أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - شكوى العبيد الى العبيد














المزيد.....

شكوى العبيد الى العبيد


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 10:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
شكوى العبيد الى العبيد
رحم الله زيتونة فلسطين وشاعرها الرحل عبد الكريم الكرمي(أبو سلمى) صاحب القصيدة الشهيرة التي مطلعها:
انشر على لهب القصيد****شكوى العبيد الى العبيد
والتي كتبها بعد أن أجهض القادة العرب اضراب الشعب الفلسطيني في ثورة العام، بناء على وعود الصديقة بريطانيا العظمى- التي كانت تستعمر فلسطين- بوقف الهجرات اليهودية الى فلسطين، وبما أن التاريخ يعيد نفسه مرتين، مرة على مأساة، ومرة على شكل ملهاة، فان المأساة والملهاة العربية تعود مرات ومرات، لأننا أمة لا تقرأ التاريخ، وان قرأته فانها لا تستوعب الدروس والعبر منه، ولعل خير مثال على ذلك هو الأزمة الحالية الناتجة عن اقتحام البحرية الاسرائيلية لسفن قافلة الحرية التي كانت متجهة الى قطاع غزة المحاصر حاملة مساعدات انسانية، فقتلت وجرحت العشرات، واقتادت السفن والناشطين الدوليين الذين كانوا على متنها الى الموانئ والسجون الاسرائيلية، فأوقعت اسرائيل نفسها في مواجهة مع العالم أجمع باستثناء العرب أصحاب القضية، ومما لا شك فيه لو أن اسرائيل التي تعتبر نفسها فوق القانون الدولي بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، ما كانت لترتكب هكذا حماقة لو كانت تعرف ما ستكون عليه ردة فعل الدول الأجنبية والرأي العام العالمي، لكنها وهي التي تسقط من حساباتها أي ردة فعل عربية رسمية، لعلمها بعدم وجود ردات فعل أصلا، لم تنتبه لردود الفعل الدولية، وماذا ستكون عليه؟ فنتنياهو صاحب نظرية(التكيف العربي) مطمئن تماما لضعف أو انعدام ردة الفعل العربي، لأن العرب حسب رأيه يرفضون ويستنكرون كل شيء، ثم لا يلبثون أن يتكيفوا معه، وها هو الموقف العربي لم يخيب نظرية نتنياهو فهولا يتعدى الشجب والاستنكار والادانة الخجولة، بينما كانت هناك ردود فعل ساخطة وغاضبة وقوية وحازمة ومهددة ومتوعدة من دولة مثل تركيا، التي تربطها باسرائيل معاهدات تحالف استراتيجي وعسكري، وقد كان خطاب السيد رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا ناريا وتحذيريا لاسرائيل واصفا اياها بما تستحقه على عملها الاجرامي، ومطالبا بايقاع عقوبات عليها،وواضح أن تركيا بشعبها المسلم تحاول التخلص من تركة كمال أتاتورك الذي سلخها عن محيطها وامتدادها الاسلامي بعد الحرب الكونية الأولى، وما نتج عنها من هدم وتفكيك دولة الخلافة العثمانية الاسلامية، وحاول ربطها بالعالم الغربي، غير أن التجربة التركية في التسعين سنة الماضية كانت كافية لاقناع تركيا بأن الغرب يرفضها، وأقرب مثال على ذلك رفض قبولها في مجموعة دول الاتحاد الأوروبي، مع أنها عضو في حلف شمال الأطلسي، وتركيا ذات التاريخ العريق دولة قوية عسكريا واقتصاديا، وهي دولة محورية ورئيسية في الشرق الأوسط، وتحاول أن تكون الدولة القائدة والرائدة في هذا الاقليم، خصوصا بعد أن تخلت مصر عن دورها القيادي والفاعل والمؤثر بوفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وانتهاء دور العراق القيادي باحتلاله في العام 2003فان الباب بات مفتوحا أمام ايران وتركيا لاستلام هذا الدور بدون منازع، خصوصا وأن اسرائيل لا يزال قادتها يرفضون أن يكونوا جزءا من الشرق الأوسط، ويتذيلون للعالم الغربي