أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-5














المزيد.....

في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-5


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 11:57
المحور: الادب والفن
    


توسعت حلقة الحداثة الأوربية لتظم جيلا بعد جيلا وتشترك هذه الأجيال ليمثل كل جيل عصره على المستوى النسبي ولتمثل هذه الأجيال القفزات الحداثوية في الشعر الأوربي مذ خروج الثلاثي (رامبو- بودلير – مالارمية ) الى العالم مبشرين بوضع الخيال بدلا من الواقع وتمرويةالوضوح وتحت تأثير الأسس الفلسفية والميتافيزيقية وكان الإهتمام الثر لهذه الحداثة الأوربية وعلاوة على ماكتب من نصوص مغرقة بنصاعة الحلم وبالوجد العميق للتوتر وقدموا تلك المفردات المترعة باليأس والإحباط والموت والتي كانت كأوليات لمفردات إستلهم منها المحدثون العرب نظامها المشابهة لتصوير ظلامية الروح الإنسانية ورغبتها بالتمرد فزخر القاموس الجديد لرواد الحداثة (شعر ) بالمئات من المفردات الجديدة والتي أستخدمت قبل ذلك إستخداما يتلائم مع تصور المحدثين الأوربيين لحاجتها لبناء شخصيتهم الشعرية الجديدة ،
يكفي أن نحصي مابأزهار الشر للذهاب بتعريف بودلير إلى الهاوية ويكفي أن نحصي من تلك المفردات الجديدة مابمدينة رامبو :
(هكذا أطل من نافذتي وأرى أشباحا جديدة تدور في دخان الفحم الأزلي الكثيف ) ومن تلك الموجعية يتحرر الجمال من الدمار والقبح وليس بأقل حال تلك الإستخدامات المتشعبة مع مالارمية والجيل الذي تلى من الشعراء الأوربيين وفق ذلك التنافر في الإداء في شكل القصد وأسلوب التعبير عنه حين هرب المحدثون الأوربيين من اللغة المحددة الأبعاد وبالتالي من موسيقاها الصارخة ومن جزئيات المعاني لتوليد اللغة المنشطرة ضمن علاقاتها المشحونة بالمتغيرات اللحنية ،،
لقد تبلورت عدة عوامل لقبول الجديد الأوربي على مستوى الفكر أولا وعلى مستوى الأشكال الأدبية الأخرى ثانيا وقد ساهمت حركة الترجمة ونشاط الإستشراق وقيام التجمعات العلمية والأدبية والجدل الفلسفي في تنشيط أواصر اللقاء مابين الغرب والشرق ولابد من حصيلة منها يلتقي عندها الطرفان إلا وهي إنتهاك القديم بفعل الجديد الحيوي الذي واكب النظريات الفكرية والإقتصادية والإجتماعية وحل من عقدة الخوف واليأس في مواجهة الأزمات النفسية ، ولاشك أن المجتمع العربي كان بحاجة لتثوير وجوده واليقضة من غفوته إذ أصبح ذلك شكلا من الأشكال العضوية لتطوره ضمن أغلبية ساحقة تسعى لحياة إنسانية كريمة تستطع من خلالها الوصول لغاياتها الروحية
كل ذلك مهد ولو بشكل بطئ لقبول هذا التغيير وقبول متحسساته فقد إتجه النص الجديد الى إكتساب المقدرة الرمزية والإيحائية حين حرر إنفعاله من الإطمئنان وجعله خصما له وحين إختلطت في نفس الشاعر مؤثرات التجارب البشرية فلم يعد الشاعر يحفل بالمكان ولا التعبير عن الزمان وفق مدلولات أحداثه بل عبربهما إلى عزلة أمنه يستطع من خلالها تفكيك وجوده ومسخه ثم العودة لذاته وبعثها من جديد ،
فقد تصدى المحدثون لكل شئ أتاحت لهم مخيلتهم الشعرية وأسسوا لهم طقسية جديدة تحمل الخصوصية في طعمها ومذاقها
تحدث بودلير عن السر والسياب قارب إكتشافه ومالارميه عن السحر وأدونيس نجم بخياله فأخضعه وتلذذ رامبو بالسحر والألغاز وغاب الكل في تأمل عميق للإحساس الأمثل بالإيحاء بدلا من الفهم الذي يستدعي العقلانية في الترتيب ،
بالمقابل وجد النقاد العرب الذين لازموا فترة الحداثة العربية أنه لابد من الإرتباط مع العالم وذلك عن طريق فهم تلك المتغيرات في الشعر الأوربي مادامت الحداثة العربية قد أرست قواعدها كبنى شعرية جديده تعبر عن شعر المستقبل فأسهموا بالنقد والتحليل عبر التأكيد أن الذي يحدث للشعر خاصة وللمنظومة الفكرية عامة هو ليس حدثا عابرا بل يستحق التسمية بأعتباره ثورة في الشعر الحديث وقد خدم النقاد العرب ثورة الحداثة الجديدة كونهم رافقوها مرافقة وليدية وتجانسوا وأطروحات مؤسسيها ومناصريها
رغم إنقسام الإتجاهات الثقافية بين معسكرين
ممثلا بالتراث العربي الإسلامي والإتجاه الغربي ومادياته ،

[email protected]
شاعر عراقي- مقيم في قطر



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-4
- في اللحظات التاريخية المهمة ولدت الحداثة الشعرية-3
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-2
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-1
- منام هادئ عند حيّ جميلة
- هؤلاء أصحاب حاجة بعيدة
- كل ماحولنا يشير
- لم يبق من الخرافة غير ذيلها
- في تقدير الساعة المؤقتة
- نتكون مانشاء
- لا حاجة لعرض بيانات أو البحث تحت رأس نعامة
- رئة فاسدة وغيبة كذوب
- يقطف أعمار الناس بعجالة
- إن دق عند رأسها جرس أو ضرب جسدها بمطرقة
- مُشبك لقبعة وبروش لزهرة شومي
- ينجو هولاء القلة من قيودهم
- جاء سارتر والذباب إلى المقصلة
- ملامح من أصل النار في الأداب اليونانية القديمة
- عبد الله...
- لن تروى كقصة أو تدر كعاطفة


المزيد.....




- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-5