أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شرينة - السقوط














المزيد.....

السقوط


محمد شرينة

الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 15:53
المحور: الادب والفن
    


كان يائسا للحد الأكبر ويشعر بالضيق وذات يوم قالت له أحداهن ولا يتذكر كيف وجهت إليه الكلام، هل قالت يا أخي أو يا صديقي أو يا بني أو يا حبيبي وهي الكلمة التي يحبها الرجل أكثر، أم استعملت الكلمة التي يكرهها الرجل أكثر، يا عمو، لكنها قالت له: في العمق العميق، أيها الذكي ما الذي يضايقك؟
قال لها بمنتهى التعمق ليس الفشل وإنما تكراره، فقالت له:
فَكِرْ بأن كل مهمة هي عملية اجتياز وادي عميق من طرف إلى الطرف الثاني وذلك على حبل ممدود بين الطرفين، وأسوء فشل هو أن تسقط في منتصف المسافة تماما، لأنها أعمق نقطة في المسار وبالتالي عندما تسقط في منتصف المسار تماما تهوي أكبر مسافة إلى الأرض. ومع ذلك فالناس يسقطون في منتصف المسار ليستقروا تماما في قعر الوادي ولا تنتهي الدنيا.
العمل الطبيعي بعد السقوط – اذا لم تمت لأنك اذا فعلت فقد قُضي الأمر فهو النهاية الطبيعية لكل حي - هو أن تستسلم لفترة سكون تخف فيها آلامك وتستعيد شيئا من قوتك، ثم تجلس وتتأمل كيف ترمم جروحك. يتلو ذلك أن تفكر في أي الجانين أسهل عليك صعوده. وفي معظم الحالات يكون الرجوع إلى نقطة البداية أسهل. لأن مثل هذه المنحدرات تكون من جهة النهاية قائمة لدرجة يصعب تسلقها ولهذا السبب ينصب الحبل لتجاوزها من طرف إلى الآخر، بينما الطرف المحاذي لنقطة الانطلاق أسهل تسلقا ولو فقط بسبب ما تراكم على سفحه من الأشياء التي سقطت وردمته، فهي تسقط هنا أكثر من هناك فهنا أقرب من هناك.
ثم عليك أن تبدأ بالعودة ولنقل أنك وجدت المناسب أن تعود إلى نقطة البداية. عندما تصير حيث كنت قبل أن تبدأ، ما عليك أن تفعله هو أن تعيد عمل جميع الأعمال التي عملتها وأنت في القعر ولكن بشكل أكثر اتقانا.
التصرف التالي هو أن تعيد الكرة إلا إذا كنت قد وصلت من خلال تجربتك تلك إلى شيء أفضل من الذي كنت تفكر فيه قبل بداية المغامرة. عندما تنطلق باتجاه القمة المقابلة للمرة الثانية، فمن المعقول أن تسقط أيضا، وهذا ليس المقياس فالمقياس أين تسقط. فإذا عرفت أنك غير قادر على إتمام الرحلة وبالتالي افلت الحبل قبل متر من المنتصف فأنت تسقط مسافة أقل هذه المرة، ونفس الشيء يصح إذا فعلت ذلك بعد متر من المنتصف.
في الحالتين تكون رحلتك السابقة مفيدة وكل ما عليك عمله هو تكرار العملية، لأنه سيكون أمامك احتمالين، إما أن تصل إلى القمة التي تريد وإما أن تنقضي أيامك وأنت تحاول. الأول هو المطلوب؛ أما بالنسبة للثاني فان المرء كثيرا ما تنتهي أيامه وهو في حضن أنثاه لم يتم مهمته وفي كلا الحالتين ليس هناك من مشكلة.
في كل الأحوال أنت ستموت وعندك مهمة غير كاملة الانجاز، ولا فرق أن تكون هذه المهمة أو التي تليها، فلو أنك أتممت انجاز هذه المهمة فأنت ستشرع في مهمة تالية. فنحن الشرقيين لا نتقاعد لأن أولادنا لا يكبرون أبدا أو لأننا ندخل الحياة بشكل متأخر ونخرج منها متأخرين.
عندما تسقط كل مرة في المنتصف فهناك مشكلة في مستوى الحكمة لديك ومن عنده مشكلة من هذا النوع يكون كالذي سقط في بئر عميق لا يمكنه الخروج منه إلا بمساعدة غيره. هنا عليك البحث عن غير يكون مناسبا لمساعدتك كما أن عليك طلب المساعدة من هذا الغير، ولو تكرر ذلك مرارا لأنك إما تحصل على المساعدة التي تريد أو تموت خلال ذلك كما يموت الرجل في حضن الأنثى بسبب أزمة قلبية مفاجئة يسببها الإجهاد.



#محمد_شرينة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك عقلانية زائدة؟
- الأشراف والتهجين
- الايمان الأصيل والإلحاد وجهان لحالة واحدة
- رب شرير أم إسلام قديم؟
- الرغبة والفكر
- حلم مزعج وحذاء
- لماذا يغيب الابداع والاختراع في العالم العربي؟ ( الإلحاد كحا ...
- أسأل نفسي، متى مت؟
- القاعدة السمائية الثالثة
- سماء وصدر
- الزواج والاحتشام عند البشر والحيوانات
- نظام الإدارة والتقويم في القرآن
- المدلى من فرج الزمان
- النسيان كعلاج
- آخر الشموس
- مرحبا أيها القدر
- لا تبحث عن السعادة
- القذف دون التعري
- اللذة الجسدية والدين
- ماركس والأنبياء


المزيد.....




- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شرينة - السقوط