أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - هل يكره العرب والمسلمون أمريكا؟















المزيد.....

هل يكره العرب والمسلمون أمريكا؟


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3036 - 2010 / 6 / 16 - 08:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر – ايلول 2001 – واصوات كثيرة لسياسيين وكتاب وصحفيين ورجال اعمال وأناس عاديين، ترفع في أمريكا متسائلة:-
لماذا يكرهوننا؟ أي لماذا يكره العرب والمسلمون أمريكا؟
وللاجابة على هذا السؤال، دعونا نطرح سؤالين ونحاول الاجابة عليهما، وهما: هل يكره العرب والمسلمون أمريكا حقيقة؟ ومن الذي يكره الآخر؟
وفي الواقع أن جميع دول وشعوب العالم بمن فيهم العرب والمسلمون يعترفون بأن الشعب الأمريكي كان نجم الشعوب في القرن العشرين بدون منازع، وذلك من خلال التقدم العلمي الواسع والهائل الذي حققه في مختلف المجالات، هذا التقدم الذي دفع الاقتصاد الأمريكي الى أن يتربع على قمم الاقتصاد العالمي، وهو الذي قاد أمريكا بسرعة هائلة خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية لتكون امبراطورية عظمى، ولتتحول قبل نهاية القرن الماضي وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومجموعة الدول الاشتراكية الى امبراطورية خرافية تحرث العالم، وتسيطر عليه بقرن واحد هو القرن الأمريكي، وفي نفس الوقت فإن شعوب العالم أجمع استفادت من التقدم العلمي والتكنولوجيا الحديثة التي أبدعها الشعب الأمريكي، ومن ضمن هذه الشعوب طبعا الشعوب العربية والشعوب الاسلامية التي تعتبر بلدانها سوقا رائجا للصاناعات والمنتوجات الأمريكية، فلا يكاد بيت عربي أو اسلامي يخلو من منتوجات صناعية أمريكية كالسيارة أو احدى الاداوات الكهربائية مثل – الثلاجة، الغسالة، الراديو، التلفاز... الخ، وكثيرون منهم يرتدون وبفخر ملابس من صناعة المنسوجات الأمريكية، ويأكلون مواد غذائية أمريكية، ويشربون العصائر من الصناعات الأمريكية، بل أن شعوبا بأكلملها تعيش على القمح والذرة الأمريكية المستوردة، وكلّ هذه الاستهلاكات يشتريها المواطن العربي والمسلم عن طيب خاطر، مع وجود صناعات ومنتوجات من دول أخرى كاليابان، والصين، والدول الأوروبية الأخرى، وقد يفضلونها على منتوجات محلية أيضا.

وفي نفس الوقت فإن أمريكا تسيطر سيطرة شبه كاملة على منابع البترول العربي، وأن غالبية هذا البترول يتم استخراجه من قبل شركات أمريكية، أي أن أمريكا ربما تستفيد من البترول العربي أكثر مما تستفيد منه الدول المنتجة له، وقد يستغرب البعض لجهل في المعلومات، وبامكانه أن يسأل من يقيمون في أمريكا أو الذين زاروها، بأن مشتقات البترول تباع للمستهلك الأمريكي بسعر أقل مما تباع فيه للمستهلك العربي، علما بأن دخل المواطن الأمريكي يساوي أضعاف دخل المواطن العربي، كما أن الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات تجوب العالم العربي والاسلامي طولا وعرضا.

والمصالح الأمريكية في بلدان العالم العربي والاسلامي مؤمنة تماما من خلال اتفاقات ثنائية معقودة بين أمريكا وهذه الدولة أو تلك، كما أن التواجد العسكري الأمريكي يكاد يكون موجودا في مختلف الدول العربية والاسلامية، بما في ذلك القواعد العسكرية، حتى أن أكبر القواعد العسكرية الامريكية خارج أمريكا موجودة في دولة قطر التي تعتبر من أصغر الدول العربية والاسلامية مساحة وعدد سكان، والاساطيل البحرية الأمريكية تجوب الموانىء العربية والاسلامية، وتقدم لها كافة التسهيلات المطلوبة، ولا تواجه القوات الأمريكية أية مشاكل تذكر في الدول العربية والاسلامية، اللهم إلاّ في افغانستان وفي العراق، لأن أمريكا شنت حربا على هذين البلدين واحتلتهما ولا تزال بالقوة العسكرية مع ما صاحب ذلك من تدمير وقتل ونهب.

ومعروف أن الأراضي الأمريكية لم تتعرض لأي عدوان من العرب والمسلمين غير ذلك الهجوم الارهابي الذي شّنه أفراد من تنظيم القاعدة على نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من أيلول 2001، في حين ان امريكا احتلت ولا تزال أفغانستان والعراق وقصفتهما ودمرتهما بدون رحمة، كما أنها اعتدت على لبنان عام 1982، ولاحقا قصفت الطائرات الأمريكية ليبيا والصومال، كما دمرت بالصواريخ بعيدة المدى مصنعا للأدوية في السودان.

