جلال نعيم
الحوار المتمدن-العدد: 944 - 2004 / 9 / 2 - 10:38
المحور:
الادب والفن
الزمن / الذئب يركض في برارٍ مُوحشة ..
والطفل/ الرجل يتيه ، يمسح خطوط الفحم من فوق شفتيه لينبت بدلهما
شاربين قصيرين مظلمين كأنهما لحظات ليل ٍ داكن .
الذئب / الزمن يركض بحماس أخرق ..
والطفل / الرجل يتعلم لغة أخرى .. يُغلق الباب خلفه ويتهجّى حروف لعبته الجديدة على شفتيها . يقظم شفة لاهثة تتدلّى أسفل وجه طالما طارده في الحلم كلعنة . يُطوّقها بذراعين من لهب . تتلوّى . تنفث " آه " ساخنة وتنفلت كقط شارد الى أقصى الغرفة . تخفي نداء شفتيها الداكنتين وتشير بسبابة ناعمة ، مرتجفة الى الباب :
- الآخرون ... ؟
- .. الجحيم ... !
يهتف في أعماقه ، في أذنيها . يديرُ مفتاح الإستباحة . يقفل باب التلصّص . يتنفّس عطر دمية أحلامه التىإستحالت كائناً من لحم ودم .
" قد يبدأ الجنون بطعنة .. " يفكر .
" ومرّات يبدأ بلمسة هادئة تزفّ صخب الأصابع وتمنح الدم ألوان الوهج المتدفّق أبداً .. " .
ها هو ذا يقف ازاءها أخيراً .
يفتح ذراعيه فينسى خيوط الشيب المتسلّلة الى رأسه .. ينسى الذئب الراكض في دمه .. ينسى الطفل ، الفحم ، " الآخرون " . ويهتف في أذنيها ، في أعماقها ، في أرجاء الكون :
" آن لنا أن نفتح نافذة أخرى .. للجنون مثلاً ... "
#جلال_نعيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