أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - باقر الفضلي - فلسطين: من الذي يضمن النجاح..؟!















المزيد.....

فلسطين: من الذي يضمن النجاح..؟!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 00:34
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


من الصعوبات الجمة، أن يخوض المرء معترك المفاوضات المباشرة وجهاً لوجه مع محتل مغتصب، وضع نفسه دائماً في جانب العداوة والخصومة، وفي سبيلها كان يفتعل كل شاردة وواردة، من أجل أن تدوم هذه العداوة وتستفحل تلك الخصومة، ليظل ممسكاً بكل مفاتيح الحل، وأن يملي على الأطراف الأخرى إرادته وفق ما يشاء وأنى يرغب وحيثما يريد..!


ومن بالغ الصعوبة أيضا، أن يكتنف غمار هذا الخوض ويرافقه في عين الوقت، كل ما يدفع الى الاحباط وينذر بالخيبة، ويزرع بذور التشكك والريبة، عندما ينبري الأقربون قبل الأعداء، الى الإبتعاد عن الحقيقة الموضوعية، وحين يقلبون ظهر المجن اليها، بدلاً من إظهار الدعم والمساندة، وحين لا يدخرون وسعاً من طرق كل السبل والأساليب لإفشال تلك المفاوضات، حتى لو كان السبيل لذلك، إقحام المنطقة في أتون حرب جديدة، لا تخدم في النهاية غير المحتل، ناهيك عما تجره من الويلات والدمار على الزرع والضرع، وما تفجره من نزيف الدماء..!!؟؟؟


البعض من الرافضين من حيث المبدأ لآلية المفاوضات المباشرة برعاية دولية وشرعية مع المحتل الغاصب، إذ يعتبرونها مجرد مشروع أمريكي إسرائيلي، هم انفسهم من لا يعترض عليها إن جرت معهم مباشرة، ولكن حين تحركت السلطة الشرعية المنتخبة والممثلة لمنظمة التحرير الفلسطينية الشرعية، بإتجاه القبول بالمشاركة في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، وبطلب ودعم المجتمع الدولي، تحركت معها وبالضد منها البعض من تلك الفصائل الرافضة، لتعلن ليس فقط رفضها لتلك المفاوضات حسب، بل والدعوة للتحشيد ضدها، والى أبعد من ذلك، الإقدام على تأجيج معارك جانبية، لم تخدم في محصلتها النهائية، غير الفصيل المتطرف في الجانب الإسرائيلي؛ الرافض الآخر لتلك المفاوضات، لتصب المياه أخيراً في طاحونته، بهدف إفشال المفاوضات من خلال إحراج المفاوض الفلسطيني، والضغط عليه بتقديم التنازلات التي يرى فيها المفاوض الإسرائيلي إحدى سبل ترضية المتطرفين الإسرائيليين، ومنها التساهل امام مطالب المستوطنيين العنصريين بتمرير الإستيطان بطرق وأساليب جديدة، تحت ذريعة التحجج بالإرهاب..!


نعم هكذا يمرر المفاوض الإسرائيلي حججه وذرائعه اللامنتهية تهرباً من أي ضغط قد يواجهه أثناء المفاوضات لإلزامه بالقبول بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وبكل ما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني، بل ومن المرجح الغالب، أن هذا المفاوض سيطالب الجانب الفلسطيني بمشترطات أمنية في الضفة الغربية تمنحه المزيد من التدخل اللاشرعي في عمل أجهزة حفظ الأمن في الضفة والقطاع، كضمان لوقف "الإرهاب" ضد المدنيين الإسرائيليين وهلمجرا..!؟؟


فما الذي كانت تهدف اليه عملية "الخليل" الأخيرة التي تبنتها حركة حماس الرافضة للمفاوضات المباشرة، وأية رسالة يمكن أن تبتغي من ورائها، في وقت تُصعِد فيه القوى الإسرائيلية المتطرفة، ضغطها المتواصل على الوفد الإسرائيلي المفاوض، مطالبة بإتخاذ الموقف المتشدد من الفلسطينيين في المفاوضات، وبالتمسك بخطط الإستيطان في القدس والضفة الغربية بدون تراجع، بل وتعلن نهاراً جهاراً غضبها ولعنتها عليهم؛ إنه في النهاية سؤال، ليس في وارد التحليل والسياق التأريخي السياسي للقضية الفلسطينية، البحث له عن جواب؟؟!!


