أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - نتنياهو ملك العالم














المزيد.....

نتنياهو ملك العالم


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3102 - 2010 / 8 / 22 - 11:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
نتنياهو ملك العالم
قرار الادارة الأمريكية وقرار الرباعية الذي يدعو الى عودة المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية بدون شروط مسبقة، جاء تلبية للشروط الاسرائيلية المسبقة دون الاشارة لذلك، وفي مقدمتها عدم تحديد مرجعية لعملية التفاوض، عدم وقف الاستيطان، عدم العودة الى حدود 4 حزيران 1967،عدم استئناف المفاوضات من النقطة التي وصلت اليها في عهد حكومة ايهود أولمرت، وغيرها، ويلاحظ أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد خضع لضغوطات نتنياهو وليس العكس، فقد تراجع أوباما عما طرحه في خطابه في جامعة القاهرة والذي تضمن شرط وقف الاستيطان، كما أن الدول العربية ترضخ لكافة الضغوطات الأمريكية والاسرائيلية بخنوع تام، وتثبت الأيام والأحداث صحة مقولة نتنياهو التي وردت في كتابه
Place between nations والذي ترجم الى العربية تحت عنوان "مكان بين الأمم"، ومقولة نتنياهو هي أن العرب يرفضون دائما ما يعرض عليهم ثم لا يلبثون أن يتكيفوا معه، ومع ان ما عرض ولا يزال يعرض على العرب لا يلبي الحد الأدنى من الحقوق العربية عامة والفلسطينية خاصة، الا أنه لا يخلو من تكيف النظام العربي الرسمي معه، وحزب الليكود اليميني المتطرف الذي يتزعمه نتنياهو منذ اكثر من اربعين عاما وهو يرفع في دعاياته الانتخابية شعار:" الليكود هو القادر فقط" أي انه الوحيد القادر على فهم العقلية العربية وكيفية التعامل معها، ويقوم هذا الفهم على أن كل شيء قابل للحل بالقوة العسكرية، وما لا يمكن حله بالقة العسكرية يمكن حله بقوة أكبر، أمّا دعاية حزب "اسرائيل بيتنا" الذي يتزعمه ليبرمان وزير خارجية نتنياهو فهو"ليبرمان يفهم العربية" والمقصود أن ليبرمان يفهم أن التعامل مع العرب فقط بالقوة العسكرية لأنهم لا يفهمون غيرها، لذا فان دعواته بتدمير السد العالي واغراق مصر بمياهه، وتدمير سوريا لاعادتها الى العصر الحجري، تأتي من باب هذا الفهم.
وقد مهدت أمريكا مسبقا بالعودة الى المفاوضات المباشرة من خلال الضغط الاقتصادي على السلطة الفلسطينية، وذلك بوقف مساعدات الدول المانحة، وقد استجابت الدول العربية- بدون اعلان- لذلك ، فهي لم تلتزم بدفع ما التزمت به في مؤتمرات القمة العربية، تماما مثلما هي ملتزمة فعلا بحصار قطاع غزة الى درجة التجويع.
وبما أن النظام العربي أسقط كافة الخيارات العربية، أو بالأحرى لا يملك ولا يطرح خيارا غير خيار المفاوضات، فقد ترك-اعلاميا- الأمر للسلطة الفلسطينية، لكنه حقيقة يمارس عليها ضغوطات للاستجابة لطلب امريكا واسرائيل بالعودة الى المفاوضات المباشرة، مع اسقاط كافة الالتزامات المطلوبة من اسرائيل حسب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، فلم يعد أمام السلطة الفلسطينية أية خيارات أخرى، فهي لا تستطيع مواجهة أمريكا واسرائيل اضافة الى ضغوطات الدول العربية، ومن هنا جاءت عودتها للمفاوضات المباشرة مكرهة.
