاب
- مستقبل العراق مرهون بوحدة شعبه
- ما الخطورة التي تشكلها جبهة التوافق !؟
- في يوم مشمس
- هدية اسود الرافدين لشعبهم، شئ من الفرح
- التهديد الامريكي بفوضى بلا حدود
- ابنتي والعراق والشاعر سعدي يوسف
- الحرية التي ضحى الشعب العراقي من اجلها
- في ضرورة فصل الدين عن الدولة
- من يوقف انتشار خلايا السرطان ؟
- هل تستحق قناة الجزيرة ذلك الاهتمام؟
- بقادة مثل هؤلاء، لاعتب على الاعداء
- افشال الحكومة العراقية يعني بقاء الاحتلال
- أما لهذا الليل ان ينجلي
- عن الشاعر طه الطاهر ومسعود العمارتلي
- الحب مش حرفين, بل اكبر
- الارهاب يختطف مبدعا اخر, الكاتب د.عصام البغدادي
- بهائم مفخخة, ام الات مبرمجة للقتل
- العصر الصهيوني وسياسة التجويع
- ارض الضوء


المزيد.....




- عامان على حرب الإبادة في غزة: 67 ألف شهيد.. وانهيار منظومتي ...
- حكم نهائي بسجن المؤرخ محمد الأمين بلغيث بعد تصريحاته عن الثق ...
- مخرج «جريرة» لـ(المدى): الجائزة اعتراف بتجربة عراقية شابة.. ...
- الجديد : مجموعة شعرية لمصطفى محمد غريب ( لحظات بلون الدم )
- أصيلة تكرم الفنان التشكيلي المغربي عبد الكريم الوزاني.. ناحت ...
- المصري خالد العناني مديرًا لليونسكو: أول عربي يتولى قيادة ال ...
- -نفى وجود ثقافة أمازيغية-.. القضاء الجزائري يثبت إدانة مؤرخ ...
- عودة الثنائيات.. هل تبحث السينما المصرية عن وصفة للنجاح المض ...
- اختفاء لوحة أثرية عمرها 4 آلاف عام من مقبرة في سقارة بالقاهر ...
- جاكلين سلام في كتابها الجديد -دليل الهجرة...خطوات إمرأة بين ...


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابتسام يوسف الطاهر - حلم جبار