أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - الثقافة الديموقراطية














المزيد.....

الثقافة الديموقراطية


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3051 - 2010 / 7 / 2 - 10:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:

بدون مؤاخذة-

الثقافة الديموقراطية

في لقاء دولة رئيس الوزراء د.سلام فياض يوم 29-6-2010 مع عشرات المثقفين للاستماع للطروحات حول المشروع الثقافي الذي نريد، طرح قضية الثقافة الديموقراطية، فهل هناك ثقافة ديموقراطية وثقافة ديكتاتورية؟ أم أن المقصود هو ضمان حرية الرأي والكتابة والنشر للمثقفين دون حسيب أو رقيب؟ فالديموقراطية تربية وسلوك وليس صندوق انتخابات فقط ، وعند الحديث عن الديموقراطية والديكتاتورية يتبادر الى الذهن ممارسات النظام والحكومة، كونهم السلطة التنفيذية، لكنهم قلة من ينتبهون الى ممارسات المثقفين بهذا الخصوص، فعلى سبيل المثال: هل كانت انتخابات الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين الأخيرة حرة ونزيهة، من حيث الترتيب والاعداد والتوقيت، وتوجيه الدعوات لأعضاء الاتحاد، أم أنها كانت كولسات ومؤامرات فغضب من غضب ورضي من رضي واستقال من استقال، وغير ذلك؟ وهل النقابات تمارس اديموقراطية في ترتيب أمورها وانتخاب هيئاتها الادارية دون تدخل متنفذين في تنظيمات لتغليب فئة متجانسة-وقد يكون التجانس على باطل- على فئة أخرى، أعرف شخصا متعلما وذكيا وظيفته النصب والاحتيال والسرقة بشكل يومي ومستمر لسنوات، ولا يمارس أي عمل في مجال تخصصه العلمي، وهو عضو في أكثر من مؤسسة خيرية أو اجتماعية، وعضو منتخب في الهيئة الادارية لنقابته، مع انه سبق وسرقها واحتال عليها وعلى غيرها بشهادة الشهود والوثائق التي تدينه، ومع انه معروف للقاصي والداني الا أنه يجد دعما من اتجاه سياسي مع انه مشكوك الى درجة اليقين بصدق انتمائه، ولم يعترض أحد على ترشيحه، ولم تجر محاسبته رغم الشكاوي المقدمة ضده، فهل هذه تندرج ضمن ديموقراطية"المتعلمين"؟.

ويبقى السؤال حول مدى ممارسة المثقفين قولا وفعلا للديموقراطية، وحول دورهم التوعوي في التربية الديموقراطية، فالنظام الأساسي- الدستور- يضمن الحريات الديموقراطية، يضمن حرية الرأي وحرية التعددية الفكرية وحرية المعتقد، وحرية الرأي والنشر واستقلالية الصحافة، ويضمن حقوق المرأة والطفل...الخ، لكن أين دور المثقفين؟

ننتقد وبحدة الترهل وممارسة البعض للفساد في مؤسسات السلطة، وهذا حق في سبيل الوصول للأفضل، لكن المؤسسات الثقافية أيضا تعاني من الترهل وعدم الانضباط وممارسة الفساد، حتى بات عندنا ما يشبه"المافيا الثقافية" ولا تجد من يحاسبها، أو يحاسب القائمين عليها، فمثلا عملية نشر الكتب تتم بناء على المحسوبيات والعلاقات الشخصية أو التنظيمية، وليس بناء على صلاحية المادة المنشورة، ومن لا يملك هذه "المقومات"عليه ان ينشر على حسابه الخاص، أو أن يبقى نتاجه حبيس الأدراج، وهذا لا يقتصر على المؤسسات المدنية فقط بل يتعداها الى المؤسسات الرسمية كوزارة الثقافة، أعرف كتابا طبعوا كتبا لهم على نفقتهم الخاصة، وتقدموا بطلبات لوزارة الثقافة كي تشتري منهم مائتي نسخة كمساهمة في تغطية التكلفة، ولم يتلقوا اجابة على طلبهم، وواحد منهم تلقى اجابة شفوية من موظف كبير بالايجاب بعد موافقة رأس الوزارة، وبعد ايام تم التراجع عن الموافقة لأن اللجنة المختصة رفضت ذلك بحجة وجود أولويات، وعدم وجود أموال، فهل اللجنة المذكورة مؤهلة للقيام بتحديد الأولويات؟ وهل حقا لا توجد أموال، خصوصا وأنه تم بعد ذلك طباعة وشراء كتب لأشخاص معينين؟

وبعض مؤسسات المجتمع المدني الثقافية ان لم نقل جميعها تتلقى تمويلا من جهات اجنبية ضمن شروط الجهة المانحة التي تتعارض والمصالح العليا للشعب والقضية، فهل يندرج هذا ضمن الممارسة الديموقراطية للمثقفين؟ وما هو موقف المؤسسة الرسمية من ذلك؟

وبعض المؤسسات الصحفية تمارس سياسة قمع الحريات الفكرية من خلال رقابة ذاتية، لا علاقة للمؤسسة الرسمية بها، فتمنع النشر لبعض الكتاب واصحاب الرأي إما لعدم التوافق السياسي، أو لمزاجية المحرر الصحفي بناء على العلاقات الشخصية، حتى أن أحد الصحفيين لا يزال يفاخر بأنه كان يمنع نشر بعض الرسومات الكاريكاتورية للشهيد ناجي العلي، فهل المثقفون في غالبيتهم غير مقتنعين بالممارسة الديموقراطية، أم أنهم يجهلونها؟ والا فما هو تفسير أن بعض المثقفين يقومون بدور تحريضي -سواء كان بقصد أو دون قصد- في تغذية الخلاف والانشقاق على الساحة الفلسطينية، كما أن بعض المثقفين يكتبون متهمين من لا يوافقهم الرأي بالخيانة والكفر، صحيح أننا لا نزال في مرحلة تحرر وطني، فوطننا لا يزال يرزخ تحت احتلال بغيض أهلك البشر والشجر والحجر، لكن هذا لايمنع من اقامة البنى التحتية للدولة العتيدة، وهذا ما نوه له د. سلام فياض في نهاية اللقاء آنف الذكر، وعلى المثقفين أن يساهموا قولا وفعلا وبنزاهة ومصداقية في ترسيخ القيم الديموقراطية النابعة من تراثنا القومي والديني، والاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى في هذا المجال بما يخدم المصالح العليا لشعبنا وقضيتنا.

2-7-2010



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د.سلام فياض والمشروع الثقافي
- هل يكره العرب والمسلمون أمريكا؟
- حق الفلسطينيين في قدسهم لا نقاش فيه
- العرب وكأس العالم
- القناة الثانية في التلفزة العربية
- مجموعة مهرج فوق أسوار القدس في ندوة اليوم السابع
- سطوة العسكر وفقر الفكر
- ثلاثة وأربعون عاما والجريمة تتصاعد
- شكوى العبيد الى العبيد
- نتيجة حتمية للسكوت على اسرائيل
- مهرج فوق أسوار القدس والنهايات المقحمة
- رواية: عودة الموريسكي من تنهداته في ندوة اليوم السابع
- منع النقاب بين الحرية والفوقية
- اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين الشتات
- فلسطين والأردن توأمان سياميان
- نكبتنا واستقلالهم
- (في بلاد الرجال) في ندوة مقدسية
- رواية(في بلاد الرجال)
- مفاوضات مصيرها الفشل
- مرمورة وأحكام قراقوش في ندوة اليوم السابع


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - الثقافة الديموقراطية