أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - باقر الفضلي - فلسطين : حمى التطرف في المواقف العصيبة..!














المزيد.....

فلسطين : حمى التطرف في المواقف العصيبة..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 12 - 23:59
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


هكذا هو الأمر وهكذا إعتدناه في حياتنا السياسية، وبالذات عندما نكون أصحاب قضية؛ فالعاطفة السياسية تظل هي رائدنا في مثل تلك المواقف، وتكون النتائج، وفي أغلب الأحيان، الفشل في إنتزاع حقوقنا عندما تحين الفرص المناسبة لنيل تلك الحقوق..!!؟


فكما تظهر الوقائع الحالية اليوم، ونحن نرى بأم العين أزمة وحدة الصف الوطني الفلسطيني، وهو يخوض معركته الرئيسة بمواجهة الإحتلال الإستيطاني الإسرائيلي؛ الإحتلال الذي يطرح نفسه وكأنه صاحب قضية هو الآخر؛ يدافع عنها ويختط لها مبتدعاً ومفبركاً وقائع كاذبة، ليظهرها للمجتمع الدولي بإعتبارها حقوقاً مغتصبة؛

كيف تظهر تلك الوقائع، تصاعد حالة الرفض بأشكالها المختلفة، وخطابها الحاد، وهو يجري على ألسنة بعض قادة الفصائل الفلسطينية، لما أقدمت عليه السلطة الوطنية الفلسطينية بالموافقة على دخول المفاوضات المباشرة مع الحكومة الإسرائيلية، لترسم للمراقب صورة جلية للإنقسام الفلسطيني، في وقت بات فيه المفاوض الفلسطيني في أمس الحاجة الى حماية ظهره بمتراس الشعب وهو يخوض معركته الضارية مع مغتصب لوطنه ومنتهك لحقوقه ومحتل لأراضيه..!


فحينما يكون الرفض، مجرد سلاح لوقف أي محاولة تقدم عليها السلطة الفلسطينية المنتخبة، وتقرها منظمة التحرير الفلسطينية، وتشارك فيه تيارات سياسية من مشارب مختلفة، من اليمين واليسار، يصبح من اللافت أن يدقق المرء بمدى قوة حجة من يرفضون تلك المفاوضات، إذ لا يكفي وحده، الإستماع الى ضجيج الخطاب الناري دون التعرف على مصادره وغاياته ومن يدفع بإتجاه تصعيده وتأجيج النفوس المكلومة لتبنيه، دون الإحتكام الى واقع الظروف وملابساته الجيوسياسية، وطبيعة الخارطة السياسية على مستوى الجغرافية المحلية والإقليمية والدولية، وحجم الضغوط الخارجية..!


لقد كان خطاب الرفض واحداً في شكله ومحتواه، أما ما يوحده رغم عدم تجانس مصادره من اليمين أو اليسار، فمبعثه حالة الخوف مما قد تسفر عنها المفاوضات المباشرة من نجاحات محتملة، وصفها أحد الرافضين متنبئاً بأنها ستكون "إسرائيلية المحتوى"، وهذا ما يذكرنا بمفاوضات (أوسلو) قبل سبعة عشر عاماً وما واجهته في حينه من سلاح الرفض والمجابهة من قبل فصائل الرفض والمقاومة؛ لتأتي خطوة الرئيس ياسر عرفات الجريئة والشجاعة، واضعة القضية الفلسطينية في مسارها الصحيح، بعد عقود من سني المعاناة والتشرذم لقوى النضال الفلسطيني، ولتفرض نفسها واقعاً يعترف به المجتمع الدولي ويسعى الى دعمه..!


كل هذا سيضع حالة الرفض في موقف صعب، تُمتحن فيه الشعارات النارية التي تُطلق في مواجهة التعنت الإسرائيلي، ويُتخذ منها منطلقاً كأساس لمفاوضات يشترطونها هم على إسرائيل، في وقت يرفضون فيه الإعتراف بوجودها كدولة في الجوار، حيث ستفقد بريقها كشعارات لا يستجيب الواقع القائم لإشعاعها المتطرف، حينما يسعى فيه المجتمع الدولي، الى حل عقدة النزاع العربي- الإسرائيلي بالطرق السلمية، وطبقاً لقرارات الشرعية الدولية التي لازالت ترفضها حكومة الإحتلال الإسرائيلية بإستمرار..!؟


