أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - العراق: المشهد السياسي والحالة الزئبقية..!















المزيد.....

العراق: المشهد السياسي والحالة الزئبقية..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3120 - 2010 / 9 / 9 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يحير في صورة المشهد السياسي العراقي اليوم، هي هلامية وضبابية ما هي عليه الحالة السياسية الراهنة؛ من عدم الوضوح والرجرجة والإضطراب المتواصل، التي تتسم بها كل أطراف العملية السياسية الآخذة على عاتقها مستقبل تلك العملية؛ وذلك من حيث التواصل والإستقرار والتطور، الى جانب ما يرافقها من التشبث بالمواقف والمواقع، وكأنها إرث مَنَّ به السلف السياسي الغابر، على الخلف السياسي الحاضر.. فلا من مكترث لشكوى العباد، أو مهتم بمصير البلاد؛ فإن أشرقت أو أغربت، فثمة أرضه، ومن عليها عبيده، حيث يأمر فيطاع، وله في كل ارض باع..!؟


إحتكموا لدستور كتبوه، فلما نضج الأمر بينهم خرقوه ، وإمتطوا "الديمقراطية" ناقة للوصول، فلما أوصلتهم عقروها؛ فالدستور معطل والبرلمان معطل، والحكومة حكومة تسيير أعمال.. وهكذا الحال على هذا المنوال..!!


في الأمس القريب جرى الحديث عن ما يسمى ب"الكتلة النيابية الأكبر" وأفضنا في الحديث، وإنتهينا الى القول : بأن " الطائفية السياسية" هي من تتحكم اليوم بمصير العراق السياسي والديموغرافي، وثمة نتيجة لا تقبل اللف والدوران، ولا التأويل أو البطلان؛ فالطائفية السياسية هي سيدة المكان، وهي من تحتاج الى المزيد من الرجرجة والتلون والمزيد من الجهد والزمان..!!


فلا عجب أن طال الوقت، أو نفذ الصبر، فإن لم تنجز "الطائفة الأكبر" أمر تشكيل "كتلتها الأكبر"، فسوف لن يحسم الأمر، ويظل البرلمان الجديد في سباته المستديم، حيث هكذا إتفق كاف وميم..!!؟؟ ولا عجب أيضا، أن تُهدر المزيد من الدماء، لتسبح رصاصات كاتمات الصوت في كل سماء، وليتساقط رسل وأنبياء الصحافة والإعلام، في كل زاوية ومقام؛ أما عويل الثكلى ولطم صدور الأمهات، فلا حساب له عند إخوتنا الحكام، ولا حتى عند متفقهي الدين أو مناصري السلام..!؟


فاليوم أعلن ما يسمى التحالف الوطني "للكتل السياسية ذات اللون الطائفي الواحد"، بعد زيارات تلتها زيارات الى الجارة "الحبيبة" إيران من قبل أقطاب في هذا التحالف، عن توصلهم الى الأمل المنشود، حيث بات حقيقة ناصعة؛ أن أصبح الترشيح لمنصب رئيس الوزراء من نصيب "طائفتهم" بإمتياز، على حد تصريح النائبة السيدة (حنان الفتلاوي) من إئتلاف دولة القانون، بعد أن أعلن الإئتلاف الوطني الذي يتزعمه رجل الدين السيد عمار الحكيم عن تسمية مرشحهم لذلك المنصب، وهو نائب رئيس الجمهورية السيد الدكتور الإقتصادي عادل عبد المهدي، في منافسة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي المرشح عن إئتلاف دولة القانون، الطرف الثاني في "التحالف الوطني" المشكل حديثاً لأغراض إنتخابية ترتبط بتشكيل ما يسمى ب" الكتلة النيابية الأكبر" لمجاراة نص المادة/76 من الدستور، وللذهاب الى مجلس النواب بمرشح واحد، وكنتيجة منطقية لذلك، فسوف يُستبعد ترشيح السيد أياد علاوي لهذا المنصب، إذا ما سارت الأمور وفق ما خطط لها من قبل إطراف التحالف الجديد، رغم فوز كتلته الإنتخابية بالإغلبية في الإنتخابات الأخيرة، وليس أمام المرء إلا أن يترقب بعد الآن، صولات جديدة ومماحكات عتيدة بين كتلتي المرشحَين، للوصول الى الإتفاق على المرشح الواحد والوحيد للتحالف المذكور، لتعلن كتلة الطائفة الأكبر إنتصارها المرتقب، وليشهد العراق ولأول مرة في حياته النيابية الجديدة، كيف يتم تنصيب رئيس للوزراء وفقاً لآلية "الطائفية الديمقراطية" الحديثة..!!؟؟


