أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - ثورة الكهرباء














المزيد.....

ثورة الكهرباء


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3041 - 2010 / 6 / 22 - 18:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشاهد اعتقدتها للوهلة الأولى في غزة، وذلك الصراع مع قوى الشرطة والدبابات تطارد المتظاهرين وتقتل منهم وتجرح آخرين، هي ممارسات إسرائيلية ضد أبناء غزة المحاصرة..
أما أن تكون بالعراق وفي البصرة الفيحاء! فهذا ما لم يتوقعه احد. بل توقعنا ومنذ سنوات أن تعمّ الاحتجاجات والتظاهرات كل مدن العراق احتجاجا على سوء الخدمات وبالذات الكهرباء! بل توقعنا اعتذارا من وزير الكهرباء ووعد بتحسين الوضع فورا وبلا إبطاء ولا تبريرات!
و بالغنا بتوقعاتنا (المنطقية) أن يبادر رئيس الوزراء ويقيل وزير الكهرباء ويستورد وزيرا مخلصا ذو خبرة وإحساس بالمسؤولية ولو من الصين!

مئات المليارات خصصت لميزانية الكهرباء! مع ذلك مازال الشعب العراقي يكافح لتشغيل المولدات الصغيرة التي تعمل بالبانزين، ويتحمل ضجيجها ودخانها من اجل تشغيل مروحة أو مبردة ولو لبضع ساعات لكي لا يُقتل حرا أو قهرا.. وقد عشت شهورا لااطيق تشغيلها! ولكن الحر لايمكن احتماله!
سبع سنوات عجاف مرّت والمواطن العادي يكظم غيظه وغضبه بانتظار اليوم الموعود أن يخلص من كل المولدات التي سببت له آلام بالظهر وهو يحملها للتصليح أو ليضعها فوق السطح ليقلل من ضجيجها، عدا أمراض التنفس وهي تنفث دخانها في البيت والشارع، ومشاكل بالسمع حيث الضجيج المتواصل! إضافة لما تضيفه من حرارة للجو وتلويث له! ووزارة الكهرباء (تكرف بالمليارات ) مثل غيرها من الوزارات، مادام المواطن لا تتعدى شكواه جدران منزله.

