أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نعيم عبد مهلهل - طوق الآس للسنة المندائية الجديدة.!














المزيد.....

طوق الآس للسنة المندائية الجديدة.!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 12:48
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


طوق الآس للسنة المندائية الجديدة....!

نعيم عبد مهلهل.........!

اليوم يحتفل المندائيون بسنتهم المندائية الجديدة.وحتما هي سنة للذكريات والمهجر وقليل منها هي سنة للوطن الذي غادروه برتل جماعي ، مرغمين لامختارين بسبب أن المندائي ومنذ خليقة آدم وحتى شوارب سلفادور دالي ظلوا يكرهون الحروب والقهر والاستبداد ، لهذا لم يعرف المندائي في حياته يوما أن يمسك غمد السيف ،لكنه فنان وخبير في إمساك ساق الوردة. وعندما أجبرتهم النظم الحديثة في سوق شبابهم لساحات الحروب تعلموا هذا الفن واحسنوا فيه ،ليس حبا بعطر البارود وماسورة البندقية وخوذ الجبهات ،بل انهم مسكوا عقيدة كتابهم المقدس ( الكنز ربا ) والتي يفيض شلالها بالوجد الطقوسي للذات المندائية ولسان حال آياته تقول :كن أيها المندائي أنى تكون ، ولكن في اللحظة الحاسمة تعلم أن تربط روحك في جسدك.
ومن ذائقة هذه العبارة أعطى المندائيون للحرب شهداء من نوع خاص. شهداء الحرب التي لاناقة لهم فيها ولا جمل ،لكنهم رفضوا أن يتلمسوا هاجس الجبن ويفروا من العسكرية لاعتقادهم أن العراقي مندائي كان أم مسلماً أو يهوديا أو مسيحيا لن يفعل هذا أبداً.!
اليوم يحتفل المندائيون بسنتهم الجديدة بعيدا عن أروقة الموج المقدس لفراتهم ودجلتهم الذين كما تؤكد تواريخ الشوق الحضاري للبلاد أنهم من أول سابحين في غمار عطر النهرين واول من تعمد فيه تقربا للسماء ، وأول من أعطى للتوحيد نافذة النور وبلاغة الآس وبياض الثوب الذي يرينا إننا سنكون بأقل الخطايا عندما تتوحد فينا هالة النور والماء واجفان ملاك الحرية ( زيوا )..
أنا اعتقد ، وليست هذه الأنا سوى انحناءة للتراث العظيم لهذه الطائفة الروحانية الغنوصية المدهشة بفخامة العبارة والأزل والتماسك أن الوجدان المندائي سيظل يتدفق بعراقيته بالرغم من إن الرؤيا الحضارية والمنطق الاجتماعي والتناسل البشري بين أجيالهم يقول إن عودتهم باتت في شبه المستحيل .لقد ولد شعبا مندائيا في المنفى .واكتسب ذائقة وطباع العولمة اللغات الإفرنجية وتعلم ودرس ونال جنسيته الأممية حاله حال كل عراقي أرغمه الوجع ليعبر الحدود فصار هناك المندائي ( السويدي ، الكندي ، الأسترالي ، البريطاني، الدنماركي ، الأمريكي ، الهولندي ، النرويجي ، الفنلندي ، الإيطالي ، الألماني ......ولا اعرف إن كان هناك مندائيا يابانيا أو تركيا أو روسيا ..الله اعلم....!).
فالعودة في حكم المستحيل ، أذن من يتوارثون الخليقة المندائية على ترابها الوطني هم القلة الذين بقوا متمسكين بالبقاء الصعب وتحمل مهازل عدم احترام دستوريتهم وقيمتهم الحضارية والاجتماعية ومتحدين الفتاوى الغبية والسراق والملثمون وتبعية القلوب المريضة والذي يقودهم جهلهم والفقه المظلم ليعتقدوا أن موت المندائي حلال ،وهم بذلك يشرعنون للكفر والنجاسة والتخلف والجبن ،لانهم حتما لم يدركوا ولن يدركوا أن المندائية الموحدة بالله والعرش السماوي هي وليدة الهاجس الإيماني الأول وليست وليدة المفسر التكفيري والجاهل المربوط بحفظه الركيك لكتاب ( الجزء عمه )...
هؤلاء الذين بقوا يكابدون المحنة مع أبناء شعبهم يستحقون المديح الأكبر ، ولهم ينثر البهاء تباريك تحول الأعوام في مداراتها لتكون أعواما للصبر والتعميد والاحتفاء بيوحنا ( يحيى ع ) وهو يعمد يسوع في رذاذ رحمته وتعالميه ووصاياه ، احتفاء بشموع أبيه زكريا وهي توقد مع عطر الحناء أمنيات السلامة والخبز والعشق في مساء النهر العذبة عندما يرتدينا البياض ونمشي خفافا إلى الشط ونحن ننشد سمفونيات النخل والبط والسمك واشجار السدر وتنبؤات جداتنا عن أميرات يحفرن في الخاصرة ينابيع الغرام والأماني اليسارية ودموع الوطن المنتشر بعطره من عتبة الباب حتى أخر سطور رسالة الحب..!
تلك هي السنة المندائية الجديدة ، وهذا هو عبقها .متضمخ بالآيات وبالأمنيات وبتأشيرات زيارة الوطن عندما ستقر حاله وتتجدد آماله.......!
سنة مندائية جديدة تضيئها عينيك وشموع زكريا وصباحات البلاد التي لم تغادرها الشمس ظهيرة واحدة غلا وتركت عندها شوق الطفل للحلمة اللذيذة .وغرام السنبلة للبيادر الخضر .وخاطرة الشهداء لنفير الحروب المفتعلة..!
لكم أيها المندائيون ، مالنا من طابوات مختومة بطغراء وختم الولاة والملوك ورؤساء الجمهوريات في اقتسام عطر الوطن معكم بالتساوي .لكم التهنئة والحلم واطواق الآس والشموع ..!

ألمانيا 19 تموز 2010



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصرية : البيت ومحلات باتا وكاظم الحلو الحباب.......!
- وصايا الكتاب ( المُغمسْ ) بالعطر.......!
- أنثى...الكائن الايروتيكي ، نهدٌ يتسلق شراعَ القبلةْ ........ ...
- غيبياتٌ ..يَعرفُها من روحه مطرْ.......!
- أنوثة حواء ، عندما آدم دمعة وبطلُ عَرقْ........!
- جو بايدن…البقاء للنخيل وداخل حسن………..!
- جاسم عاصي ( أنت لا تستحق كل هذا المديح )..!
- المندائية حلم الإنسان والماء والوضوء في الضوء........!
- مديح إلى شكسبير ..مديح إلى وحيدة خليل ........!
- بعاطفتي اشتعل...مراياك من تطفئني ...!
- آيات في الغرام ...وفلسفة القبلة ...!
- قمر في المزبلة .قمر في المفخخة ..!
- القاضي مدحت المحمود ( الصحفي رياض قاسم 4 إرهاب )
- نغم مندائي على شفاه الوردة .!
- الشعر ...من كؤوس الألهة الى شفاه المرأة ...
- الخبز والمصائر ...واللحظة الشهوة .!
- برجيت باردو ...قطة باريس .وفقمة الأغراء كله ......!
- اشتباكات الغرام في يوم وليلة........!
- الدكتاتور العالمي ...شرقي بامتياز..........!
- العراق والأطفال ومونيكا .!


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نعيم عبد مهلهل - طوق الآس للسنة المندائية الجديدة.!