أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - تبادل للسلطة أم تبادل للرأي














المزيد.....

تبادل للسلطة أم تبادل للرأي


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 939 - 2004 / 8 / 28 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تلاقت الأحزاب السياسية السورية من يمينها إلى يسارها في طرح موضوعة تداول السلطة منذ بداية رئاسة بشار الأسد ( للج ملكية ) السورية وهذه المسألة الحيوية، والمحّقة، تعني إذا ما جاء يوم وفُرجت، إنهاء احتكار حزب البعث لقيادة البلاد- بعد أن قادها لما ينوف عن الأربعة عقود إلى التهلكة الوطنية، و الاقتصادية، والقيمية، والحضارية – وأعادها بنجاح باهر إلى ما قبل السياسة والعقل بما يعني عودة إلى الانتماءات الماضوية من طائفية وعشائرية ومناطقية وغير ذلك..! ومسألة تداول السلطة تتطلب بداهةً تعديلاً جذرياً للدستور المعمول فيه و الذي يكرِّس تفرّد حزب البعث بصفته حزباً قائداً للدولة والمجتمع..‍ وليس هذا موضوع المقال بل موضوعنا منحصرٌ في تلك المفارقة المعروفة، والملموسة، والمتجلّية بكل وضوح، وصفاقة في ممارسات تلك الأحزاب: السياسية، والفكرية، والتنظيمية.. تلك الممارسات التي لا تعكس أية مصداقية عند أصحاب مقولة تداول السلطة الذين سارعوا بعد رحيل الرئيس الأب وليس قبل ذلك إلى تبني، وطرح هذه المقولة ومن مؤشرات تلك المفارقة، انتفاء الرأي الآخر في أدبيات و منشورات الأحزاب المعّنية- على تواضعها- و اصطباغها بلون واحد بما يعني انتفاء تداول الرأي على قاعدة تملك الحقيقة الكاملة الأمر الذي أدى بالطبع إلى عدم تعاطي أغلبية الكتاب، والمثقفين السوريين مع تلك المطبوعات بالرغم من كثافة إنتاجهم الفكري، والثقافي، والسياسي.. و يمكن تلمس هذه الحقيقة من خلال الصحافة العربية المطبوعة، والإلكترونية، والندوات، والبرامج الفضائية وغير ذلك..وهكذا تكون المحصلة في الموقف من الأحزاب السياسية في سورية بغض النظر عن كونها متحالفة مع البعث أو معارضة له هي أنها تمثل الوجه الأخر لاستبداد الرأي الذي يمارسه البعث وعموم السلطة السورية..‍ فهي إذا كانت لا تستطيع التعايش مع الرأي المعارض لبرامجها الفكرية، أو السياسية، أو المخالف لهما وهي في وضعية غير سلطوية فكيف سيكون عليه الحال وهي السلطة عينها أو حتى جزءاً منها..‍؟ وإضافة إلى مقولة تداول السلطة فإن مجمل الأحزاب تلك تترنم، صبح مساء بموضوعة الحرية وبخاصة حرية الرأي دون أن تمارس شيئاً منها أو حتى تتدرب على هذه الحكاية التي تتطلب درجة متقدمة من النضج السياسي وقبله المعرفي بما يعني التحلل من هيمنة، وسطوة الإيديولوجيا بغض النظر عن ماهيتها، والخلاص من التربية الأصولية ومكوناتها الشمولية وكل هذا لم يصل بعد إلى آذان، وعقول قيادات تلك الأحزاب في الساحة السورية التي لم تعرف هي ذاتها تداولاً للسلطة الحزبية إلا بأسلوب الانشقاق والتشظي فجميع تلك القيادات وبدون استثناء لا تزال تشغل مواقعها منذ نصف قرن وستظل تشغلها إلى آخر يوم في الحياة الدنيا ..! هذا الواقع البائس، وتلك الحقائق المذرية في الخارطة السياسية السورية، يضيف ضرورةً بالغة الراهنية لمسألة وجود أحزاب سياسية جديدة ويبدو أن إرهاصاتها بدأت تظهر ومنها من أعلن عن نفسه بالفعل، في الداخل والخارج..