أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نعيم عبد مهلهل - المندائية حلم الإنسان والماء والوضوء في الضوء........!














المزيد.....

المندائية حلم الإنسان والماء والوضوء في الضوء........!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5 - 02:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1
مع الكلمة الأولى ولدت المندائية .وربما هي أول من شرب خمرة الحلم من دمعة آدم....!
ولهذا ترى في دمعة كل مندائي صورة لغيب مُكتشف يُرينا طعم اللحظة وهي تُشمَ العطر في وردة الضوء عندما تدركهُ الرغبة ليتجدد في ذاته وينزع من أجفانه غبار اليوم ليمسك ليله بالإيحاء ومناغمة السماء عبر سلالم النجوم وأرائك القمر ، ولهذا كتب الجوالون من المندائيين في عهد سومر من مندائي الجنوب الفتي وسليل الآلهة وشهوة القيثارة ما نصه : نحن أتينا للدنيا لأننا قراءها الجيدين ، ونحن من يقدر على قراءة الحلم من خلال إيماءة قطرة الضوء وقطرة المطر ، لهذا لنا المدى كله عندما السماء تسقط عطرها على أثواب القديسين..!
هذا كلام الشبيهٌ بالأدعية الأولى يوشم الذاكرة والجسد بشهوة الروح قبل شهوة الكلمة ويتناغم مع لحظة الحنين للرجوع إلى الوراء فقد أدركنا منذ طفولتنا أن العيش قرب ذاكرة مثل هذه هو عيش قرب ضفاف الأشياء الساحرة التي تغسل نقاءها بالأنهر المقدسة الثلاثة ( دجلة والفرات ودموع أمهاتنا ).
وهكذا كان المندائيون الأوائل صناع الأحلام الشهية كما حلن نهود الملائكة المصنوعة من ذهب نقي وعبارة شعرية حاذقة وصلاة كنزفرا علمه الاشتياق إلى الحي العظيم أن يكون خارطة من الورد كل مدنها العطر والتسبيح والانتماء إلى الأشياء التي لا تنتهي بحدود شيء يرتطم فيها .هناك المطلق دائما .وحتما ما بعد المطلق هي سدرة المنتهى حيث يد الكاهن المندائي في الربوبية العلو الذي يحفظنا من المعصية ويجعلنا أن نكون جديرون بأمتلاك الروح الصافية .!

2
النفس في كل الأديان تضيء أعماقها عندما تتمنى ضوء السماء يخترق أحشاءها بدعاء وتسبيح .فقط في المندائية ، يضاف إلى الدعاء والتسبيح إغماض الجفن ،ربما لاعتقاد أزلي في ذاكرة الروحانيين منهم ،أن الدعاء في اغماضته يجعل الروح حبيسة حلمها ليتحقق متى فتحنا أجفاننا ونحن نستقبل السماء بحزمة من النور وعطر آت من أفلاك لا يكتشف جهاتها سوى الأنقياء والذين يقسمون الرغيف مع الغريب قبل أن يقسمه مع جوعه..!

3
في الجنوب حيث كل الأشياء تنطق بهاجس المكان ورقته ، النخل والسمك والآلهة والجنود والصاغة واشرعة زوارق النهر والقصب ودمى الطين ودمعة الحزين وأنوثة السنابل وبوابات المعابد واختام الملوك وحناجر المطربين ونعاس طفولة الحروب وكل مقدر كما هو مسجل في ثوابت كتب الدين يكون التجانس بين كل هذه الهواجس قائما على أساس محبة الله تبدا بمحبة الروح والمندائي أزلي في هذا الود منذ أن أعطت الكلمة إلى هذه البلاد مدى القصيدة والأغنية وترتيل الصلاة والشرائع .
أن الرؤية في المكان الجنوبي تأتي من الدافع العميق لما نمتلك ونحبه ونصغي إليه ...!
هكذا كتبوا بدء الرؤية وعلينا أن نمشي معها ونحن نصنع حلم البلاد وأماني البلاد وانتظار المعياد وطقوس الأعياد..
هذا المشي المنتظم كما مشي فوج مشاة يعلمنا إيقاع الشوق لما هو أحق علينا بالشوق أن نكون بررة للمكان والزمان ،وحتما صناع الأزمنة والأمكنة هم الفرسان الذين يصنعهم التاريخ من طراز خاص ،أولئك الذين كانوا لا يحركون اسر وحوافر خيولهم إلا عندما يفهموا ماذا تنطق حكمة أولئك الجوالون الذين يقولون أن ضفائر بعضهم يصل طولها إلى اكثر من متر ، وانهم ببياض أرديتهم يرسمون لغز العبارة في منية الجنود والعشاق والملوك الذين أدركوا مع المندائية الأولى أن الحكم لا تديمه سوى النبؤة وما تحمل من مشاعر وأزمنة وأحداث...!

