أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - جمهورية السيدة زينب....!














المزيد.....

جمهورية السيدة زينب....!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3105 - 2010 / 8 / 25 - 13:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


جمهورية السيدة زينب....
نعيم عبد مهلهل
ينشطر العراق إلى جمهوريات كثيرة تتوزع على جهات الأرض كلها. وأطرفها أن العراقيين الساكنون في ولاية الاسكيمو شمال الولايات المتحدة حيث الثلج معاطف وقمصان سكان تلك الأرض أسسوا جمعية صغيرة تعتني بهمومهم الثلجية بعد أن فقدوا هموم الفصول العراقية (البرد، الحر، الحروب..وتوزيع مواد البطاقة التموينية)..
جمهوريات توزعت على أكثر من تلك الأقاليم التي جابتها بغلة ابن بطوطة وسفينة ماجلان وطائرات الكونكورد. غير أن اكبر هذه الجمهوريات تقبع على الأرض الشامية الطيبة...
حيث مازال أهل الشام الكرماء يرفعون قبعة التحية لدمعة العراقي الهارب من جنون الذبح والمفخخات والمحاصصة التي شملت حتى ألوان ربطات العنق، وغاب عنها الشعور التاريخي بأن الذي يحدث ربما تجاوز مسببات النظام.
لااريد أن انقل دعوات الحلم التي تتهدج بها أفئدة زائرات قبر السيدة زينب (عليها السلام) ولا نذور الشوق بالعودة القريبة إلى العراق لزوار قبر نبي المندائيين يحيى (ع). ولا أريد أن أنقل عاطفة الحسرة في نظرة عجوز وهي تمسك ضريح قبر رقية بنت الحسين (ع) وتتمنى موتاً في العراق وليست في جمهوريات المنفى المتحدة....
جمهوريات العوز والفقر والبطالة والانحدار إلى هاجس بيع الجسد وهذا أبخس قدر لمعاناة أمة من الأمم، ولكنه يحصل وأمام العيون وعلى أرصفة الشوارع المبلطة بالألم ونشرات أخبار الموت العراقي عبر مرحلتين تبدأ بالكدية، وحين تصاب هذه المهنة بالكساد يتم البدء بيع الجسد..
تتحمل الجمهورية العربية السورية الوزر الكبير في تحمل الهم العراقي ومعاناته، وربما يتمنى السوريون من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تعتني بمآسي اللاجئين عوناً أكبر في تحقيق إيواء جيد لهذه الملايين المهاجرة كما طيور السنونو في رحلاتها الشتوية (من ثلج استكهولم إلى دفء أهوار الجبايش) ، وتثقف شعبها بضرورة احترام هذا المنفي من خوف فقدان فرد أو كل أفراد عائلته أو يقتل لأنه صاحب قلم أو محل لتحويل العملة أو حلاق مودرن أو كل شيء. المهم أن تموت أو تقتل في ارض العراق وتلك واحدة من رؤى تاريخ مستعاد من زمن المغول ذوي السيف والقصيرة ومروراً بشهداء بحيرة الأسماك وجبهة بنجوين وزرباطية.
المهم أن العراقي يموت.ليكتب أغنية حزينة أو قصة مأساوية أو يرسم دمعة تجري على خد طفل مثلما يجري فرات إلى أرض العراق قادماً من مراد صو وفرات صو...
بعض الدول بدأت تضيق ذرعاً بالعراقيين لأسباب كثيرة ومنها ماكان للعراق فضل في نهضتها الحديثة، وعمارتها العالية وفنادقها تسعة النجوم بنيت بنفط العراق، ولكنها الآن تعيد ثلاثة أرباع ركاب الطائرة القادمة من العراق إلى العراق بحجج تمتد من المذهبية إلى تقدير العمر وتنتهي بمزاج ضابط الجوازات...
أترك كل هذه الجمهوريات، التي تبدأ بجمهورية الاسكيمو العراقية وتنتهي بجمهورية الصين الشطرية أو لاهور البعشيقية، وأتحدث لكم عن جمهورية السيدة زينب وعن شريحة واحدة من شرائحها..
شريحة خرسان العراق..أقصد المواطنيين العراقيين الذين أصيبوا بعاهة فقدان السمع والنطق وأتعجب من الدافع الذي دفعهم للهجرة عن العراق وتأسيس بقعة تواجد يومي لهم في شارع بالسيدة زينب يسمى (شارع العراقيين)....
سألت أحدهم بالإشارة: مادمت لاتسمع كل شيء، ولا تعرف مالذي يحدث بالعراق سوى بعينيك.مالذي جعلك تهاجر..؟!
قال بصوت قوي: بم..بم..بم....
وهو يعني القنابل والمفخخات..ثم أشار إلى رقبته بحركة تشبه حركة ذبح الشاة بسكين، وهو يعني خوفه من الموت ذبحاً...
آخر أضحكني جوابه عندما ترجمه لي عِريفٌ بلغة الخرسان:
قال: إن سينمات بغداد أغلقت كلها وهو يحب الأفلام الهندية.ومادامت لا تعرض أفلاما هندية في العراق.فماذا تبقى فيه...؟
كل مساء أراقب هذه الشريحة من سكان هذه الجمهورية البريئة..ويوما ما وجدتهم سعداء بشكل كبير ويصفقون مهللين فظننت إن العراق قد فاز في واحدة من مبارات كرة القدم بعدما صارت هذه اللعبة الأسطورية وحدها من تجمع العراقيين على استعادة الفرح المفقود بعد أن عجز البرلمان والمحتل عن ذلك على حد قول أحد النواب..
فعرفت أنهم سعداء: لأن دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي قد استقال من منصبه.
ضحكت حين شعرت بأن سعادة الخرسان غلبت سعادة الناطقين بالتعبير عن فرح تمنوه برحيل سيد المدرعة (الهمر)..
وغير ذلك اكتشفت في هذه الجمهورية ماهو مذهل حقاً..أنهم يختارون من وقتهم المسائي ساعة يحاول احدهم فيها أن يقرأ لهم رواية..
وهل تصدقون إن رواية ذلك الأسبوع الذي اكتشفت فيه هذه الشريحة من جمهوريتنا القابعة ضيفا وراء الحدود كانت رواية غائب طعمه فرمان (النخلة والجيران) وكم فرحت وأنا أرى تبديلات قسائم وجهوهم مع تبديلات قسائم وجوه الشخصيات المحاورة في الرواية، والأغرب أن بعضهم يعلق بإشارة مستعجلة على حدث من أحداث الرواية...
أولئك هم بعض من سكان تلك الجمهورية البريئة التي انشطرت عن الوطن الأم بسبب الحظ الرمادي لهذه البلاد.بسبب الحروب والحصار وجنرالات الجيش ونرجسية العشيرة ونواب من دون شهادات.لترمى خارج حدود الخارطة الأم متنقلة بباص أو(بهبهان) أو طائرة، مهاجرة بين أرجاء الأرض تبحث عن مأوى...