كتبت مرات أتوسل بالناس أن يخرجوا بمسيرة يرفعون خلالها ما متوفر من (لالات) وفوانيس ويتجهون بها صوب منزل وزير الكهرباء ليضيئون داره التي قد تعاني من الظلمة أسوة بباقي مساكن أبناء الشعب! وإلا فليكسروها هناك احتجاجا على الإصرار بنشر الظلام ومواصلة الاستخفاف بالناس وحرمانهم من ابسط الحقوق والخدمات.
لذا شعرت بفخر وأنا أرى الناس وقد فاض بهم الكيل يخرجون مشيعين الضحية الكهرباء ! التي يصر الوزير على خنق أنفاسها الأخيرة.. ولكن لم يخطر بالبال أن يقابل احتجاجهم بهمجية وعنف لا يختلفان عن ما كان يفعله صدام وعصابته أو ما تفعله إسرائيل ضد الفلسطينيين طبعا، وليس ضد الإسرائيليين!؟
تابعت قبل أيام لقاء استطلاعي على قناة عراقية،عن وضع الكهرباء تحدث احد وكلاء وزير الكهرباء قائلا لا فض فوه: "أن وزارة الكهرباء تلجأ لرفع تسعيرة الكهرباء لتعوّد المواطن على عدم الإسراف باستخدام الكهرباء"!؟.
وحين ضحك الصحفي ساخرا وهو يتساءل "لكن أين هي الكهرباء لترفعوا تسعيرتها؟". رد النائب بلباقة لا مثيل لها حقا! "هناك فرق بين من يقول أحب البرتقال وبين من يأكل التفاح". هل فهمتم شيئا؟ ولا أنا!
ولكن ماذا عن إسراف الوزارة ذاتها؟ وقلة خبرة موظفيها والعاملين بالمحطات! فتوزيع الكهرباء يتم بشكل بعيد عن الترشيد.. فبالرغم من عدم توفيرها لأكثر من بضع ساعات، مع ذلك أحيانا تسبب مشاكل خطرة للمواطن، قبل أيام شكت أحدى السيدات من أن كل أجهزتهم الكهربائية قد تعطلت وبعضها احترق بسبب خطأ بالشحنات المخصصة للمنازل، بتلك الساعات القليلة تسببت بعطل وخسائر لأهل البيت لا يعرفون لمن يشتكون وكيف تعوض خسائرهم!
مواطن آخر يهز يده وهو يحتج على رفع تسعيرة الكهرباء وأسعار السجاير "مشكلة السيجارة اقل بكثير من مشكلة الكهرباء والماء والفساد الإداري والوظيفي". فإذا حلت هذه المشاكل، المواطن سيمتنع عن السيجارة من ذاته ولا حاجة لحملة وطنية من التي تحصل بالبلدان المتقدمة المرفهة.
إذن المصيبة الأولى بالكهرباء يا وزير الكهرباء وكل الوزراء.. فبتحسينها نوفر للمواطن راحة البال والجسد ليعمل بهمة ونشاط. ولتطوير المشاريع التي من خلالها نوفر للمواطن فرص عمل ورفاهية.. إذن الكهرباء تستحق الثورة للدفاع عنها، لا أن نرهق المواطن لدفع ضرائب عن خدمات لا وجود لها.. وان وجدت فبالكاد يستفيد منها!
يتحجج الناطق باسم الوزارة بعدم توفير النفط أو الماء النقي للمحطات! هل هذه مشكلة المواطن؟ هل على المواطن أن يتوسط لوزير الكهرباء لدى وزير النفط أو البيئة!؟ ما هي مهام الوزارة إذن؟ أليس من مهامها أن تنسق مع الوزارات الأخرى؟ وهم بالنهاية جميعا متواجدون لخدمة المواطن الذي ما عاد يطيق ذلك الاستخفاف بكرامته وما عاد يحتمل تلك الاستهانة والحرمان أكثر مما تحمل. فلولا صبره وتضحياته لما كان لذلك الوزير وغيره مكانا في الدولة التي يستغلوها للسرقة ونهب المليارات.
لو كان لهذه الوزارة ضمير وشرف لأسرعت بكامل قواها لجعل الكهرباء متوفرة في كل بيت وكل شارع وكل قرية وكل مدينة ولأربعة وعشرون ساعة وليس لساعات محدودة فقط.. فحتى بالقرى النائية في المغرب العربي الفقير، وفّرت الدولة خلايا للطاقة الشمسية لتزويد المساكن هناك بالكهرباء، وما شاء الله شمسنا تحرق الأخضر واليابس، فلم لا تُستغل لتوفير الطاقة الكهربائية، وبشكل نظيف لا يحتاج لنفط ولا ماء!؟
ولو كان هناك ضمير حي لصرفت للمواطن مخصصات عن الحر الذي لا يطاق. كما تفعل الدول التي يخاف حكامها الله (بدون تشويه جباههم) ويهابون الضمير والشعب، حيث يصرفون مخصصات برد إذا اجتاحت البلد موجة برد قاسية!
أما أن تكون الكهرباء بمثل السوء الذي كانت عليه وأكثر.. ويطالبون المواطن بدفع مبالغ خيالية ويدفعونهم للجوء للوسائل البدائية قبل عصر النفط، فهذا مالا تقبله الأرض ولا السماء!
والكهرباء وغيرها من الخدمات مسؤولية كل الوزراء والمسئولين بالدولة، ليس من صالح اي منهم التبرير ورمي اللوم على الاخر، فالمفروض بأي وزير او مسؤول او نائب اذا أُعيق عمله من قبل الاخرين، عليه ان يستقيل ويبرر استقالته ويفضح المتسببين بتعطيل المشاريع الخدمية. بل على رئيس الوزراء ان يرفع الحصانة عن كل نائب يراه يعمل لصالحه فقط او صالح حزبه ويقف حجر عثرة امام مسيرة التنمية والإعمار.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ضفاف المونديال
- البرلمان المعلق!
- من فشل في الانتخابات العراقية؟
- حسافة (الحبر) ما غزّر
- العيب الكبير
- لا يحتمل التأجيل
- الديمقراطية مثل السباحة لا يتعلمها الإنسان إلا بالممارسة
- احذروا غضبة الحليم
- في حضرة الانتخابات
- اعترضوا ..ولكن ما هو الحل؟
- أي الأجندات سننتخب؟
- وحدة ما يغلبها غلاب!
- لقد جاوز الظالمون المدى
- هل هي وسيلة أخرى لسرقة مال الشعب؟
- غبار الكلام
- الفضائيات ومسلسلات الكذب والقهر والبكاء
- فايروس الجهل السياسي
- لوكربي وليبيا البقرة الحلوب
- كفار اليوم أقسى من الكونكريت
- الصحافة بين تهديد الجبناء وسكوت الضعفاء


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - ثورة الكهرباء