أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - تقي الوزان - ألانصار بين كاردو كامو وصبيح مرّبى














المزيد.....

ألانصار بين كاردو كامو وصبيح مرّبى


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 3121 - 2010 / 9 / 10 - 20:46
المحور: سيرة ذاتية
    


الأنصار بين كاردو كامو وصبيح مرّبى

تقي الوزان

يقول الدكتور صبيح , ان الحركة الأنصارية نشأت كرغبة لبعض الرفاق الذين لم يتمكنوا من النفاذ بجلودهم من سيطرة النظام الصدامي , ولم تسمح لهم الظروف بالخروج من العراق والالتحاق بالتجمعات التي أخذت تتبلور كمنظمات في عدة دول عربية وأجنبية . ويردد في بعض الأحيان تفسيرات تحاول ان تجعل سبب نشأة المقاومة الأنصارية خارج إطار ورغبة الحزب . ولو كان هذا الرأي – العمل خارج إطار الحزب – صحيحا لما كان لها القدرة على الاستمرار في العمل العسكري , وستصفى على أيدي أنداد أقوياء لن يسمحوا لها بنمو نفوذها قبل تصفيتها من قبل السلطة . ان الحركة نشأت ليست رغبة هيئة بعينها , أو اقتراح ثم إقرار, بل حاجة الحزب التي تبلورت نتيجة سرعة هجمة البعث وشراستها , ودفعت بالرفاق لخلق مناطق آمنة تحميهم من بطش السلطة , ومنذ الأيام الأولى كان توجهها يتبع السياقات التنظيمية الحزبية , وطيلة فترة تطورها , واستقرارها كرأس حربة في النضال ضد النظام الفاشي , كان وفق فهم الحزب لما يجب أن تكون عليه حركة الأنصار .

دكتور صبيح كان يخلط أيضا بين حاجة الحزب وبين موقف بعض أعضاء من اللجنة المركزية , ممن كانوا يعوّلون على عودة العلاقة مع البعث وإعادة إحياء الجبهة الوطنية , وتبنوا موقف الرفض للكفاح المسلح رغم عدم التصريح به . وعند نمو واستقرار الحركة , وبناء القواعد والمقرات , أثقلوا الحركة بالكثير من الرفاق الذين لا يصلحون للعمل في مثل تلك الظروف الصعبة , من مرضى , وعجزة , وعوائل واطفال, وفي بعض الأحيان استخدموا الإرسال إلى كردستان للتهديد , ومن لا يذهب يتهم بالجبن , ويتعرض لعقوبات حزبية .

حركة الأنصار لم تكن مستقلة لذاتها , وتأخذ مدياتها الأبعد , وتؤسس لتوجيه التحرر الوطني , وتلتحق بها باقي الاحزاب الثورية والوطنية مثلما حدث في كوبا . كما يحاول صبيح ومن شاكله عقد المقارنة تعسفا بين الحركتين , ودون الأخذ بنظر الاعتبار الظروف المختلفة بين البلدين . كان همهم القول : ما دامت حركة الأنصار لم تتمكن من إسقاط النظام الفاشي , إذن فهي فاشلة . وهم يدركون جيدا ان الحركة نشأت من رحم الأحزاب القومية الكردية التي تسعى لتحقيق برنامجها القومي في كردستان , ومن الحزب الشيوعي العراقي الذي كان حريصا على عدم سفك الدماء العراقية البريئة من الجنود والمراتب , والحذر من أية عملية عسكرية عشوائية , والمحكوم أيضا بميزان قوى الأحزاب القومية المسيطرة على الساحة الكردستانية .

وعلى سبيل المثال , عندما انتصرت حركة الأنصار في انتفاضة عام 1991 التي شملت العراق كله , وتم إخراج آخر جندي حكومي من مدينة كركوك , طرح الشهيد سعدون عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي , واحد أعضاء هيئة قيادة الانتفاضة الأنصارية , مواصلة التقدم باتجاه محافظة صلاح الدين . بعد ان توفرت لديه معلومات , واتصالات , مع بعض شيوخ عشائر صلاح الدين من المتضررين من النظام الصدامي , والذين ابدوا استعدادهم لمساندة قوات الأنصار عند تقدمها وتوفير الدعم اللوجستي لها . إلا ان قناعة القيادات الأنصارية الأخرى حالت دون التقدم إلى تكريت مسقط رأس الدكتاتور , بحجة مسئوليتهم عن المنطقة الكردية فقط . والجميع يعرف ما آلت إليه النتيجة بعد أن استرد النظام أنفاسه, وطارد ملايين العراقيين بحملة دموية بمن فيهم الأكراد . في مأساة إنسانية قل نظيرها , مما دفع بهيئة الأمم المتحدة لإصدار قرارها بحماية المناطق الكردية والجنوبية من بطش طيران النظام الدموي .