هكذا وبهذه الطريقة التي عقر بها السادة من أبرز "علمانيي" الإئتلاف الوطني برئاسة رجل الدين السيد عمار الحكيم، والسادة من أبرز "علمانيي" إئتلاف دولة القانون برئاسة السيد نوري المالكي، المبشر بلا "طائفية" تكتله المذكور، ناقة "الديمقراطية" التي أوصلتهم الى حيث هم فيه من أمكنة السلطة، فإنقلبوا عليها، معلنين جهاراً عن تمسك تكتلاتهم السياسية ب"الطائفية السياسية"، بإعلانهم عن تشكيل "التحالف الوطني"، ليكون البديل لمقولة الكتلة الفائزة في الإنتخابات، وليجعلوا منه حصان طروادة الذي بواسطته يمكنهم من سحب البساط من تحت أقدام كتلة العراقية بإعتبارها تمثل الكتلة الفائزة الأولى في الإنتخابات، طبقاً لقرار المفوضية العليا للإنتخابات وتصديق المحكمة الإتحادية العليا على القرار، إذا ما كان هناك من شرعية دستورية وقراءة موضوعية لنتائج تلك الإنتخابات..!!؟؟


إنه ورغم ما قيل وما يقال، وما دبج من مقالات، بأن العراق؛ بلد لا زال جديد عهد ب"الديمقراطية"، وأن تلك الديمقراطية ينبغي ان تُحقن له على شكل جرعات كجرعات الدواء من قبل الطبيب المعالج، كما يعتقد البعض، فإنه حتى لو صح مثل هذا الإفتراض، مع معرفة الغالبية من الناس لطبيعة التركيبة السكانية ومكوناتها المتعددة للمجتمع العراقي في الماضي أو الآن، فإن ما جرى بعد إعلان نتائج الإنتخابات الأخيرة في آذار/2010، من مناورات تاكتيكية من قبل أطراف "التحالف الوطني"، كل من كتلتي الإئتلاف الوطني العراقي، وإئتلاف دولة القانون، لتنتهي بتشكيلهما لذلك "التحالف" ولهدف معروف ومقصود، إذ لا يخرج على صعيد الواقع العملي، عن كونه يسجل سابقة تأريحية غير محمودة العواقب في الحياة النيابية الجديدة، غايتها تثبيت حكم "الطائفة الدينية"، بكل ما فيه من مساويء ومثالب مرفوضة، لا تتفق مع روح نصوص الدستور الجديد المفترضة والمبتغاة، رغم ما فيه من مثالب ونصوص خلافية، لا تستقيم مع ما يعلن عنه دائماً حول إرساء قواعد المنهج الديمقراطي في الحكم والدولة، والتي أثبت الواقع العملي صعوبة التعامل معها بيسر وحكمة، إن لم يجر التحرك بإتجاه تعديلها أو إعادة صياغتها أو حتى إلغائها، ناهيك عن ما تعنيه تلك المناورات، من كونها محاولة مفضوحة، لقبر الديمقراطية وهي بعد في المهد، ولا أدري بأي وسيلة يراد بها بعد الآن، تعويد الناس على التمسك بالنهج الديمقراطي، والقبول بما تأتي به أحكامه، فكيف إذن يمكن إعادة لحمة المجتمع، وإستعادة بناء مواطنة الفرد العراقي، التي مزقتها كوارث الزمن ومنها "الطائفية" المقيته، والمسيرة لما تعد في بداياتها..!!؟؟