4
المندائية عبادة وملة ودين وفلسفة وحكمة مفرداتها يأتي من حسيتها أولا والتبحر بمكنون الفضاء البعيد حيث يسكننا الاعتقاد وعلى مستوى الديانات كلها أن السدرة العليا هي قي ابعد مما نتخيلها لكن التواصل معها زرع عبر صلاة الروح والتأمل وترتيل الأدعية والأعمال الصالحة وهو ما ألزمت فيه المندائية معتنقيها وأعطتهم صفة التوحد في المشاعر والجسد والالتحام ، وهذا دليل على أن انفراط هكذا عقد واندثاره يصبح من المستحيلات ،فلقد أبيدت أمم وانتقرضت ملل وهدت إمبراطوريات لكن المندائية ظلت تتماسك بسب أنها منسجمة مع أعماقها اكثر من انسجامها مما يحدث حولها ،وهذا ما يعتقد فيه ارنولد توينبي قي صناعة التاريخ :أن إفناء هكذا نمط من التعايش شيء يشبه المعجزة والمستحيل ...!

5
المندائية حلم الإنسان والماء والوضوء بالضوء........!
حلمٌ يتسع ويمضي ويسير تحرسه الإثارة والبحث والاحترام لهكذا وعي وقدسية وكتب ملكتها التعاليم والآيات والتعاويذ والنصائح والمدائح والرؤى والغنوص والبحث في أبدية الروح ....
فيا أيتها الروح لاتقفي عند بوابة السور لتحرسي نوم المدينة فقط حتى يستتر إبراهيم ( ع ) رغبته ويبدا هجرته إلى أزمنة التوراة والألواح وبناء بيت الله ، بل انشدي أناشيدهم في مستحيل الشوق إلى بلاد عرفوها قبل أن تعرفهم فكان عليها أن ترتبط خجلاً حين يشترك حلمها وحلمهم فتميط عنها اللثام وتقول إليهم :أنا بلادكم أيها المندائيون ، فقبلوني أنى شئتم ...!
قال المعمدان :طبعت قبلة الماء على أجفانك كي تتعمد بطهارته ويغسل عنك وعني كل خطايا الماضي والقادم ، فأشكر هذه الموج لأنها أتت إليك .فرد المعمد بالماء :كان قبلي من فعل .
قال يوحنا : نوح عمد الماء بالسفينة وأنت تعمده برذاذ تنشره في فضاء الكون ليحرس مريديك .
قال المعمد :افعلها وشكري إليك كبير ......!
أنها متخيل إيحائي من مشهد ذلك النقاء القديم .الآن في دمشق ينام ضوء هذا المعمدان النقي ،وفي مدن الناي ينام أبناءه .لا يوصلهم إليه سوى الضوء ورذاذ الماء .لهذا هم يشكروه في كل زمان ومكان .

ألمانيا في 5 تموز 2010



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مديح إلى شكسبير ..مديح إلى وحيدة خليل ........!
- بعاطفتي اشتعل...مراياك من تطفئني ...!
- آيات في الغرام ...وفلسفة القبلة ...!
- قمر في المزبلة .قمر في المفخخة ..!
- القاضي مدحت المحمود ( الصحفي رياض قاسم 4 إرهاب )
- نغم مندائي على شفاه الوردة .!
- الشعر ...من كؤوس الألهة الى شفاه المرأة ...
- الخبز والمصائر ...واللحظة الشهوة .!
- برجيت باردو ...قطة باريس .وفقمة الأغراء كله ......!
- اشتباكات الغرام في يوم وليلة........!
- الدكتاتور العالمي ...شرقي بامتياز..........!
- العراق والأطفال ومونيكا .!
- الحس واللمس والمداعبة .....!
- المنطقة الخضراء ...منطقة الناس الفقراء .......!
- جنوب المعدان ..جنوب الطليان .........!
- بريمر ...وطن البرحي والخستاوي.........!
- مافي الصدر ...ليس سوى المطر ............!
- الليلة ....ستهبط الالهة بأجنحة النخل وخبز الفقراء...!
- بروكسل ( قطة وحمالة صدر وجنوب ).....!
- الموت اشتياقا .والاشتياق موتاً و ( عضة الشفتين )..!


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نعيم عبد مهلهل - المندائية حلم الإنسان والماء والوضوء في الضوء........!