أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - العراق: المصالح السياسية وإشكالية التفسير..!؟














المزيد.....

العراق: المصالح السياسية وإشكالية التفسير..!؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3019 - 2010 / 5 / 30 - 19:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المصالح السياسية في بلد كعراق اليوم، لا تحدها حدود ولا تقف أمامها موانع؛ فهي كمفهوم عام، سائبة في معناها، هلامية في مدلولاتها، عابرة للمباديء والتقاليد والأعراف الديمقراطية؛ إنها برغماتية قد جاوزت كل حدود علم السياسة وأخلاقها وتخطت كل إعتبارات المنطق والمنفعة العملية..!

إنها بإختصار براغماتية، أحادية الجانب، عشائرية المزاج، تناحرية الملتقى؛ لا تقبل بغيرها على الصعيد الشخصي أو الإجتماعي، وهي في أفضل الأحوال لا تبتعد كثيراً عن حاضنتها الإجتماعية، التي تؤطرها خصائص وسمات المجتمع الذي ولدت فيه..!

فديمقراطيتها المعلنة، ليست منهجاً معتاداً في تجلياتها اليومية، وهي لا تساوي في قيمتها أكثر من قيمة ما يعكسه المثل الشعبي العراقي المعروف محلياً؛ " شيل زرعك عن دوابي"، الذي يترجم لنا الطابع المنغلق لأنانية المصلحة الفردية، إذ يبلور المصالح الفردية في أسوء حالاتها، ويكشف بوضوح أنانية صراع تلك المصالح، التي تعكسه طبيعة العلاقات السائدة في الوسط السياسي اليوم..!؟

ذلك الصراع الذي تتمحور كل إتجاهاته ووسائله وآلياته، بل ومجمل تاكتيكاته اليومية، حول كيفية المسك بأدوات السلطة والهيمنة في النتيجة على مؤسسات الدولة، وصبغها بالهوية المصلحية لمن يمسك ويربح تلك الأدوات في النهاية، بعيداً عن مصلحة الآخرين..!؟

فليس من باب العجب والحال، أن يتصور المرء، حالة التشبع التي تتسم بها البراغماتية السياسية العراقية الجديدة على سبيل المثال، بكل ما يكرسه موقف صاحب "الدواب" من مصلحة أنانية فردية أمام مصلحة جاره الفلاح، لدرجة يطالبه بنقل " زرعه" عن طريق دوابه، وإلا فليس لذلك الفلاح، أن يمانع من أن يرعى "دواب جاره" في مزرعته بدون إستئذانه..!!؟؟

ومن هذا المدخل يمكننا إستشراف المشهد السياسي العراقي الحالي بعد الإنتخابات، وطبيعة الصراع الدائر بين مصالح الكتل السياسية العراقية الفائزة، الذي أوصلها الى أن تتحول الى ما يشبه الكتل الكونكريتية أمام بعضها البعض، في وقت تتعمق فيه أزمة البلاد، وكأن الأمور قد وصلت الى طريقها المسدود..!؟؟

ومما أزاد في الطين بلة، وشكل مأزقاً قضائيا، أن وجدت بعض الكتل السياسية في تفسير المحكمة الإتحادية العليا لنص المادة/76 من الدستور العراقي،(1) ما ساعدها في نسج التأويلات، والتشبث بموقفها، الأمر الذي منحها، وتحت ذريعة تشكيل الكتلة الأكبر، فرصة إطالة أمد الطعون والتقدم بطعون جديدة، والتسابق وبالطرق المختلفة، من أجل تصدر المركز الأول بين الفائزين، ما دفع الى تأخير التصديق على نتائج الإنتخابات من قبل المحكمة الإتحادية العليا في وقتها المناسب، وكأنما الأمر بات يدخل في دائرة التأخير المقصود للوصول الى تلك النتيجة المنشودة..!؟(2)