أما ما يجري الحديث فيه، من الكلام الكثير عن "الديمقراطية"، فلم يصمد في الحقيقة أمام الواقع الذي أفرزته نتائج إنتخابات آذار/2010 ، لتعود الحال الى ذلك "الطاس والحمام" الذي خبرناه؛ فلا "ديمقراطية" كما توقعها الناخب العراقي وذاد عنها في يوم الإنتخابات؛ لينطبق عليها وصف المثل العراقي الشهير: " تريد أرنب أخذ أرنب، تريد غزال أخذ أرنب"، وهذا ما جرى توقعه مباشرة بعد ظهور نتائج الإنتخابات، وكيف جرى التعامل معها من قبل القوائم الإنتخابية الفائزة، ومحاولة البعض منها تجيير الفوز لصالحه، بإعتباره يمثل الكتلة الطائفية الأكبر في المجتمع؛ من خلال تمييع النصوص الدستورية وتسييسها، وتكييفها وتفسيرها طبقاً لما تبحث عنه المصالح وتستهويه النفوس؛ ولا أدل على ذلك الحال، أكثر من هذا الجمود والإضطراب السائد في العملية السياسية، والذي لا يعكس إلا حالة الصراع بين إطراف تلك العملية، المبني أساساً على قاعدة التناحر الطائفي لحشد التأييد والفوز بمركز السلطة، الذي يتجلى في الفشل المتواصل لتشكيل الحكومة الجديدة وتفعيل دور مجلس النواب الجديد، ليرسم حالة زئبقية لواقع المشهد السياسي العراقي المتقلب في شتى الأماكن والإتجاهات؛ ولمزيد من الإطلاع يمكن الرجوع الى المقالة الموسومة " إشكالية الكتلة الأكبر" زيادة في الإيضاح..! (*)
(*) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=222244



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين: ايران وشكل الدعم والمساندة..!
- فلسطين: من الذي يضمن النجاح..؟!
- فلسطين: المفاوضات المباشرة غاية أم وسيلة..؟!
- نتنياهو: هل سيحقق السلام..؟!
- فلسطين: المفاوضات المباشرة وضرورة الموقف الموحد..!
- العراق: تشكيل الحكومة الى أين..؟!
- العراق: مجلس النواب يوصد الأبواب..!
- العراق : تشكيل الحكومة والقرار/ 1936 ..!
- العراق: الحلول الصعبة..!
- صورعراقية معبرة تحاكي الواقع السياسي..!
- شهداء الإعلام والصحافة جنود مجهولون..!
- العراق :الفشل والصراع..!
- لبنان: المحكمة الدولية الخاصة من جديد..! (*)
- العراق: السؤال الصعب..!!
- فلسطين: أرض وشعب موحدان..!
- العراق: سرقة النفط في الزمن الصعب..!؟
- لغيرك ما لثمتُ يدا..!(*)
- العراق: إشكالية الكتلة النيابية الأكبر..!2_2
- العراق: تشكيل الحكومة ومأزق التدخل..!
- العراق: الكهرباء وحكمة الفشل..!!


المزيد.....




- -سنتورط-.. رئيس CIA الأسبق يبيّن لـCNN ما سيحصل إذا ضربت أمر ...
- فيديو يُظهر صواريخ إيرانية تحلق في سماء إسرائيل
- علاقة صدام حسين والقذافي.. تحليل صورة -نصف ممزقة- لخامنئي بغ ...
- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - العراق: المشهد السياسي والحالة الزئبقية..!