أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ابتسام يوسف الطاهر - احذروا غضبة الحليم














المزيد.....

احذروا غضبة الحليم


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29 - 18:36
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


ما بعد الانتخابات

وأنا أتابع المشهد السياسي أو الانتخابي بالعراق ، شعرت بالقلق ولمست خوف الناس من تداعيات الموقف لما لا تحمد عقباه. واكبر الخوف هو من عودة عناصر البعث الموالية لصدام! أو التي لا تختلف عنه كثيرا..
ولوحظ كيف اهتزت صورة المتنافسين حين صاروا يتبارون بتبادل الاتهامات بالتزوير أو التلاعب.. متناسين أن الانتخابات لعبة.. لعبة ديمقراطية سياسية تقوم على ضبط النفس وتقبل الخسارة وعدم الغرور بالفوز. فتلك اللعبة يترتب عليها مسؤوليات ومتاعب لمن رشح نفسه طواعية لخدمة الشعب الذي حصل وانتخبه ليجربه. أما هذا التنافس والتهافت على الاتهامات فهي تدل على أنهم يتنافسون على غنائم المنصب وما يدر من مال وجاه!؟
من الذي بدأ لا يهم.. فنعرف أن الإعلام الموالي للبعث كان وراء التشويش الأول يوم صار بعض المتحدثون باسم القائمة العراقية يتهمون المفوضية بالتزوير والتلاعب، قبل بداية الفرز حتى! ثم تدخلهم المباشر بعمل المفوضية..التي ارتعبت وصارت تعلن نتائج الفرز بالقطارة.
وقد عودنا السيد المالكي على حزمه وحلمه، فلا نتوقع أن يهز تلك الصورة الجميلة عنه وينجرف لتيار البعض من المنافقين الذين لا يهمهم غير مصالحهم الشخصية أو العنصريين من الطائفيين الذي لم تزح العملية السياسية الصدأ العالق بتفكيرهم، وتدفع بالمشهد لفوضى أكثر خطرا من خطأ السابقين ممن تمسك بالكرسي ورفض التخلي عنه!.
فالخطأ الاول كان بقانون الانتخابات الذي كان يجب أن يرفضه الشعب ولابد من العمل على تغييره، حيث مهد للتلاعب الذي حصل، لا محال، فالتجربة العراقية مازالت رضيعا يحبو ديمقراطيا.
الخطأ الآخر هو بعدم الاهتمام بحجم الجهل والأمية التي تعم نسبة كبيرة من الناخبين وهذا لابد ان يفسح المجال لتدخل البعض وتوجيه الأميين حسب اهوائهم، إذ كان يجب تأجيل الانتخابات وعمل إحصائية شاملة.
ولكن الذي حصل أن الشعب كان يتأمل بالانتخابات أن تضع حدا لماساته وحرمانه من ابسط سبل العيش.. فما ذنب الشعب وقد تحدى كل التهديدات والمصاعب.. وهو يعرف أن العراق مستهدف من قبل الكثير من الأطراف العربية والإيرانية وكذلك العراقية البعثية أو المتهافتة على الشعارات القومية خاصة من التي كانت تركب موجة المعارضة للنظام السابق لغاية في النفوس.
إذن الشعب بالرغم من خيبته بقانون الانتخابات.. وخيبته بتوزيع الأصوات "ما قصر.. وياكم، ورحنا وانتخبناكم" فلا تقصروا بحقه عليكم.. فالشعب يستحق منكم أن تشكروه على تحدياته وصبره عليكم.
إذن الشعب يريد أن تخرس الأصوات الداعية للشقاق والنفاق، الأصوات التي تسعى لتمزيق وحدة الأمل بالحرية والسلام. ويريد من الخاسر أن يكون أكثر شجاعة وبطولة ليسمح للآخر أن يجرب مدى صدقه بتنفيذ وعوده بتحسين الخدمات بحل أزمة السكن وأزمة المياه والكهرباء وأزمة البيئة وأزمات العلاقة مع الجيران.
وهي فرصة للخاسر ليربح قلوب الناس، حين يقترب منهم ويتعرف عن قرب على مشاكلهم، فرصة للتأمل وليرقب الأمور من الجانب الآخر ليعترض على هذا التقصير أو ذاك. أو ليعتبرها فرصة لامتحان الآخر أو اختباره بتنفيذ مطالب الناس.
و الأهم ان لا يصيب الرابح الغرور بالفوز ويعتقد انه معصوم من رفض الناس له! أو انه معصوم من الخطأ وانه استحق الفوز بجدارة. فالشعب لم يلمس من أي من الكتل ما يجعله يفضل هذه على تلك.. حيث أغلب الكتل الكبيرة كان لها تقصيرها وعدم وضوح برنامجها. إذن الفوز ربما أتى من قانون الانتخابات الأعرج. أو أتى بسبب أن الأغلبية مازال ولائها الأول للطائفة أو الحزب، لان الكثير مازال جاهلا وفاقدا لأهم عنصر للديمقراطية وهو الروح الرياضية أو الولاء للوطن والعمل على خدمته. فللأسف مازال اغلب العراقيون خاصة من القيادات السياسية يعانون من أنيميا الوطنية.
فلا تجعلوا الحاقدين يشمتوا بنا ولا تخيبوا أمل الشعب وهو كل ما تبقى له فالحكمة الفيتنامية تقول "لا تحرم أحدا من الأمل اذا كان هو الشيء الوحيد الذي يملكه". واحذروا غضبة الحليم. خاصة الذي "ليس له شيء يخسره" كما تقول الحكمة الأخرى.
فالشعب العراقي صبر كثيرا ولم يكن هناك من هو أكثر حلما منه، حتى بحالات يأسه القصوى من الدولة التي خذلته سابقا، اعتمد على نفسه وكيّف الظروف حسب إمكانياته بانتظار القيادة التي سترفع عنه الحيف والظلم وتوفر له ما يستحق من عيش كريم ورفاه، وتحافظ على كرامته. وتكافئه على تضحياته، لعله يمنحها صوته بالمستقبل بلا تردد ولا خوف ودون اللجوء للتزوير.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حضرة الانتخابات
- اعترضوا ..ولكن ما هو الحل؟
- أي الأجندات سننتخب؟
- وحدة ما يغلبها غلاب!
- لقد جاوز الظالمون المدى
- هل هي وسيلة أخرى لسرقة مال الشعب؟
- غبار الكلام
- الفضائيات ومسلسلات الكذب والقهر والبكاء
- فايروس الجهل السياسي
- لوكربي وليبيا البقرة الحلوب
- كفار اليوم أقسى من الكونكريت
- الصحافة بين تهديد الجبناء وسكوت الضعفاء
- أوراق صدئة
- بين برلماننا وبرلمانهم!
- الاعلام العربي والمرأة العراقية
- مدارات.. حاقدة
- دوائرنا المستحيلة
- استغلال المسئولون لصبر المواطنين
- رواية خضر قد والعصر الزيتوني، وجائزة نوبل
- لماذا الكامل شياع؟


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ابتسام يوسف الطاهر - احذروا غضبة الحليم