فإن كان هناك من الدواعي والأسباب ما دفع بالمحكمة الإتحادية العليا، التعجيل بتفسيرها للنص الدستوري المذكور، مع كل إشكاليات التفسير المثارة بشأنه، فإنه وطبقاً لما جاء به تفسيرها نفسه؛ بأن النص المذكور يجري تطبيقه: [[ بعد إنعقاد مجلس النواب بدورته الجديدة]] ، لكان من الأجدى، وتجنباً للتأويلات والإجتهادات، لو أرجأت المحكمة البت في الأمر الى ما بعد التصديق على نتائج الإنتخابات لتأخذ شكلها النهائي، وليأخذ مجلس النواب طريقه للإنعقاد في وقته المقرر دستوريا، لا أن تظل عملية التصديق على نتائج الإنتخابات رهينة عملية التأخير والمماطلة المقصودة، خاصة وإن الإنتخابات في نتائجها الأخيرة، وطبقاً للمفوضية العليا للإنتخابات؛ قد أفرزت أربعة كتل سياسية فائزة، تتصدرها كتلة العراقية وتأتي ثانية كتلة دولة القانون..الخ؛

ومع ذلك يظل تفسير نص المادة/76 من الدستور؛ إشكالية قائمة بذاتها، لإنعكاسه على واقع المشهد السياسي العراقي القائم، ولتداعياته المؤثرة على مستقبل العملية السياسية، مما يلقي ظلالاً من الغموض واللّبس في التعرف على قصد المشرع من وراء المقصود ب "الكتلة النيابية الأكثر عددا"؛ القصد الذي لم توضحه المحكمة الإتحادية العليا في تفسيرها آنف الذكر، ولكن وفي جميع الأحوال، فأن هذا التفسير رغم ما إكتنفه من بعض الغموض، يظل في إطاره القانوني ضمن باب الإجتهاد الذي خولها به الدستور..!؟؟

أما حالة التنافس والصراع بين مصالح الكتل السياسية العراقية الفائزة في الإنتخابات الأخيرة، فقد باتت تقلق ليس فقط العراقيين حسب، بل دفعت بوضعها الحالي، حتى بمجلس الأمن الدولي التدخل بهذا الشأن، وحث أقطاب تلك الكتل بالتسريع بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وفق النتائج الإنتخابية، فالكل يعلم ما لهذا التأخير من ترسيخ لحالة الفراغ السياسي والأمني، ومن نتائج لا تعرف عقباها..!؟؟ (3)
(1) http://www.iraqja.iq/ifmg.php?recordID=102
(2) http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE64S0DD20100529?sp=true
(3) http://aljeeran.net/iraq/11795.html



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للإستيطان..!
- العراق: من سيشكل الحكومة الجديدة..؟!
- الكل يلعب بورقته الرابحة..!
- من المبتغى: السلطة أم الحكومة..؟!
- العراق: نظرة حول المشاركة في الإنتخابات..!
- عمال العراق في يوم العمال العالمي..!(*)
- التيار الديمقراطي وآفاقه المحتملة..!
- عادت حليمة...!
- كُردستان..!(*)
- العراق: إضاءة على إنتخابات 2010-..!
- تحية الى حواء
- لمن أصوت...؟(*)
- الدعاية الإنتخابية: الوجه الآخر..!
- الناخب العراقي وقرار الإنحياز..!
- العراق :المواطن والعملية الإنتخابية في الميزان..!2-2
- الدمع الحار..!(*)
- نادين والعنف ضد المرأة..!
- حوار الفراق الأبدي..!(*)
- العنف ضد المرأة...!؟(*)
- إيران وسياسة الأمر الواقع..!


المزيد.....




- ترامب وبوتين يغادران ألاسكا بعد قمة جمعتهما وترامب يؤكد عدم ...
- إجراء -غير معتاد بروتوكوليا- في المؤتمر الصحفي لبوتين وترامب ...
- مصافحة للتاريخ.. ترامب وبوتين يفتتحان قمة ألاسكا لبحث حرب أو ...
- تحركات إسرائيلية مكثفة على أطراف مدينة غزة.. خطوة أولى نحو ا ...
- قمة الـ3 ساعات.. مباحثات -بناءة- بين ترامب وبوتين في ألاسكا ...
- ترامب: لم نتفق بشأن -القضية الأهم- مع بوتين
- ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد اجتماعهما
- السويد: مقتل شاب وإصابة آخر في إطلاق نار قرب مسجد بمدينة أور ...
- ضغوط الإقليم تشعل من جديد جدل السلاح بلبنان والعراق
- مشاهد محاكاة لعمليات المقاومة في حي الزيتون بمدينة غزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - العراق: المصالح السياسية وإشكالية التفسير..!؟