أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال نعيم - خمسة مسافرين .. في خمسة زوارق ورقيّة ..














المزيد.....

خمسة مسافرين .. في خمسة زوارق ورقيّة ..


جلال نعيم

الحوار المتمدن-العدد: 872 - 2004 / 6 / 22 - 07:28
المحور: الادب والفن
    


قطف الطفل عدة أوراق خضر من السدرة الصغيرة في أول الدرب وطوّح بها في الهواء بعيداً . رفرفت عالياً، لحظات ثم هوت بحزن علىالأرض الموحلة.. تابعها بعينيه ثم هرول ليلتحق بأصدقاءه .
أقعى الأطفال الخمسة على الأرض الطينية وتحركت أكفهم الصغيرة لتضع خمس زهور بيض وخمسة زوارق ورقية في بركة الماء الآسن .
قال الأول بفرح : سنبدأ رحلتنا..
قال الثاني : أشعر بعاصفة تترّبص خلف الأبواب..
ذبلت احدى الأزهار بسرعة غريبة وتناثرت أوراقها على وجه الماء الآسن ثم لحقتها ألأخريات ليغرقن الواحدة بعد ألأخرى. بينما ظلت الزوارق تدور مبحرة وهي تنتشر مكونة أشكالاً هندسية عديدة . مرت الثواني، الدقائق وتبعتها الساعات والأطفال الخمسة على الضفة يراقبون .
قال الثالث : منذ سنين لم يأت إلينا أبي.. تقول أمي انه مات ثملاً وهو يتقيأ
أحشاءه ..
قال الرابع وهو ينظر الى زورقه الذي غرق بعد أن نَطّت اليه ضفدعة ضخمة ، قال وهو يشير بسبّابته : لعبة ساذجة ورديئة ..
ومضى ليكرع العرق الرخيص في أول بار .
في تلك الأثناء، مرّ مجنون الحيّ حاملاً مذياعه الذي لا يفارقه أبداً ورأى الزوارق المبحرة فأضاءت وجهه ابتسامة معبرة . مدّ اصابعه لترفع صوت المذياع وأخذ يردد مع الأغنية :
" كل المسنّايات
والشط والبلام ،
تعرف عذابي وياه
وشراعي الاحلام
يُمة .. يُمة
آخ يُماه .."

وفي تلك اللحظة التي ركض فيها المجنون مبتعداً وهو يدندن ثم وهو يصرخ بحرقة " آخ يا يُماه " ، كان أحدهم يتقيأ أحشاءه في بارٍ رخيص .
ظل الخامس يُنقّل عينيه متأملاً السدرة الصغيرة التي شرعت تكبر وتتشعب أغصانها / الزوارق التي طافت طويلاً وظلت تدور وتدور من دون جدوى فها هي ذي قادمة ، عائدة الى مكان انطلاقها وقد غرق النصف منها في ألماء ألآسن .. تأمل المجنون وهو يغني ، كاد أن يصرخ بخيبة مريعة " آخ يُماه .." ولكنه آثر الصمت .
إنعكست أشعة الشمس الغاربة على ماء البركة فنهضوا بتثاقل وساروا بخطوات لاهثة وهم يتكئون على عصّيهم البُنية ومضوا صامتين دون أن يجرؤ أي منهم على النظر الى رأس الآخر إذ اخذت شعرات بيض بلون الثلج تُضيء
رؤوسهم .



#جلال_نعيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنّهم يقتلون الجياد .. !
- روزاليندا ..!
- اليوم ألأخير للمطر ..!
- وقت للحب .. !
- مجانين
- إستمناء آخر
- محاجر


المزيد.....




- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال نعيم - خمسة مسافرين .. في خمسة زوارق ورقيّة ..