وأمريكا تساعد اقتصاديا وعسكريا اسرائيل التي لا تزال تحتل أراضي الدولة الفلسطينية منذ عام 1967 والجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية ، وترسانة اسرائيل العسكرية تعتمد على الصناعات العسكرية الأمريكية المتفوقة جدا، والتي تبدأ من الغازات المسيلة للدموع وبندقية ام 16 وانتهاء بطائرات السكاي هوك والفانتوم مرورا بمروحيات الأباتشي ودبابات الباتون،والقنابل الفوسفورية والعنقودية والنابالم، ومختلف أنواع التكنولوجيا العسكرية الحديثة، كما ان أمريكا توفر الغطاء السياسي لاسرائيل في المحافل الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي الذي استعملت فيه أمريكا حق النقض – الفيتو – مئات المرات لمنع إدانة اسرائيل، بل ان امريكا تسكت عن إرهاب الدولة الذي تمارسه الحكومة الاسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني ، وليتها تتوقف عند هذا الحد، فالرئيس الأمريكي السابق جورج دبليوبوش، اعتبر ارئييل شارون رئيس الحكومة الاسرائيلية الحالي رجل سلام بعد المجزرة التي ارتكبها ولا يزال في الأراضي الفلسطينية وخصوصا في مخيم جنين عام 2002 – علما أن بعض أبناء الشعب الاسرائيلي يعتبرون شارون ارهابيا،وادارة أوباما الخالية اعتبرت المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل ضد اسطول الحرية لفك الحصار عن قطاع غزة عملا"أمنيا" يندرج ضمن الدفاع عن النفس،والحكومة الأمريكية تسكت على جريمة العصر المتمثلة بجدار الفصل العنصري والتوسع الاحتلالي الذي يمزق أحشاء الضفة الغربية، ويحولها إلى كانتونات متباعدة، بل وتؤيد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية.

ومع ذلك فإن الشعوب العربية والاسلامية – باستثناء بعض الأفراد والجماعات كتنظيم القاعدة وهي قليلة العدد – معجبون بعظمة الشعب الأمريكي، ويمدون يد الصداقة اليه، بل إن الملايين منهم يحلمون بالهجرة الى امريكا والعيش فيها.

وإذا كنّا نأخذ على الأفراد والجماعات الذين يعادون أمريكا على مواقفها من القضايا العربية والاسلامية، والكثيرون منّا يناصبونها العداء، أو على الأقل لا تجد أفكارها قبولا عند غالبية العرب والمسلمين، فإننا نجد في نفس الوقت طاحونة الأعلام الأمريكي- وهي هائلة جدا- تقوم بتثقيف الشعب الأمريكي والعالم أجمع ضد العرب وضد الاسلام والمسلمين، بل وتقوم بتضليلهم، حتى أن غالبية الشعب الأمريكي بات يحسب أن العرب يملكون ويسيطرون على الاقتصاد العالمي، وأن كلّ عربي هو بمثابة مليونير، وأن كل عربي وكل مسلم هو بمثابة قنبلة قابلة للانفجار في أية لحظة لقتل المدنيين وتدمير المنشآت الاقتصادية، وهناك بعض المفكرين عدا عن الناس العاديين من أساؤوا للإسلام كدين وللنبي محمد صلوات الله عليه كنبي، ووصل بعضهم الى درجة وصف الفكر الاسلامي بالفكر النازي.

فهل يرى الحاكمون في أمريكا الخشبة التي في عيونهم قبل ان يروا القشة التي في عيون بعض العرب والمسلمين؟؟

وهل يملك البيت الأبيض الجرأة الكافية لاتخاذ سياسات متوازنة تجاه القضايا العربية والاسلامية حتى يتسنى لعقلاء العالم العربي والاسلامي أن يكبحوا جماح المتطرفين من أبناء شعوبهم؟

إننا نأمل ذلك، بل ونصلي من أجل تحقيقه ليسود السلام والعدل العالم أجمع، ومع كل الظلم اللاحق بنا كعرب ومسلمين إلاّ أننا لا نعادي امريكا ولا نعادي الشعب الأمريكي، وإن كنّا نختلف مع سياسة الادارات الأمريكية التي هي المحرض الرئيس على سياسة التطرف والعنف عندنا، والتي تلحق الضرر بنا أكثر مما تلحقه بأمريكا، فالكراهية والبغضاء ليست من ثقافتنا، بل هي دخيلة علينا.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق الفلسطينيين في قدسهم لا نقاش فيه
- العرب وكأس العالم
- القناة الثانية في التلفزة العربية
- مجموعة مهرج فوق أسوار القدس في ندوة اليوم السابع
- سطوة العسكر وفقر الفكر
- ثلاثة وأربعون عاما والجريمة تتصاعد
- شكوى العبيد الى العبيد
- نتيجة حتمية للسكوت على اسرائيل
- مهرج فوق أسوار القدس والنهايات المقحمة
- رواية: عودة الموريسكي من تنهداته في ندوة اليوم السابع
- منع النقاب بين الحرية والفوقية
- اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين الشتات
- فلسطين والأردن توأمان سياميان
- نكبتنا واستقلالهم
- (في بلاد الرجال) في ندوة مقدسية
- رواية(في بلاد الرجال)
- مفاوضات مصيرها الفشل
- مرمورة وأحكام قراقوش في ندوة اليوم السابع
- يحدث في المسجد الأقصى
- النقد الذاتي في الأول من أيار


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - هل يكره العرب والمسلمون أمريكا؟