أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - العراق :الفشل والصراع..!














المزيد.....

العراق :الفشل والصراع..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 02:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العنوان أعلاه لا يدل على الفشل بمعناه المعاكس للنجاح لغوياً وموضوعيا، بل هو وكما تثبته الأحداث الجارية في مسيرة "العملية السياسية" العراقية الآن، فشل بمعنى آخر؛ إنه فشل يعكس حالة خاصة تنتاب الساحة السياسية العراقية اليوم، لتعطي للمراقب شكلاً جديداً من أشكال الصراع المهيمن على تلك الساحة بكافة تناقضاتها والوانها الختلفة؛ الصراع الذي تغلب عليه إرادات ذاتوية ومصالح إنانية، هي في طور النشوء والتمدد في المجتمع، وفي مرحلة ترسيخ الجذور عميقاً في البنية الإقتصادية الجديدة، لتثبيت دعائمها في الأعماق، بعيداً عن أية مصالح أخرى للوطن أو للآخرين؛ ومن هنا تبرز ظاهرة التزمت والتمسك من قبل الجميع بما لديهم، في أجواء من العنفوان والغطرسة، وكأنهم يحتشدون في قاعة للمصارعة، لا يعتقد من فيها من المتصارعين، بأن هناك من خاسر..!؟


فللمرة الثانية يعجز قادة الكتل النيابية هذا اليوم، من التوصل الى إتفاق لحل إشكالية إنتخاب المجالس الرئاسية الثلاث؛ وللخروج من المأزق الذي ما أنفك يلاحقهم ليل نهار، خرجوا متأبطين سلاح التأجيل، وهذه المرة لأجل غير مسمى لجلسة البرلمان، علهم يجدون من مخرج " توافقي" ينجيهم من هذه المعضلة التي حبسهم فيها الدستور، فكبلوا أنفسهم فيها..!


وهذا هو الفشل الذي قصدناه بعينه، فأي من الكتل النيابية، دأب بكل ما إستطاع من قوة وجبروت ومن رباط الخيل، يرهب به الكتل ألأخرى وما دونها، ليذود به عن حياض ورياض أنعم الله بها عليه في غفلة السنوات السبع، وليشيد مجداً ما كان قد تهيأ له مثله قبل ذلك..!!؟


فلا الدستور ولا تفسيراته، ولا العرف وتجربة الآخرين، قد حالفها الحظ بإقناع السادة رؤوساء الكتل النيابية في النزول عن بغالهم المتمترسة في خنادقها، ولا الحكمة ولا التبصر، في ما آل اليه حال الوطن والمواطن من تراجيديا دموية، إهتزت لها ضمائر سكان الأرض وملائكة السماء، قد أثارت هواجسهم فيما يمكن أن تؤول اليه حال الترقب والإنتظار، والجميع رافع يديه بالدعاء الى الله، أن يرفع هذه الغمة عن هذه الأمة، والكل يعلم بأن العراق لا زال رهين "البند السابع"، ولله في أمره شؤون..!!


فبأي ويل وبأي ثبور، سيعلن العاضون بنواجذهم على حبال السياسة ومساربها، والممسكون بتلابيب الأمور، يوم تغلق جميع الطرق والمسالك، ويوم لا سبيل للخلاص غير التدويل ولا قرار غير قرار مجلس الأمن، أما إرادة المواطن وإختياره الإنتخابي، فليس أبعد منه خبر كان، وله حينها أن يخير فيختار..!!؟؟(1)

فحينما تعجز كافة الطرق والوسائل، الدستورية منها والسياسية بما فيها التوافقية، من تذليل معضلة تشكيل الحكومة الجديدة، وحينما تتمحور تلك الإشكالية في مسألة واحدة تستقطب في من سيكون رئيساً للوزراء، ومن سيقود البلاد لأربعة سنوات أخر، وفي وقت يجري فيه كل هذا في ظل أجواء التدهور الأمني، يصبح من البدهي أن ترتبط حالة الفشل في المشهد السياسي العراقي وما يرافقها من تضخم نسب البطالة وتداعيات الحالة الخدمية المتدهورة، أن ترتبط بما هي عليه حالة الصراع بين الكتل السياسية من أجل وضع اليد على المنصب المذكور والتمسك بالسلطة كحصيلة نهائية..!؟

إن ما يزرعه مثل هذا الوضع وتلك العلاقة، من عوامل القلق والخشية عل مستقبل الحياة السياسية وآفاق تطورها الديمقراطي، لدى المواطن العراقي والجهات الدولية الممثلة بالأمم المتحدة، وما يثيره ذلك الوضع الهش من محفزات التدخل بالشأن العراقي من قبل الجهات الإقليمية ودول الجوار، يدفع كله الى ضرورة تلمس الطريق الأسلم والأكثر ضمانة بالوصول الى شاطيء السلامة، وتجنيب العراق مما هو أعظم؛ وبالنتيجة فإن ما يبعث على قلق مندوب الأمم المتحدة في العراق السيد( آد ملكيرت) من تدهور الحالة الأمنية إرتباطاً بتعقد الحالة السياسية، له مبرراته الموضوعية، وهذا ما ينبغي أن يدرك من قبل الجميع، ويكفي العراقيين ما حصدوه من موت ودمار، لينتظروا ثمار نتائج الإنتخابات التي خاضوها بجدارة وشجاعة، عهداً جديداً من السلم والأمن والإطمئنان، فهل أزفت ساعة الإنتظار..؟!!(2)
___________________________________________________________
(*) http://www.alfayhaa.tv/news/iraq/35963.html
(2) http://www.iraqoftomorrow.org/breaking-news/84878.html



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان: المحكمة الدولية الخاصة من جديد..! (*)
- العراق: السؤال الصعب..!!
- فلسطين: أرض وشعب موحدان..!
- العراق: سرقة النفط في الزمن الصعب..!؟
- لغيرك ما لثمتُ يدا..!(*)
- العراق: إشكالية الكتلة النيابية الأكبر..!2_2
- العراق: تشكيل الحكومة ومأزق التدخل..!
- العراق: الكهرباء وحكمة الفشل..!!
- البصرة بين نارين: لهيب الصيف ورصاص الشرطة..!!(*)
- من هو المحاصر..؟!
- البَحرُ الحَزين..!*
- غزة: بين الحرية والمجزرة..!؟
- العراق: المصالح السياسية وإشكالية التفسير..!؟
- لا للإستيطان..!
- العراق: من سيشكل الحكومة الجديدة..؟!
- الكل يلعب بورقته الرابحة..!
- من المبتغى: السلطة أم الحكومة..؟!
- العراق: نظرة حول المشاركة في الإنتخابات..!
- عمال العراق في يوم العمال العالمي..!(*)
- التيار الديمقراطي وآفاقه المحتملة..!


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - العراق :الفشل والصراع..!