لقد أنجبت حركة الأنصار الشيوعيين الكثير من القادة الميدانيين , الذين لو تم لهم استغلال حدود الممكن من طاقتهم وبسالتهم لتغيرت كثير من الأمور على الأرض كما يؤكد الكثيرون ممن شهدوا الواقع , وكان على رأسهم الشهيد سعدون , والشهداء علي كلاشنكوف , وتوفيق حاجي , وخضر كاكيل , وأبو رشا , وفي دهوك العسكري الفذ توما توماس والشهيد أبو رؤوف , وعشرات غيرهم . كانوا لا يقلون خبرة وبسالة عن قيادات أنصارية عالمية مجدها التاريخ, اقتحموا مدن , ومعسكرات , وسيطروا على أحياء , وجامعات , ومراكز محافظات , وإدارات ناجحة نهضت بحياة عشرات القرى التي تقع تحت حمايتهم , ونهضت بالزراعة في سهل شهرزور بعد تعاون الفلاحين مع المهندسين الزراعيين المتواجدين في الحركة , وحظيت الجماهير الفلاحية بخدمات صحية يتسابق فيها الرفاق والرفيقات من أطباء وممرضين – رغم الإمكانيات الشحيحة – للوصول إلى بيت المرضى والمقعدين .

صبيح خريج جامعة موسكو , وأكمل شهادة الدكتوراه في الزراعة , قسم الصناعات الحقلية , وتحديدا في صناعة المربى. وفي سوريا تحايل بأسباب عدة كي لا يذهب إلى كردستان , ثم تركها وذهب إلى لندن , وبعدها استقر في السويد. يبحث عن أي شئ ينتقص به من تجربة الأنصار , حتى وان كانت مخاشنة بين نصيرين . قال له ابو سيف : لك أمي حتى للباميا سوتهه مربى , ومحد سماها سستر مو دكتور .

كاردو كامو ( كفاح الأمين ) نصير فنان , ورافق تطور حركة الأنصار الشيوعيين منذ بدايتها تقريبا , وعمل على توثيق الكثير من مظاهر الحياة فيها من خلال التصوير الفوتوغرافي الذي يبرع فيه . ومنذ سنتين يعمل على جمع اغلب ما كتبه الأنصار عن تجربتهم , ويحاول إصدارها في كتاب يكون عونا لمن يريد البحث في هذه التجربة , وتمجيد شهدائها الأبطال.

أبو سيف أكد على ضرورة اختصار كتابات الأنصار التي تضيف او توضح شئ جديد في حياة التجربة . بولا الذي كنا نجلس عنده أيد كاردو بطرح اغلب ما كتبه الأنصار , ويترك التمييز للقارئ . وعلى العموم , ان الكتاب الذي يجمع كتابات الأنصار لن يكتمل بإنجاز هذا الكتاب , فهناك الكثير الذي سيكتب لاحقا من قبل الأنصار , وهناك الكثير الذي ينتظر الكشف والتوثيق . وسيبقى كتاب الأنصار مفتوحا , وبطلان ادعاءات صبيح مستمرة .




#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحنة ودراسة السينما في اليمن
- وجبة غذاء في احد مقرات الأنصار
- حكاية نصفها أنصارية
- الدوامة العراقية والحمل الكاذب
- الحاج بابنَّكَ ونقاء الضمير المهني
- حكمت حكيم والألوان الباهرة للراية الوطنية
- ابو شروق وتداعيات الزمن المنكوب
- حكاية أنصارية
- لكي يكون الواقع هدفنا
- تسمية الاشياء بأسمائها ضرورة لابد منها
- اليسار بين التهويم والنحت في الصخر
- الاحزاب ليست جمعيات استهلاكية
- بين بشتاشان ودموية النظام
- الحزب الشيوعي والهموم النقدية
- الحزب الشيوعي ليس قبيلة ماركسية
- لكي لانبرر الخسارة, او الانسياق وراء جلد الذات
- بين زمنين
- الشيوعيون وفرح اعلان قائمتهم
- من الذي يؤمن بالدستور والعراق الفيدرالي ؟
- الضياع في كسب السلطة


المزيد.....




- الجيش الباكستاني يجري تجربة صاروخية ناجحة وسط تفاقم التوترات ...
- مصر تبلغ الولايات المتحدة رفضها التدخلات الإسرائيلية في سوري ...
- من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد قواته لحماية الدروز في سوريا، ...
- فرنسا ـ محاولة سرقة ساعة فاخرة بقيمة 600 ألف يورو من أمير قط ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن -انتشاره بجنوب سوريا- وبيدرسون يدين ال ...
- البرلمان العربي يندد بانتهاكات إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لغاراته العنيفة الأخيرة على مواق ...
- مراسل RT: الطائرات الأمريكية تشن 6 غارات على مديرية مدغل في ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي نجا من القصف على غزة يوجه ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - تقي الوزان - ألانصار بين كاردو كامو وصبيح مرّبى