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنوب مدن الله ( الألم )............!
- أوزان البرلمانيون العراقيون بالكيلو غرام......!
- جيفارا كان مندائياً ...وعبد الكريم قاسم صابئياً .!
- سُرَ المرأةُ ودهشة الأغراء فيها....!
- الجمال العراقي في العهد الملكي.......!
- اغمضي عينيك ..وأغلقي الباب وراءك......!
- الغفاري والعزير ...رؤيتان لحلم مشترك في ليل الرغيف والوردة . ...
- خلطة عراقية ( سليمة مراد وزهى حديد ومسماية سهر )
- كوكب حمزة ...سريالية الطيور الطائرة ........!
- أيها الديك ...سلاما لدجاجتك .......!
- حمدية صالح*...( هدهد ..وسليمان رسائل غرام المعدان )
- نار ونور و ( عبد الكريم قاسم ).................!
- إطلاق مركبة الدمعة في الفضاء...
- توراتيات ............!
- الروح الغريبة ...!
- نازك الملائكة...ورد لقبر غير قبرها.............!
- طوق الآس للسنة المندائية الجديدة.!
- الناصرية : البيت ومحلات باتا وكاظم الحلو الحباب.......!
- وصايا الكتاب ( المُغمسْ ) بالعطر.......!
- أنثى...الكائن الايروتيكي ، نهدٌ يتسلق شراعَ القبلةْ ........ ...


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - جمهورية السيدة زينب....!