أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - هاي زوربا.. هاي زوربا














المزيد.....

هاي زوربا.. هاي زوربا


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 3099 - 2010 / 8 / 19 - 22:48
المحور: الادب والفن
    




وقفت أمام بيوت الشمع التي إمتلأت بها أصابع النحل
كانت القديسة تتوسط ذلك المكان وتضع أحدى يديها على صدرها من أنها ستدعو الله أن يحفظ الراحلين وهم يتجهون إلى المنافي الأبدية قهراً ،،
أطلت وقوفي لأفترس البيت الصغير الذي حوى تلك المملكة وكانوا الذين ورائي من أجناس مختلفة يؤدون أمامها طقوسهم بسرعة وبسرية ويتجهون إلى الحافلة التي أقلتهم من مناطق مختلفة لكنها متشابهة الأشكال
من أفقي البعيد أخذت حيزاً من البيت الذي أسكنه وتطلعت بالغياب الحضور الذين أوصوني بوصاياهم حين حملتني حقيبتي لتلك البقاع ...
في تلك اللحظة لم أستطع إستكمال تلاوة تلك الرغبات حتى دق على كتفي رجل الحدود اليوناني يريد أن أغادر مكاني ليضع لي تأشيرة السماح للمرور عبر أراضيه ،، وجدت أن وقفتي تلك بعد أن لسعني أول ضياء للشمس قد تجاوزت مداها بزمن طويل ووجدت أيضا بعد ذلك أن من كانوا معي قد أقلوا الحافلة وكانوا بأنتظاري إذ أن الأسئلة التي ألقت علي من ضابط الحدود كانت كثيرة ومتنوعة لكني في النهاية قد إستكملت معه مامطلوب وقبل أن أتجه للحافلة رفعت له قنينة الماء وكأني أرفع قدح تلك العاهرة التي ظلت تصيح على شاطئ اللينينيت:هاي زوربا ... هاي زوربا
صفق من في الحافلة لعودتي وبالمقابل سررت لأنسانيتهم المفرطة التي أخفاها سابقا عني ذلك الجدار العازل الذي أوجدته السياسة والدين ،
كانت جليستي قرب النافذة قد طوت من الأعلى رأس الصفحة التي تقرأ بها وخلعت نظارتها وبادلتني الإبتسامة ومدت أصابعها وبدأت بفرك يدي هي تريد أن تبعث بنفسي الطمأنينةَ من أنني في المكان الآمن لكن هاجسي الشيطاني يريد أن أبدأ بأشياء أخرى ،
نَهضت وخاطَبت الجلاس في الحافلة وأخبرتهم بأنها تقيم على شرف تلك الرحلة وليمة للجميع حال وصولنا لضواحي سالونيك ،
صفقوا لها وقبلوا بعضهم البعض بل إحتفلوا مقدما حين نهضوا ليؤدوا رقصة يونانية شهيرة ، قطعا قلت لنفسي ليس الطعام الذي دفعهم لذلك بل روح الجماعة التي لاتكتمل الأنا إلا بها ،
وددت أن تعيد عصر يدي لأنها لازالت في مناى عن كتابها وأنا بي رغبة أن ترتفع أمواجي وأن أرى شمسي سكرى وراء قطيع الخنازير الذي يتقافز في الحقول وأن أرى ألوانا أخرى للعشب الممتد من الساحل للساحل وخلسة قربت أصابعي من أصابعها ولم تكن المسافة بين إصبعينا غير طرفة عين لأجلس على عرش بلقيس وتنهدت حسرتي بأذنها وهمست:هاي زوربا ..هاي زوربا
كانت شرائح الذهب الأصفر تنسدل فوق الرقبة الياقوت
وكانت الأهداب القمحية تسترخي على زرقة العيون
وكان لخيالي فرصته أن يصل إلى البلور والماس والمصابيح السخية حين تهدلت حمالة النهدين وصفعت الأضواء بعضها البعض لتمس بهما جسدي فترطب نقائضي وتخلق لي عالما جديدا ،
مددت فمي لفمها وتركته معها بمقدار ذلك الزمن الذي وقفت به أمام بيوت الشمع وعاد الركاب في الحافلة وهم يصفقون لكلينا ويرددون: هاي زوربا ..هاي زوربا ومضت المسافة بي بعيدا ووجدتك يانيكوس ويا بودلير .. وجدتكما
ويارامبو وهذا التفاح الذي لايؤكل إلى مع الصواعق
وحين أتت تلك القوى الغيبية الخارقة كانت الأشياء تود أن لاتكون إلا ساكنة صامتة وأن لايبقى أمام الشاطئ ماهو ماثل للعين ،،
توقف الحافلة في ريستورانت أوراق اللوز وأشارت الأنسه أن تُعد الموائد، التقينا جميعا محتفين بالأطباق الرومية والشراب الدافني وكنا نرفع الكؤوس ونغني ها زوربا ها زوربا في حين ظلت ترفع لنا كتابها وتغني ها زوربا .. ها زوربا حينها أعتقدت لاضير من إعادة تقبيلها وطي جسدها بين يدي ولو حضر زوربا
رفعت رأسي ودعوت القديسة أن تعيد الدعاء لله
ليكون لي في كل يوم منفى كي أستطع إستكمال تلاوة من أوصاني بتلك الرغبات بعد أن إستكملت رغبتي حاجتها تحت أشجار اللوز ،،

[email protected]



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعدي يوسف يبحثُ عن جنةٍ أخرى منسيةٍ في برلين
- سفاهات مقصودة وجدل حكيم
- أعلنَ في الباطن الضوئي عن ذلك
- إسطوانات قرياقوس...وعمي يبياع الورد كُلي الورد بيش كُلي
- لا دلالة لبقاء المزيد من الماء المالح في العين
- ملجأ ما ينتمي إليه هذا العالم
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-10
- أبقى لنهايات العمر ثمرة ناضجة ونهاية سعيدة
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-9
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-8
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-7
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-6
- هُناك من ينتظر ..
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-5
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-4
- في اللحظات التاريخية المهمة ولدت الحداثة الشعرية-3
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-2
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-1
- منام هادئ عند حيّ جميلة
- هؤلاء أصحاب حاجة بعيدة


المزيد.....




- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - هاي زوربا.. هاي زوربا