إن الحقيقة التي لا مراء فيها أن الأحزاب السياسية التاريخية والمعروفة في الداخل السوري لا تشكل بدائل إيجابية لسلطة البعث وخاصة في ميدان الحريات وممارسة الديموقراطية التي تتكلم عنها كثيراً لكن لا تجيدها لأنها لم تمارسها حزبياً على الأقل حتى اليوم..‍ومن النافل القول: إن على من يطرح، ويتبنى موضوعة تداول السلطة أن يكون هو في تركيبته متجانس، ومنسجم مع هذه الموضوعة وإلا يكون الأمر مقتصر في خلفيته على مجرد الانتفاع السياسي، والوصول إلى حصة من الكعكة..! وفي ظل الأوضاع الحالية محلياً، وإقليميا، ودولياً، وفي ظل ما استجد في ميدان الفكر والسياسة وبخاصة في ميدان حقوق الإنسان، فإن مثل تلك الأحزاب بأطروحتها التداولية الببغائية ، و ثرثراتها اللفظية التي لا تنقطع عن الحريات، والديموقراطية، وتداول السلطة، لا تفعل أكثر من وضع نفسها في الخانة السالبة إن كان ذلك في نظر السلطة أم في نظر الناس المتحِّفزين لغير هذه الأمثولات المكشوفة الأوراق، والمرامي، والأهداف منذ زمن طويل، واليوم أصبحت محروقة كلياً بعد أن حدث ما حدث في العراق فقد كانت أولى الانعكاسات للحرب على النظام العراقي في الداخل السوري الفرز السياسي الحاصل حيث انكشف التخندق المشترك ما بين السلطة والأحزاب المعارضة التي ستكتشف متأخرةً أن نزولها إلى خندق السلطة كان مقتلها السياسي وبالمجان..!
24/8/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تصبح رفيقاً في /24/ ساعة
- غربلة المقدسات 22-المختصر في أزواج محمد وخطيباته
- غربلة المقدسات -21- يونس: النبّوة المتمردة
- غربلة المقدسات -20- دُلدُل والعجل
- عودة حزب الكلكة
- غربلة المقدسات: رسالة من أصولي
- بين الغزوالإسلامي والغزو القومي: صدام نموذجاً
- غربلة المقدسات -19- بناء البيت
- غربلة المقدسات -18- داود والحسناء
- الإصلاح: بين إصلاح العائلة واصلاح السلطة
- غربلة المقدسات -17- آدم وحواء والخطيئة
- غربلة المقدسات -16- الشمس والقمر وأيهما خلق قبل صاحبه
- عندما يحاكم لصوص الوطن شرفاءه
- المعلومة والعمل السياسي بين الأمس واليوم
- غربلة المقدسات -15- من عجائب الصحابة
- غربلة المقدسات -14- الزلازل بين الحوت الكبير والحوت الصغير
- شيوعيو الوقت الضائع
- غربلة المقدسات -13- دور السماء والطاعة العجب
- الأكراد في سورية
- حسون القومية في الشام


المزيد.....




- ترامب يعلن عن اتفاق بين إسرائيل وإيران على وقف مؤقت لإطلاق ن ...
- مسؤول عراقي: مسيرة مجهولة استهدفت قاعدة التاجي
- رئيس صربيا: أوقفنا بيع الذخيرة إلى إسرائيل
- مصادر توضح لـCNN موقف إيران وإسرائيل من إعلان ترامب عن وقف إ ...
- وزير الخارجية الأميركي يدعو الصين لثني إيران عن إغلاق مضيق ه ...
- السيسي يوجه الحكومة بـ-اتخاذ كل الاحتياطات المالية والسلعية- ...
- ما قصة المسيرة الإيرانية -شاهد 101- التي سقطت في العاصمة الأ ...
- إيران تفعل دفاعاتها الجوية وإسرائيل تحذر سكان طهران مع إعلان ...
- المرصد يتناول حرب السرديات بين إيران وإسرائيل
- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - تبادل للسلطة أم تبادل للرأي