أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شرينة - سأغفر لله














المزيد.....

سأغفر لله


محمد شرينة

الحوار المتمدن-العدد: 3131 - 2010 / 9 / 21 - 09:02
المحور: الادب والفن
    


غزلان تهرب من المربعات
ونهر يخترقها
للسجادة إطاران يطوقان المربعات
النهر يتجاوز المحيط الأول
وقبل أن يصل إلى الثاني
يطير من الشباك الصغير المرتفع
الذي منه تهطل شمس بعد العصر
كما يسبح جرو الماء عكس ماء القناية

بعد العصر أصعد إلى الغرفة الغريبة
التي ليست في أي من الطابقين بل في منتصف الدرج
وأتأمل غزلان وغدران السداجة الخمرية
ورذاذا شمس الغياب
قلبي بالكاد يتنفس
ما أقسى الحنين إلى شيء لا اعرفه
فقط أعرف أنه قديم

في يوم خريفي أمضي ساعات
أحن إلى أيام ما قبل المدرسة
إلى تلوي سواقي المزرعة و خوار عجولها
إلى طقطقة الحطب في مواقدها ورائحة عشبها

دائما منعني الحنين من أن أمضغ حاضري أو أشم المستقبل
ولكن إلى ماذا كنت أحن وأنا في الثامنة؟
فقد حننت إلى زمن ماضي حتى قبل أن أعي الزمن

رذاذ الشمس يتدفق من نفق الشباك الواصل بالسماء
رأيت ذرات الله تأتي فيه
مع أني لم أكن اعرف الله
ولا أزال لا أعرفه

لكن الله الذي قبل ذلك
شممت ذراته المنسكبة من نور القمر؛ أجمل
رأيته في المزرعة
عندما بلل المطر شعاع القمر
فسماه عبد العزيز شعاق

ما ذا فعلت بي يا أول
أنا اكره الثاني
هل أحن إلى نقطة الوجود؟
أم ألعن تلك اللحظة لتي ألقتني في وجه الفناء؟
عندما يهطل المطر لا بد أن يكف
والشمس إذا طلعت تغيب
أحن إلى حضنها
وأخاف التعفن في فرجها
ولم أشبع بعد من ثديها وثغرها

لم يقل لي أحد عنك شيء
أنا سمعتهم يتحدثون
هل هو ذنبي أنني أسمع وارى؟

لم يروني عيش
ولا أشبعتني حياة
منذ حننت إلى كل شيء الذي لن أجده
ومنذ كنت وأنا أحن، وقبل أن أكون
إلى الطبيخ الفواح الذي ملأت رائحته العالم
وقلب العالم وأطواقه ملأتها
دون أن يُعرف من أين تأتي ولا أن يُرى طعام

ولكنك هل أنت واحد؟
سمعتهم يقولون أنك واحد
لكن الذي عذب عمتي وأبي
ثم اماته، أليس أنت؟
والذي من عنده نشوة الصبح التي فاضت مني
أليس أنت؟
ألست الذي أطربني وعذبني؟

لا تقل لي لولا عذابك ما أطربناك
متى سألتك الاثنين أو واحدا منهما؟
فهل عندك عدل أن تعطيني ما لم أطلب؟
حتى لو كان عذاب

فيا جائع هذا ريح الطعام يملأ العالم
وهذا العالم خال من طعام
هل تكفيرٌ أن تقتلني؟
لم يبق غيرها، لعلي أغفر لك
وليكن سبع نافذات سراع
كطعن أبو لؤلؤة عمر



#محمد_شرينة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيمة الدين بشكله القديم
- السقوط
- هل هناك عقلانية زائدة؟
- الأشراف والتهجين
- الايمان الأصيل والإلحاد وجهان لحالة واحدة
- رب شرير أم إسلام قديم؟
- الرغبة والفكر
- حلم مزعج وحذاء
- لماذا يغيب الابداع والاختراع في العالم العربي؟ ( الإلحاد كحا ...
- أسأل نفسي، متى مت؟
- القاعدة السمائية الثالثة
- سماء وصدر
- الزواج والاحتشام عند البشر والحيوانات
- نظام الإدارة والتقويم في القرآن
- المدلى من فرج الزمان
- النسيان كعلاج
- آخر الشموس
- مرحبا أيها القدر
- لا تبحث عن السعادة
- القذف دون التعري


المزيد.....




- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شرينة - سأغفر لله