إن دافع الخوف من تلك النتائج المحتملة بنجاح المفاوضات، وهي لا زالت في واقع التكهنات الإفتراضية، ولا زالت تحيط بها وتواجهها صعوبات جدية، وهذا ما عبر عنه راعي تلك المفاوضات نفسه الرئيس الأمريكي السيد أوباما يوم الجمعة الماضي، في مؤتمر صحفي بالبيت الابيض بقوله : [["من المنطقي أن يتم تمديد فترة التجميد مادامت المحادثات تسير بصورة بناءة" وأشار الى "عقبات هائلة" تواجه المفاوضات"]]،(*) وهو نفسه ما تدرك حقيقته السلطة الفلسطينية بإنتباه..؛ إن دافع الخوف هذا، لا يمكن أن يكون سبباً، أو مبرراً موضوعياً، لإفتراض التراجع من قبل المفاوض الفلسطيني، المتمسك بثوابته الوطنية، أمام الضغوط الإسرائيلية، طبقاً لحسابات إفتراضية لم يحن بعد وقتها لوضعها في الميزان..!!


في عين الوقت ذاته، تأتي تصريحات الشيخ هنية، رئيس الوزراء السابق في أول ايام عيد الفطر، لتصب في نفس الإتجاه، وفيها من الغرابة ما يبعث على الحيرة أكثر مما يبعث على التأمل ؛ فلا يدري المرء أين يكمن حرص الشيخ الوقور، في صبيحة عيد الأضحى المبارك، ومن هو المقصود من الطرفين بالنصيحة؛ فإن كانت السلطة الفلسطينية في عرفه مجرد "فرع يابس" لا حياة فيه، فلا غرابة والحال أن تتوجه "النصيحة" الى الطرف الثاني، وهو هنا دولة إسرائيل، بإعتبارها هي من سوف يستفيد من أي لقاء مع الجانب الفلسطيني، وفق سياق تصريح الشيخ المبجل، ورحمة بها من أن تسقط في فخ فرع السلطة الفلسطينية "اليابس"، فما عليها إلا أن تسحب يدها من مثل ذلك اللقاء "غير المثمر"، وبالتالي أن تبحث عن لقاء مع فرع أو فروع أخرى؛ أكثر إخضراراً ، وأغنى مدراراً، وأسهل حضورا؛ وهذا هو منطق ما يمكن أن تأتي به نتيجة مثل ذلك التصريح وليس غير، وإلا كيف يفسر المرء كل ذلك الهجوم على عملية الدخول في المفاوضات المباشرة بهذه الحدة والتوتر، والطريق لا زالت في بدايتها..!!؟؟


فالسلطة الفلسطينية، فلسطينية بالتمام والكمال، حتى لو كانت "فرعاً يابساً" بمفهوم الشيخ الجليل، فإن أصولها ترجع لنفس الشجرة الوطنية الفلسطينية، وهي الأجدر والأولى بالنصيحة والتشاور بالرأي قبل الغير، وإن كان هناك ثمة من حكمة في إسداء النصيحة للغريب، فهل من الحكمة في شيء، أن تُرمى سهام التحذير والتهديد صوب القريب؛ ولعل من الغرابة في الأمر، إن كان هذا الغريب، هو من يحتل الأرض ويسوم الشعب شر البلاء، ولكن وكما يبدو، تفقد السياسة حكمتها ومكنتها أمام المصالح الضيقة، ولم يعد الأقربون أولى بالمعروف، كما عودنا وفقهنا شيوخنا الكرام كل صباح ومساء..!!؟
(*) http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE68B0CM20100912?sp=true



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: المشهد السياسي والحالة الزئبقية..!
- فلسطين: ايران وشكل الدعم والمساندة..!
- فلسطين: من الذي يضمن النجاح..؟!
- فلسطين: المفاوضات المباشرة غاية أم وسيلة..؟!
- نتنياهو: هل سيحقق السلام..؟!
- فلسطين: المفاوضات المباشرة وضرورة الموقف الموحد..!
- العراق: تشكيل الحكومة الى أين..؟!
- العراق: مجلس النواب يوصد الأبواب..!
- العراق : تشكيل الحكومة والقرار/ 1936 ..!
- العراق: الحلول الصعبة..!
- صورعراقية معبرة تحاكي الواقع السياسي..!
- شهداء الإعلام والصحافة جنود مجهولون..!
- العراق :الفشل والصراع..!
- لبنان: المحكمة الدولية الخاصة من جديد..! (*)
- العراق: السؤال الصعب..!!
- فلسطين: أرض وشعب موحدان..!
- العراق: سرقة النفط في الزمن الصعب..!؟
- لغيرك ما لثمتُ يدا..!(*)
- العراق: إشكالية الكتلة النيابية الأكبر..!2_2
- العراق: تشكيل الحكومة ومأزق التدخل..!


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - باقر الفضلي - فلسطين : حمى التطرف في المواقف العصيبة..!