الذي يوفر لهم القوة العسكرية والاقتصادية، لاعتبار اسرائيل ذراعهم وقاعدتهم المتقدمة في المنطقة، والجاهزة لقمع أي بادرة للخروج عن التبعية العمياء للغرب، ومهما كانت أهداف تركيا الا أن أحدا لا يستطيع تجاهل دورها الايجابي في المنطقة وتحديدا من السياسة الاسرائيلية اللا عقلانية والقائمة على استعمال القوة العسكرية المفرطة ضد المدنيين، والتي لم تكن الحرب على غزة في آواخر عام 2008 آخرتها، وجاءت قافلة الحرية وبمشاركة ناشطين وبرلمانيين دوليين من أكثر من اربعين دولة لاغاثة قطاع غزة المنكوب والمحاصر، وما تعرضت له من عدوان اسرائيلي، لتكشف عقم السياسة الاسرائيلية، ولتعري الدعاية الاسرائيلية المضللة للعالم، ولتفضح مواقف حكومات داعمة لاسرائيل أمام شعوبها، فما قامت به اسرائيل بدءا من احتلالها واستمراره للأراضي العربية، ومرورا بحروبها وحصارها الجائر لقطاع غزة وليس انتهاء باحتلال سفن الاغاثة الدولية، يشكل خرقا فاضحا للوائح حقوق النسان، ولاتفاقات جنيف الرابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الاحتلال العسكري، تماما مثلما هي خرق للقانون الدولي، لكن اسرائيل ما كانت لتقدم على حماقتها هذه لو كانت تعلم بردة فعل العالم على هذا التصرف الأرعن، وها هي تركيا تواصل استغلال هذه القضية قولا وفعلا لانهاء الحصار على قطاع غزة، لكن الدول العربية لم ترتق الى مستوى ردة الفعل التركية، ولم تعمل ما يرضي شعوبها، وما يمليه الواجب القومي والديني والانساني عليها في قضية يفترض أن تكون قضيتها الأولى، لما لها من أبعاد على أمن واستقرار شعوبها ودولها، وموقف الدول العربية الذي لم يرتق الى مستوى الحدث كان سببا كافيا لمواصلة أمريكا ضغوطاتها في مجلس الأمن الدولي، ليقتصر دوره على بيان هزيل من رئاسة المجلس، في حين لو أن دولة أخرى ارتكبت ما ارتكبته اسرائيل في المياه الدولية، لكان سببا كافيا لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يتيح استعمال القوة ضد الدولة المرتكبة للجريمة، لكن يبدو أن الدول العربية ما زالت تبني آمالها على الثقة بما ستعمله(الصديقة)أمريكا بهذا الخصوص، ليعيد الى الذاكرة اجهاض أطول اضراب في التاريخ في العام 1936، ولتبقى شكاوي الفلسطينيين المحاصرين للقادة العرب شكاوي عبيد الى عبيد كما قال الراحل أبو سلمى قبل خمسة وسبعين عاما.
2-6-2010



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتيجة حتمية للسكوت على اسرائيل
- مهرج فوق أسوار القدس والنهايات المقحمة
- رواية: عودة الموريسكي من تنهداته في ندوة اليوم السابع
- منع النقاب بين الحرية والفوقية
- اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين الشتات
- فلسطين والأردن توأمان سياميان
- نكبتنا واستقلالهم
- (في بلاد الرجال) في ندوة مقدسية
- رواية(في بلاد الرجال)
- مفاوضات مصيرها الفشل
- مرمورة وأحكام قراقوش في ندوة اليوم السابع
- يحدث في المسجد الأقصى
- النقد الذاتي في الأول من أيار
- المسكوبية رواية الألم والعذاب في ندوة اليوم السابع
- مرمورة وأحكام قراقوش قصة أطفال تثير تساؤلات
- امرأة من هذا العصرفي ندوة اليوم السابع
- رواية(ياقوت النهر)لمحمد ابو ربيع في ندوة اليوم السابع
- امرأة من هذا العصر رواية الحب الأنثوية
- رواية الوجوه الأخرى في ندوة اليوم السابع
- القدس مدينة التعددية الثقافية ستفقد هويتها العربية الاسلامية


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - شكوى العبيد الى العبيد