أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - الانفتاح الثقافي














المزيد.....

الانفتاح الثقافي


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5 - 14:18
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:

بدون مؤاخذة-

الانفتاح الثقافي

في لقاء عشرات المثقفين مساء 29-6-2010مع دولة رئيس الوزراء د. سلام فياض طرح دولته بكلماته القصيرة جدا في افتتاح اللقاء حول المشروع الثقافي الذي نريده قضية الثقافة الديموقراطية المنفتحة، وهذه قضية كبيرة يجب الانتباه لها، فقد تحدثنا في المقالة السابقة عن"الثقافة الديموقراطية" وسنواصل حديثنا عن الانفتاح الثقافي، وهذا يثير أسئلة كثيرة منها: هل نحن منفتحون ثقافيا أم منغلقون؟ وهل ثقافتنا منفتحة أم منغلقة؟ وهل الحديث عن الانفتاح الثقافي يدخلنا في الخوض في"بعبع" التطبيع الثقافي؟ ومن هو الآخر الذي سننفتح عليه ثقافيا؟ وما مدى انفتاحنا الثقافي على الثقافات الأخرى؟ وما مدى اطلاعنا على الثقافات الأخرى؟ وما مدى جديتنا في إطلاع الثقافات الأخرى على ثقافتنا؟ وهل الانفتاح الثقافي هو "العولمة" التي يتخوف البعض منها؟ أسئلة كثيرة كل واحد منها يحتاج الى دراسة بحثية حتى نصل الى تثبيت الموقف الصحيح وتعميمه.

فلو عدنا قليلا الى الوراء عندما سادت الثقافة العربية الثقافات العالمية، حينما كانت دولتنا قوية وتعرف ما تريد، فقد ذكرت كتب التاريخ أن الترجمات عن الثقافات الأخرى بلغت أوجها في عصر الخليفة العباسي المأمون، حيث كان يعطي المترجم وزن الكتاب الذي ترجمه ذهبا، وجاء تقرير اليونسكو هذا العام ليقول أن ما يترجم الى الاسبانية في العام الواحد يعادل ما ترجم الى العربية منذ عصر المأمون حتى الآن، وبما أننا من "أمة اقرأ" التي أصبحت لا تقرأ فان اكبر دور النشر العربية تطبع عشرة آلاف نسخة من المؤلفات الجديدة لمشاهير المبدعين والمفكرين، توزع في مختلف الأقطار العربية، بينما توزع كتاباتهم المترجمة الى لغات أخرى بملايين النسخ أمثال الراحلين ادوارد سعيد،نجيب محفوظ، محمود درويش وآخرين، كما أننا عالة على الثقافات الأخرى، حيث لم يخرج من بين ظهرانينا من ينتج ثقافة منذ ابن خلدون الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي سوى ادوارد سعيد.

ولا خلاف على أن الثقافة الانسسانية ملك للإنسانية جمعاء بغض النظر عن منتجها، سواء كان عدوا أو صديقا، فعلى سبيل المثال عندما قامت احدى دور النشر الاسرائيلية بترجمة رائعة الشهيد غسان كنفاني(رجال في الشمس)كتبت في التقديم(حتى المخربين يستطيعون ابداع أدب راق،فهذا المخرب خدم قضيته أكثر من كتيبة مخربين مسلحة)وأجمع النقاد على أن الراحل الكبير محمود درويش حمل القضية الفلسطينية، وخدمها اكثر من الدبلوماسية العربية، في حين أن المبدعين الآخرين حملتهم القضية الفلسطينية،وكلاهما كنفاني ودرويش كانوا يجيدون أكثر من لغة، واطلعوا على الآداب الأخرى بلغتها الأم.

ونظرا لانغلاقنا الثقافي فان اسرائيل والعالم الغربي يعلمون عنا كل شيء بينما لا نعلم عنهم الا القشور، وتقوم مراكز ابحاثهم بدراسة وتحليل كل ما يصدر في العالم العربي من مطبوعات بما في ذلك المناهج الدراسية في المدارس والجامعات، وبالتالي فهم يواجهوننا ثقافيا من خلال اطلاعهم على ثقافتنا، بينما يخشى بعضنا الترجمات عن العبرية مثلا خوفا من الوقوع في فخ"التطبيع" دون أن يعي أننا واقعون في فخ"التضبيع"، وحتى خطباء المساجد عندنا، فانهم في غالبيتهم عندما يتطرقون الى الآخر في خطبهم، فانهم يقعون في مغالطات محزنة، ليس عن قصد بل عن جهل.

كما أن طاحونة اعلام الآخر تقوم بتشويه صورتنا الانسانية عن قصد ومعرفة وعلم، ويؤثر في ذلك على شعوبنا المغيبة عن الحقائق، في حين نرى اعلامنا مغيبا عن نقل حقائقنا وواقعنا عن الشعوب الأخرى، فظهرنا في عيون تلك الشعوب كقتلة ومجرمين ومخربين مع أننا شعوبا وأوطانا ضحايا للقتلة والمجرمين والمخربين والارهابيين والاستعماريين، واذا ما كان التثاقف والتبادل الثقافي يقرب بين الشعوب، ويعزز السلم العالمي فما الخطأ في ذلك؟ فنحن ورثة حضارة انسانية عريقة، ولا نعشق الحروب،بل نحن كما قال شاعرنا(لا نعشق الموت ولكننا ندفع الموت عن أرضنا).وعملية التثاقف تستدعي الترجمة من الثقافات الأخرى الى العربية ومنها، لكن المحزن أن الثقافة تأتي في آخر اهتمامات النظام العربي الرسمي-مع الأسف- فهل انتبه د.سلام فياض الى ذلك عندما اجتمع بعشرات المثقفين الفلسطينيين واستمع الى آرائهم؟ وهذا ما اعتقده، ونحن في انتظار أن يعلق الجرس.

5-7-2010



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابعاد النواب المقدسيين ظاهرة خطيرة ستتبعها خطوات أكثر خطورة
- الثقافة الديموقراطية
- د.سلام فياض والمشروع الثقافي
- هل يكره العرب والمسلمون أمريكا؟
- حق الفلسطينيين في قدسهم لا نقاش فيه
- العرب وكأس العالم
- القناة الثانية في التلفزة العربية
- مجموعة مهرج فوق أسوار القدس في ندوة اليوم السابع
- سطوة العسكر وفقر الفكر
- ثلاثة وأربعون عاما والجريمة تتصاعد
- شكوى العبيد الى العبيد
- نتيجة حتمية للسكوت على اسرائيل
- مهرج فوق أسوار القدس والنهايات المقحمة
- رواية: عودة الموريسكي من تنهداته في ندوة اليوم السابع
- منع النقاب بين الحرية والفوقية
- اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين الشتات
- فلسطين والأردن توأمان سياميان
- نكبتنا واستقلالهم
- (في بلاد الرجال) في ندوة مقدسية
- رواية(في بلاد الرجال)


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - الانفتاح الثقافي