أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - زيارة الأقصى والطريق الى جهنم














المزيد.....

زيارة الأقصى والطريق الى جهنم


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3096 - 2010 / 8 / 16 - 11:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
زيارة الأقصى والطريق الى جهنم
أثار وزير الأوقاف المصري منذ ايام زوبعة عندما دعا المصريين والمسلمين لزيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى، وقد تباينت الردود بين موافق ومعارض، وعقدت ولا تزال عشرات الندوات على الفضائيات، وكتبت مئات المقالات حول الموضوع، فأين نحن من هذا الحراك- خصوصا وأننا أصحاب البيت-؟
ولا أعرف مدى معرفة المتحمسين لدعوة الوزير المصري لما يجري في القدس، خصوصا وأن وسائل الاعلام العربية في غالبيتها تبتعد عن نشر حقائق ما يجري في القدس، كي لا تتهم بالتحريض حسب الباروميتر الأمريكي والاسرائيلي، في نفس الوقت الذي تمارس فيه اسرائيل سياسة التهويد والتطهير العرقي في المدينة علنا وعلى رؤوس الأشهاد، حتى وصل الأمر برئيس الحكومة الاسرائيلية أن يعتبر البناء اليهودي الاستيطاني في القدس العربية المحتلة كالبناء في تل أبيب، أي أن القدس مدينة يهودية محررة في حرب حزيران 1967 من الاحتلال العربي، ومع أن الموقف الاسرائيلي مخالف للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن، ولا يحظى باعتراف أيّ دولة في العالم بما في ذلك أمريكا، إلا أن اسرائيل ترى أن قرار الكنيست-البرلمان- الاسرائيلي بضم القدس في 28حزيران 1967فوق القانون الدولي وفوق القرارات الدولية، وهذا ديدنها في مختلف القضايا، يساعدها في ذلك الدعم الأمريكي اللامحدود لها سواء كانت ظالمة أو مظلومة- وهي ظالمة دائما-ويساعدها الصمت العربي والاسلامي ايضا.
واسرائيل التي قامت على أسس دينية توراتية، تنطلق من منطلقات دينية يهودية، حيث لا تعترف بالديانتين السماويتين الأخريين- المسيحية والاسلام- وممارساتها تؤكد ذلك من خلال تدمير وتجريف دور العبادة والمقابر والآثار لأتباع هاتين الديانتين، وخير دليل على ذلك التجريف الجاري حاليا لمقبرة مأمن الله-ماميللا- في القدس، ومن نفس المنطلقات الدينية فان اسرائيل لا تعترف بوجود أماكن عبادة للديانات الأخرى، بما في ذلك المسجد الأقصى الذي تعتقد أنه مقام على أنقاض الهيكل المزعوم، وبالتالي فان الحفريات التي تنخر أساسات هذا المسجد كما تنخر أحشاء القدس القديمة تأتي ضمن البحث عن أيّ أثر يهودي، وما عدم هدم المسجد الأقصى الا مسألة وقت حتى تحين الظروف المناسبة سياسيا ودوليا، وما عدم التصريح بذلك رسميا الا من باب العلاقات العامة في فن ادارة الصراع التي يجيدها الاسرائيليون بكفاءة عالية.
ومن هذه المنطلقات فان اسرائيل أغلقت القدس منذ نهاية شهر آذار-مارس-1993 وحاصرتها لتمنع تواصلها مع محيطها الفلسطيني وامتدادها العربي، وهي تمنع المؤمنين الفلسطينيين من أبناء باقي الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة مسلمين ومسيحيين، من الوصول الى مقدساتهم لآداء الصلوات، بما في ذلك ايام الجمعة للمسلمين والأحد للمسيحيين، وفي أوقات كثيرة تحدد أعمار من تسمح لهم بدخول الأقصى من أبناء القدس نفسها، فتسمح لمن تجاوزوا سن الخمسين فقط ، في نفس الوقت الذي تسمح فيه لليهود وللسياح من مختلف أصقاع الأرض بدخوله، وتعطي مرات كثيرة تصاريح لجماعات يهودية دينية متطرفة بدخول الأقصى تحت حراسة أمنية مشددة للصلاة في المسجد الاسلامي.
وما ترحيب اسرائيل بدعوة وزير الأوقاف المصري إلا خطوة ذكية لأنها تمثل- في حال تنفيذها- اعترافا رسميا وشعبيا عربيا واسلاميا بسيادة وسلطة اسرائيل على المسجد الأقصى وعلى المدينة المقدسة، ويخطئ من يعتقد انها تأكيد على اسلامية المسجد العظيم الذي تشد اليه الرحال، أو أنها من أجل دعم الفلسطينيين والمقدسيين منهم خاصة.
وواضح أن الوزير المصري لا يجهل ما يخطط للمسجد الأقصى، عندما أبدى مخاوفه من أنه سيأتي يوم "لن نجد فيه شيئا" أي لن نجد المسجد الأقصى، فهل تأتي دعوته لزيارة الأقصى من باب ما خاطب به الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود أحد القادة العرب عندما زار فلسطين عام 1927وقصد المسجد الأقصى للصلاة فيه قائلا:
المسجد الأقصى أجئت تزوره***أم جئت قبل الضياع تودعه
واذا ما أحسنّا الظن بدعوة الوزير، فان الطريق الى جهنم معبد بالنوايا الحسنة.
وواضح أن البابا شنودة بابا الكنيسة القبطية في مصر يعي تماما الأطماع الاسرائيلية في القدس منذ بداية وقوع المدينة تحت الاحتلال، لذا فانه حرم على أتباع كنيسته زيارة المدينة ودور عبادتها قبل تحريرها من الاحتلال.
والأقصى لا ينقصه المصلون، لكن ينقصه من يحميه ويضمن سلامة وصول المؤمنين للصلاة فيه، ومشكلة الأقصى والقدس ليست مشكلة صلوات بمقدار ما هي مشكلة سياسية بحاجة الى حل، ولا حلول بدون عودة هذا المسجد -الذي هو جزء من العقيدة الاسلامية- ومدينة القدس الى السيادة والسلطة العربية الفلسطينية.
16-8-2010



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأمن الله في رحاب الله
- ندوة اليوم السابع المقدسية في عام ونصف بالأرقام
- سيرة الأمكنة تقولها لنا القدس
- رواية شرفة الهذيان في ندوة اليوم السابع
- اذهب انت وربك وقاتلا
- هدم البيوت العربية سياسة اسرائيلية متأصلة
- احياء ذكرى غسان كنفاني في ندوة اليوم السابع
- على أعواد المشانق
- شكرا للعرب والمسلمين
- مجموعة(الساقطة) القصصية في ندوة اليوم السابع
- مشروعنا الثقافي– دار النشر الوطنية(5-7)
- مشروعنا الثقافي الفلسطيني-الآثار والموروث الشعبي
- الانفتاح الثقافي
- ابعاد النواب المقدسيين ظاهرة خطيرة ستتبعها خطوات أكثر خطورة
- الثقافة الديموقراطية
- د.سلام فياض والمشروع الثقافي
- هل يكره العرب والمسلمون أمريكا؟
- حق الفلسطينيين في قدسهم لا نقاش فيه
- العرب وكأس العالم
- القناة الثانية في التلفزة العربية


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - زيارة الأقصى والطريق الى جهنم