أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ابتسام يوسف الطاهر - لماذا الكامل شياع؟














المزيد.....

لماذا الكامل شياع؟


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2392 - 2008 / 9 / 2 - 07:21
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كيف يقتل الوطن محبيه؟
بعد عقود التقيته في بغداد (الاستاذ كامل شياع) عرفوني عليه.. فعادت تلك الصورة التي كانت عالقة بذهني حيث التقيته مرة واحدة في أولى سنوات الغربة .. ذلك الشاب الوسيم الهادئ الذي كان بصوته دفء العراق وابتسامت الودودة الواثقةه.. الذي يختلف عنا بهدوئه وبتحويل غضبه لعمل من اجل العراق..كان فرحا بالانجازات الثقافية..والأمل في نظراته يزيح غيوم الخوف من غربان الظلام التي تترصده.. لم تغره فسحة الحرية والاستقرار وتبعده عن حلم العمل من اجل بغداد وقد آن اوان تحقيقه.." أن بغداد التي ألزمت نفسي بأن أكتب لك عنها هي عالم آخر. إنها المكان الذي استرحت فيه من عناء السفر الطويل والغربة الشاقة، إنها سنوات الطفولة والشباب التي رحت أقرأ بقاياها في الوجوه والأماكن والعادات، إنها كيمياء من أواصر مصيرية لا أملك مفاتيح حلها". هكذا كتب لابنه الذي كان يبعد عنه الاف الاميال. "خمسة أمتار أو أربعة آلاف كيلومتر هي في النهاية أرقام لا معنى لها خارج عالم الحساب. وبغداد ولوفان هما أسمان على الخريطة لا أكثر. ولأن لكل اسم دلالة، دعني أخبرك عن اسم بغداد المشتق، حسب رأي بعض المؤرخين، من الفارسية وتعني البستان.... وهي عرفت في يوم من الأيام بدار السلام. غير إنها اليوم، للأسف، دار حرب كما تعلم. الصور الآتية منها تملأ الشاشات بمشاهد الرعب والخراب ولا تدع مجالاً للشك في ان الحياة فيها واقفة على كف عفريت. كل يوم من أيامها نذير بالنهاية...".
فهل بغداد هي التي قتلته..كما يوحي البعض بمقالاتهم! لماذا يقتل الوطن محبيه؟ اهو الجنون ام ان هناك من يريد قتل الوطن من خلال اطفاء تلك الشموس؟ يريدون قتل بغداد بابعاد محبيها وقد أرعبهم اصرار المحبين على العودة بالرغم من الخراب.. وبنفس الوقت انتهزت تلك الغربان فرصة اصرار المحبين على الثقة العالية التي منحوها لبغداد للارض ، فساروا بشوارعها الخربة بلا حراسات..فالايدي التي تلطخت بالدماء تلك هي فرصتها لمواصلة القتل والتخريب وزرع الخوف والدمار، الم يهدد عرابهم بذلك؟
كيف تقتل بغداد محبيها وهم تقبلوها على علاّتها واتوها ضارعين لطلب المغفرة عن خطأ تركها بأيدي عصابات الغدر والخيانة الذين لم يكتفوا بتخريبها بل سلموها للمحتلين..
