أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - كوكب حمزة ...سريالية الطيور الطائرة ........!














المزيد.....

كوكب حمزة ...سريالية الطيور الطائرة ........!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3079 - 2010 / 7 / 30 - 18:26
المحور: الادب والفن
    



( إلى أيمن الغزالي )...........!

تشغلُ الأغنية الجميلة مكانها في القلب كما تسكن الدمعة أريكة المقهى ، وكما امرأة صنعت من جنونها بدفاتر الذكريات احمراً لشفاه قبلة تنتظرها بشغف...!
كوكب حمزة ( الملحن المثقف ) من صُناع هذه الأغنية ، عجنَ من جنوبها هاجسا غريبا امتد بأممية مدهشة على أجفان الخرائط وأرائك الصفنة واستعادة ما بقي هناك ( بيوت الطين والقصب ، أسراب السنونو ، قصور ملوك سومر ، المشاحيف التي تتنزه عليها الآلهة ، دموع عباءات أمهات شتال العنبر وحنجرة شبعاد ، النخيل المنحدر من ذكورة السيوف ، المطرقة والسندان ولذة اكتمال النضوج في ذكورتنا وأنوثتنا ، وأخيرا منائر الموزائيك الأخضر لضريح القاسم ع ..حيث ولد كوكب حمزه) ...
هذا كوكب حمزة ، بعض طعم سريالية ودهشة سبعينات القرن الماضي ، كان من ضمن الجيل الذي وعى الحلم بجنونه وليس بعقله فأتى ليسطر أحلام القصيدة الشعبية العراقية بموازاة خفق القلب فلحن لنا أساطيره وعيهُ ومهبطه وذاكرته البابلية الساحرة التي شربت من جنيات ليل العشار خمرة السلطنة فكان الرجل وكانت ألحانه شجنا يعبر هاجس الحلم كما يعبر العناق إلى احتراق النار المشتركة بين خل وخله...!
كوكب الذي وضع للحن الماركسي هويته الميتافيزفية وأسكنها جنوب القلب كما يسكن العصفور زقزقة غرامه في العش الدافئ .صامت الآن ولكنه موجود ...!
لحن يا طيور الطايرة .هوية لدمعة المغترب ليجد وطنه ويتواصل معه .ولحن الأغنية المسمارية الرائعة ( أمشي وأكول أوصلت ..والكنطرة بعيدة ..) ولحن الكثير ..
ثم صمت ليقرا ويحلم بسمفونيات ستأتي...!
لست بناقد ومؤرخ لتاريخ الفن لهذا سأتحدث هنا عن لقاءات حميمية مع هذا الإنسان الذي عرفته من خلال صديقي وناشري الأخ ايمن الغزالي في دمشق وجلسنا ليال أنس كان فيها كوكب حمزة روحا شفافة تتحدث بوعي حاذق عن العولمة والكتب وهاجس الإنسان لأكتشف إن صاحب ملحمة ( الطيور الطايرة ) غارق في كل مذاهب الكتابة ويعي وجوده جيدا وقارئ وناقد من طراز خاص....!
كوكب حمزة ..بعد أن عرفته اكتشفت إننا لم نلتفت جيدا لصناع أحلامنا في بلاد كثُرَ فيها المفخخات والسراق وكاتم الصوت وشحت فيها القصائد والأغاني وقصص طفولة أيامنا المؤسطرة بدهشة الفقر والدمعة وبراءة أن تبتسم لك بنات الميني جوب وثمالة يوسف عمر ، ومستهلات عاشوراء الساحرة.!
وكان على الدولة ( وثقافتها ) أن تسأل عن أمكنة هكذا مهرة ومبدعين ،وان لا تتركهم يوقعون اوتغرافات الإعجاب لمتذوقي المدن المغتربة فيما وطنهم يريدهم ليخلدوا فيه أزمنته الجيدة .أزمنة حلمه وبناءه وعولمته وأشواق طرد الدبابات من شوارعنا ومعها نطرد حواجز الكونكريت وغرباء السياسة ومتصيدي المناصب بالشهادات المزورة...!
كنت انظر إلى عيون كوكب والى سنينه الستين فأعبر إلى جنائن بابل ومعي أناشيد ملوكها وبساتينها ومحلاتها القديمة .لأسمع منه طروحات عشق غريب ..ورؤى تشابه تماما تلك الهواجس السحرية التي سكنت أوتار عوده ليؤلف تلك العذابات المسكونة بالشجن والغرام واستعادة المكان بذات الجمالية التي تحدث عنها غاستون باشلار في كتابه ( جماليات المكان ) ............!
هذا الرجل تحفته في صمته واحترامه لموروثه الثر ولم ينزلق في موجة الإسفاف المركون إلى طبلة هز النص...
بقي كوكب حمزة أمينا لما انتج وأعطى ...ولهذا شعرت حين جالسته في سمر ليال كثيرة أنني احتفي بالعراق الممتد في عروق الحلم دهورا وحضارة واسراب شهداء ...
معه تذكرت الطيور الطائرة ..تذكرت في فقه العبارة عنده .إن المبدع قديما كان يبدع من خلال مرجعات الأساطير والمسلات والألواح التي دونت القداسات والأناشيد وعبارات النذر ومن ثم يبدا يحرك ريشته على وتر العود ليؤلف ...
كذا هو كوكب حمزة ..الرجل الحالم ببلاد منحته عذريتها .فمنحها الخلود المكتوب على أجنحة الطيور..!

ألمانيا في 30 تموز 2010



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الديك ...سلاما لدجاجتك .......!
- حمدية صالح*...( هدهد ..وسليمان رسائل غرام المعدان )
- نار ونور و ( عبد الكريم قاسم ).................!
- إطلاق مركبة الدمعة في الفضاء...
- توراتيات ............!
- الروح الغريبة ...!
- نازك الملائكة...ورد لقبر غير قبرها.............!
- طوق الآس للسنة المندائية الجديدة.!
- الناصرية : البيت ومحلات باتا وكاظم الحلو الحباب.......!
- وصايا الكتاب ( المُغمسْ ) بالعطر.......!
- أنثى...الكائن الايروتيكي ، نهدٌ يتسلق شراعَ القبلةْ ........ ...
- غيبياتٌ ..يَعرفُها من روحه مطرْ.......!
- أنوثة حواء ، عندما آدم دمعة وبطلُ عَرقْ........!
- جو بايدن…البقاء للنخيل وداخل حسن………..!
- جاسم عاصي ( أنت لا تستحق كل هذا المديح )..!
- المندائية حلم الإنسان والماء والوضوء في الضوء........!
- مديح إلى شكسبير ..مديح إلى وحيدة خليل ........!
- بعاطفتي اشتعل...مراياك من تطفئني ...!
- آيات في الغرام ...وفلسفة القبلة ...!
- قمر في المزبلة .قمر في المفخخة ..!


المزيد.....




- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - كوكب حمزة ...سريالية الطيور الطائرة ........!