ومع ذلك وكتحصيل حاصل لمسيرة الأحداث، فليس هناك ثمة ما يخفي الهدف من وراء عملية الخليل، أكثر من كونها إشعار الآخرين بأن حماس موجودة على الأرض "وشرعيتها" يجب أن تُؤخذ بالحسبان، وأن أية مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، يجب أن تجري بشروطها الخاصة، رغم محاولة تنصلها على لسان أحد قادتها من مسؤولية القرار السياسي للعملية وإلقاء تبعاته على أجهزتها الميدانية؛ إلا أن مباركتها لها، وحدها كافية للتدليل على موقفها السياسي السلبي من المفاوضات المباشرة، ناهيك عن موقفها الميداني، الذي في التقدير الموضوعي لا يصب إلا في طاحونة التطرف الإسرائيلي العنصري، ولا يمكن تبريره لا تكتيكياً ولا سياسياً في مثل هذا الوقت الأكثر حساسيةً بالنسبة للجانب الفلسطيني، حيث أنه ومن منطلق الشعور بالمسؤولية الوطنية، أن يمتلك الجميع حق إبداء الرأي بالمفاوضات المباشرة، سواء بالتأييد او الرفض، ولكن إقران الرفض بردود فعل ميدانية على الأرض، وإن كانت تحت شعار "المقاومة"، له من التداعيات السلبية الآن، ما لا يخدم مصلحة المفاوض الفلسطيني، بقدر ما يؤزم أرضية التفاوض نفسها، ويمنح زخماً معنوياً ومادياً لكل قوى التطرف، سواء داخل إسرائيل أو ضمن الحدود الإقليمية في بعض الدول المجاورة، هذا إذا ما أخذ المرء أمثال تلك التوجهات الميدانية وخلفياتها السياسية بمأخذ حسن النية، المقرون بالدوافع الوطنية الصادقة، مع جل الإحترام لخيار المقاومة..!!


فالمفاوضات المباشرة ومهما ستكن عليه نتائجها، فهي على صعيد النضال الوطني لا تشكل سوى مجرد فرصة من فرص إحلال السلام لنزاع طال أمده الستة عقود من السنين، لم يشهد فيها الشعب الفلسطيني غير الألم والمعاناة، ومع كل قسوتها، فقد ألهمت القيادة الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، الدروس تلو الدروس، لوضع القضية الفلسطينية في نصابها الصحيح أمام المجتمع الدولي، لتأتي أخيراً المشاركة في المفاوضات المباشرة، لتمثل حلقة من حلقات ذلك السفر الطويل من النضال الوطني، بشتى أشكاله ومختلف تاكتيكاته على جميع الأصعدة المحلية منها والإقليمية والدولية..!


ومن هنا وبإختصار يمكن القول بأن أي رفض سياسي مسبق لتلك المفاوضات، مبني على أساس الإفتراض السلبي لنتائجها، إنما هو أقرب الى التخوف من " فشل مؤكد" في أحسن الأحوال، منه الى الحكمة والتبصر في مستقبل ما يمكن أن تأتي به تلك المفاوضات من نتائج؛ تلك المخاوف التي لا تدعمها طبيعة مسيرة النضال الفلسطيني الطويل، التي كانت فيها لتجربة الراحل الشجاع الرئيس ياسر عرفات وفي ظروف مشابهة بل وأكثر قسوة، أغنى مدلولات الحكمة والتعقل أمام المنعطفات العصيبة، التي واجهت تلك المسيرة الثرة بغناها التأريخي ودروسها البليغة..!


وبالتالي فليس هناك من يضمن في مثل هذه المفاوضات، النجاح المؤطر والمكلل بتوج الفوز المحقق والأكيد، كما ولا أظن أن هناك من يمكنه المزايدة في مثل هذا الحال، على أصحاب الدار من قادة السلطة الفلسطينية ووفدها المفاوض، فهم الأعرف بشعابها، والأكثر تمرساً بمساربها والأعلم بخفاياها وأسرارها؛ فهم أصحاب القضية بلا منازع، والأقدر والأدرى بمصلحة شعبهم، وليس هناك من ضامن لخطوتهم الجريئة بالمشاركة في المفاوضات المباشرة بالنجاح، إلا الشعب الفلسطيني نفسه، بوحدته الوطنية وصموده الثابت في هذا المعترك العصيب، وهذا ما يأمله أصدقاء الشعب الفلسطيني ومؤازريه..!!



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين: المفاوضات المباشرة غاية أم وسيلة..؟!
- نتنياهو: هل سيحقق السلام..؟!
- فلسطين: المفاوضات المباشرة وضرورة الموقف الموحد..!
- العراق: تشكيل الحكومة الى أين..؟!
- العراق: مجلس النواب يوصد الأبواب..!
- العراق : تشكيل الحكومة والقرار/ 1936 ..!
- العراق: الحلول الصعبة..!
- صورعراقية معبرة تحاكي الواقع السياسي..!
- شهداء الإعلام والصحافة جنود مجهولون..!
- العراق :الفشل والصراع..!
- لبنان: المحكمة الدولية الخاصة من جديد..! (*)
- العراق: السؤال الصعب..!!
- فلسطين: أرض وشعب موحدان..!
- العراق: سرقة النفط في الزمن الصعب..!؟
- لغيرك ما لثمتُ يدا..!(*)
- العراق: إشكالية الكتلة النيابية الأكبر..!2_2
- العراق: تشكيل الحكومة ومأزق التدخل..!
- العراق: الكهرباء وحكمة الفشل..!!
- البصرة بين نارين: لهيب الصيف ورصاص الشرطة..!!(*)
- من هو المحاصر..؟!


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - باقر الفضلي - فلسطين: من الذي يضمن النجاح..؟!