اتوها المحبين مشمرين الأذرع ليجعلوا شوارعها جميلة آمنة مثل المدن التي عاشوها والتي منحتهم فرصة الحرية والأمان. " من وحي بغداد المطمورة خلف ركام صور الدم والحرائق، اوصيك: أن تتجول طويلاً في شوارع لويفن الصغيرة... وتذهب حتى نهاياتها لتتأكد من أن لا حواجز كونكريتية هناك، ولا أسلاكاً شائكة، ولا نقاط تفتيش ولا حرساً متأهبين لإطلاق النار... أن تخرج حين تشاء، لتتمشى أو تلعب أو تقصد دار السينما، ألا ترى الدم في الشوارع... ألا يطاردك شبح الخوف مما هو مرئي أو غير مرئي، ولا تختبئ من رصاصة طائشة فتبتعد عن النافذة، وتهجر الحديقة والشرفة. أن لا تحلم بإطلاق آخر رصاصة، وإنفجار آخر عبوة ناسفة، وغياب آخر إنتحاري، أن تجلس عند المساء في غرفتك الهادئة، وتستمع إلى الموسيقى التي تحب. سوف لا يزعجك ضجيج طائرات مروحية دانية، ولا ترى الحمامات تفرّ مذعورة من بين أغصان الشجرة، ألا تتوقع إنقطاع التيار الكهربائي ليحرمك من متعة القراءة، أو مشاهدة التلفزيون أو اللعب بالحاسوب، ولا تضطر إلى شرب قهوتك في الظلام، أو كتابة رسالة على ضوء الفانوس، أو تأجيل قراءة الجريدة ليوم آخر، أن لا تأخذك الريبة بجارك... ولا تخشى نظرات المارة. فليس هناك من يرصد حركاتك لقاء دولارات قليلة من عصابة تصطاد الرهائن فتقايضهم أو تنحرهم". يوصي ابنه ليتمتع بما حرم هو منه، هو الذي اختار ذلك الحرمان من اجل بغداد، ليمنح كل الأبناء ما يتمتع به ابنه او هكذا كان يحلم كما فعل من قبله الكثير فذاك هادي صالح ابو فرات، حمل سنوات التعب والغربة وعاد ليستعيد حلم شبابه ان يمنح بغداد ما جمعه خلال رحلة التغرب والبحث عن معنى الحياة ليمنح تلك العصارة والخبرة للمتعبين، لتغتاله يد الغدر "لقاء دولارات قليلة من عصابة تصطاد الرهائن فتقايضهم أو تنحرهم". من فتح ابواب الوطن لذلك الكم من الحاقدين وأغلقها عن أبنائه المتعبين؟.
ليس الوطن من يقتل ابنائه.. أنهم يقتلون الوطن بقتل محبيه ليبقى الوطن اعزل لا احد يحميه، ليعود لأحضان العصابة التي دمرته بالأمس و سلمته ليد الاحتلال الحاقد الأول على كل وطني يدعو للحب والخير والسلام..
لابد من الصراخ عاليا بوجه الصامتين والشامتين، لابد من فضح القتلة والقصاص منهم الان قبل أن تطول أيديهم الغادرة شموس أخرى من أبناء الوطن. لا يدرون أنهم لو جمعوا الليل كل الليل وكل ظلام الحقد لن يطفئوا تلك الشموس.
صمت البعض، وصمت المثقفين العرب ومثقفي العالم عن تلك الجرائم لا معنى له غير المشاركة الفعالة بتلك الجرائم.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافتنا الاجتماعية
- من ستنتخب أيها العراقي؟
- ناقوس الخطر يدق! فهل حياة لمن ننادي؟
- هل السيد مقتدى ضحية لتياره؟
- ماذا تريد التيارات (الهوائية)?
- البرلمان العراقي وحصان(ة) طروادة
- عام كهرباء وضياء
- تراثنا من اساطير الحضارات العراقية
- لن تأتي حياة
- حلم جبار
- هل يصلح موزارت ما أفسده الارهاب
- مستقبل العراق مرهون بوحدة شعبه
- ما الخطورة التي تشكلها جبهة التوافق !؟
- في يوم مشمس
- هدية اسود الرافدين لشعبهم، شئ من الفرح
- التهديد الامريكي بفوضى بلا حدود
- ابنتي والعراق والشاعر سعدي يوسف
- الحرية التي ضحى الشعب العراقي من اجلها
- في ضرورة فصل الدين عن الدولة
- من يوقف انتشار خلايا السرطان ؟


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ابتسام يوسف الطاهر - لماذا الكامل شياع؟