أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - الإصلاح: بين إصلاح العائلة واصلاح السلطة














المزيد.....

الإصلاح: بين إصلاح العائلة واصلاح السلطة


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 927 - 2004 / 8 / 16 - 11:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ليل السبت 8/8/2004 قام الشاب ثائر سليمان ابن السيدة- حسيبة الأسد- و برفقته علاء ابن خالته - وفيقة الأسد - بإطلاق النار من بندقية روسية على الشاب مناف محلا العمر /24/ سنة من قرية - رويسة البساتنة - المجاورة لبلدة القرداحة وذلك بسبب رفض المغدور التخلي عن دراجته الجديدة التي اشتراها منذ أيام وقد كلفت عملية قتله طلقة واحدة اخترقت أسفل البطن صعوداً و مروراً بالقلب ليسقط مضرجاً بدمائه ثم تلي ذلك ثلاث رشقات في الهواء تتويجاً للانتصار السهل و بعد ذلك انطلق الجناة مع مرافقيهم مقهقهين..!
يحكى -من باب التنكيت ربما- أن السيدة حسيبة قبل سنوات خرجت إلى شرفة منزلها بعد أن سمعت صراخ ابنها وكان لا يزال صغير السن وتبين لها أنه يتعارك مع أقرانه خلال لعبهم أمام المنزل ويومها صاحت به: ثائر حبيبي ما بدنا مشاكل المسدس معك قوِّسهم واصعد إلى البيت..! لذلك ومن هاتيك ولربما من جراء تلك التربية يكون قد سقط قتيل اليوم و هو الخامس فعدد ضحايا البطل الهمام كما يقول الناس في المحافظة أربعة أشخاص خلال أربع سنوات.. أي بمعدل قتيل واحد كل سنة وهو إنصافا للحقيقة مطلوب للعدالة ولكن لشطارته، وحنكته، اختبأ في المنزل..! والمسكين من شدة خوفه من حكم العدالة، لا يتحرك إلا أمام الأنظار، وفي شوارع المدينة وبلداتها ليلاً نهاراً فقط لا غير..!
معروف أن بعض شباب العائلة الرئاسية المعروفون جيداً لكل الناس في المحافظة وباقي المدن، ارتكبوا كل أنواع البلطجة في الثمانينات والناس لن ينسوا الفظائع التي كانت تضج بها اللاذقية في تلك السنوات وقد وقفت الأجهزة الأمنية، والحزبية، والرسمية، وكل أنواع السلطات المحلية عاجزة، حائرة، خائفة من الإقدام على أي تصرف تدفع ثمنه باهظاً الأمر الذي أتاح كل الفرص أمام الشباب وشبيِّحتهم فاستمروا في عملياتهم المتنوعة بدءا من التهريب مروراً بالاستيلاء على ممتلكات الغير وانتهاء بكل أنواع التهديد والترغيب..!
لقد وضعت السلطات الرئاسية العليا ( القصر ) في حينها خطة مزدوجة لاحتواء هذه الظاهرة التي كانت تثير غضب الناس، واستهجانهم، وسخطهم الصامت فمن جهة بدأ العمل على تشجيعهم و دفعهم باتجاه الحصول على شهادات جامعية تمهيداً لتنصيبهم ( احتوائهم ) في المواقع الرسمية المختلفة، ومن جهة أخرى بدأت عملية جدية لملاحقة شبيِّحتهم، ومرافقيهم المسلحين الذين كانوا يبدون مقاومة مسلحة أثناء عمليات المطاردة وقد وصل عدد من سقط منهم قتيلاً /250/ شبِّيح خلال العشرين سنة الماضية أي بمعدل /12.5/ اثنا عشر قتيل ونصف خلال عقدين..! وقد نجحت خطة الاحتواء بعد أن حصل أغلبهم على شهادات جامعية باختصاصات متنوعة وبعضهم حصل على الدكتوراه وكل ذلك تمَّ بالطريقة التي يعرفها كل الناس ويعرفها بالضرورة إدارات الجامعات، وأساتذتها، وطلابها..! وسرعان ما تم تنصيبهم مدراء في مختلف المواقع في شركات القطاع العام المهمة وفي منشآت كبرى كالمرفأ، والجمارك، والتوكيلات الملاحية، والإنشاءات، والنسيج، وكل ما هو حرزان في المحافظة والطريف أن أحدهم تبوأ رئاسة فرع المكافحة وهي الضابطة المسؤولة عن مكافحة عمليات تهريب الدخان..! ومنهم من اكتفى بالتحول إلى رجل أعمال في حقل التجارة من استيراد وغيره..وهكذا انتهت مشاغباتهم بعد أن كبروا سناً، ونضجاً، ومسؤوليةً وارتاحت السلطة من وجع الدماغ..! ومنذ سنوات لم يحدث ما يعِّكر صفو الناس ولا صفو المسؤولين المحليين..!
الملفت للنظر، والمثير للشفقة، والباعث على قلة الاحترام،يكمن في جبن كافة الأحزاب السياسية وبخاصة أحزاب المعارضة حيث لم يحدث أن كتبت، أو أثارت، أو همست شيئاً عن تلك الحالات الشاذة بالرغم من كل ما شهدته مدينة اللاذقية خلال الثمانينات من أحداث صاخبة..! و بقيت أحاديثها، وتعليقاتها ضمن حدود الاجتماعات الحزبية الخلبية ويالها من اجتماعات..!
نحن نكتب اليوم عن جريمة قتل الشاب –مناف محلا – التي وقعت منذ أيام معدودة ليس لأننا أجرأ من غيرنا بل لأننا ندرك أن هناك مرحلة جديدة في تاريخ سورية، وأن الرئيس بشار الأسد وبمعيته شقيقه ماهر لن يقبلا بعودة تلك الظاهرة الشاذة وهما بالتأكيد سيضعان حداً نهائياً وفورياً لمثل هذه التصرفات والارتكابات التي تثير في نفسيهما بالتأكيد نفس ما تثيره في أنفس جميع أبناء المحافظة بل البلاد عموماً..والناس مؤمنون بأن السيد الرئيس سيعمل على بلسمة جراح العائلة المنكوبة وهذا الإيمان لا شرك فيه..!
12/8/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غربلة المقدسات -17- آدم وحواء والخطيئة
- غربلة المقدسات -16- الشمس والقمر وأيهما خلق قبل صاحبه
- عندما يحاكم لصوص الوطن شرفاءه
- المعلومة والعمل السياسي بين الأمس واليوم
- غربلة المقدسات -15- من عجائب الصحابة
- غربلة المقدسات -14- الزلازل بين الحوت الكبير والحوت الصغير
- شيوعيو الوقت الضائع
- غربلة المقدسات -13- دور السماء والطاعة العجب
- الأكراد في سورية
- حسون القومية في الشام
- غربلة المقدسات -12- بين إساف ونائلة وما ورثه الدين الجديد
- غربلة المقدسات: تساؤلات مشروعة
- الفرجة بالمجان
- غربلة المقدسات -11-
- من أجل حفنة من الدنانير
- غربلة المقدسات - توضيح لا بد منه
- غربلة المقدسات -10-
- خامس المستحيلات
- غربلة المقدسات-9-
- غربلة المقدسات-8-


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - الإصلاح: بين إصلاح العائلة واصلاح السلطة