ويبقى السؤال، هل ستحقق هذه المفاوضات نتائج تذكر خصوصا وان أمريكا ترى أن" تحقيق تسوية للصراع الشرق أوسطي مصلحة وطنية امريكية"؟ وبالتأكيد فان التاريخ أثبت أن المصالح الأمريكية مرتبطة بالمصالح الاسرائيلية، والمصالح الاسرائيلية تقوم على المشروع الصهيوني طويل المدى، والذي تتعدى أطماعه حدود فلسطين التاريخية، وهو مشروع يقوم على الاستيطان والتوسع، وهذا المشروع مستمر بخطى حثيثة، ويعمل على خلق حقائق على الأرض يصعب تجاهلها أو القفز عنها، فالاستيطان منذ اتفاقات أوسلو في ايلول 1993 وحتى الآن تضاعف عشرات المرات في الضفة الغربية وجوهرتها القدس، وهو متواصل ولم يتوقف يوما واحدا ، وهذا ما نشاهده بعيوننا رغم الحديث اعلاميا عن تجميد الاستيطان حتى 26 ايلول القادم.
واسرائيل التي تجيد فن ادارة الصراع بكفاءة عالية، لا يوازيها الا الجهل العربي- المعتمد على حسن نوايا الصديقة امريكا- في هذا المجال، تريد وقتا هادئا لاستكمال ما يمكن استكماله من مشروعها الاستيطاني وبالسرعة الممكنة،والمفاوضات هي احدى ساحات تحقيق كسب هذا الوقت، واذا ما تعرضت اسرائيل لضغوطات حقيقية من أجل الوصول الى نتائج ملموسة من هذه المفاوضات، فان نتنياهو لن يعدم الذهاب الى انتخابات جديدة، ستفرز حكومة جديدة، ولتعود الأمور الى نقطة الصفر من جديد، أو أن النظام العربي الرسمي سيجد الأعذار للرئيس الأمركي أوباما لأنه سيكون في العام الأخير لفترته في الرئاسة، وسيكون مشغولا في التحضير للانتخابات الأمريكية الجديدة، ولن يستطيع الصدام مع اللوبي اليهودي.
وتشكل العودة للمفاوضات المباشرة حسب شروط نتنياهو نصرا سياسيا كبيرا له ولحكومته ولحزبه، فقد استطاع اخضاع الادارة الامريكية والنظام العربي والعالم اجمع لشروطه، وهو بهذا يستحق أن يكون ملك اسرائيل، حيث ان اليهود المتدينين يؤمنون بأن اسرائيل التوراتية ستكون مملكة، لذا فانهم يطلقون على من يلبي سياساتهم "ملك اسرائيل" وقد سبق وأن اطلقوا هذا اللقب على اريئيل شارون رئيس الحكومة الاسرائيلية الأسبق، لكن طموحات نتنياهو تتعدى اسرائيل فربما الرجل يطمح بأن يكون ملكا للعالم، فهل سيصوت له العرب؟
22-8-2010



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احراق الأقصى ذكرى وعدم عبرة
- أخلاقيات الجيش المحتل
- زيارة الأقصى والطريق الى جهنم
- مأمن الله في رحاب الله
- ندوة اليوم السابع المقدسية في عام ونصف بالأرقام
- سيرة الأمكنة تقولها لنا القدس
- رواية شرفة الهذيان في ندوة اليوم السابع
- اذهب انت وربك وقاتلا
- هدم البيوت العربية سياسة اسرائيلية متأصلة
- احياء ذكرى غسان كنفاني في ندوة اليوم السابع
- على أعواد المشانق
- شكرا للعرب والمسلمين
- مجموعة(الساقطة) القصصية في ندوة اليوم السابع
- مشروعنا الثقافي– دار النشر الوطنية(5-7)
- مشروعنا الثقافي الفلسطيني-الآثار والموروث الشعبي
- الانفتاح الثقافي
- ابعاد النواب المقدسيين ظاهرة خطيرة ستتبعها خطوات أكثر خطورة
- الثقافة الديموقراطية
- د.سلام فياض والمشروع الثقافي
- هل يكره العرب والمسلمون أمريكا؟


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - نتنياهو ملك العالم