أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - عندما يحاكم لصوص الوطن شرفاءه














المزيد.....

عندما يحاكم لصوص الوطن شرفاءه


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 924 - 2004 / 8 / 13 - 10:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سيأتي يوم قريب يتعرف فيه رعايا سورية ( الثورة ) على حجم الأموال، والأملاك المودعة بأسماء جميع القادة في مختلف مستويات المسؤولية، وفي كافة القطاعات، وبأسماء زوجاتهم، وأولادهم، وأحفادهم..ذاك اليوم سيأتي بالضرورة ومن دون أدنى شك في ذلك وستكون الحقائق صادمة للشعب السوري قاطبةً بل ستكون حقائق جارحة لمشاعر المضلَّلين الذين صدَّقوا فمشوا خلف (حفنة) من حملة الشعارات الطنانة، والأهداف المبهرة، والرسالات المؤبدة، وذلك بالرغم من أن كل مؤشرات حياتهم اليومية كانت تشير، وتدلِّل منذ عقدين من السنين، على حجم الممتلكات،والقصبات، والثروات التي أصبحت بحوزتهم، وهي تتزايد وتتوسع في نهمٍ وشراهة يوماً بعد يوم وقد يتكلم الكثيرون من الذين سمحت ظروف عملهم فاطلعوا على بعض الارتكابات ( النهبية ) أو شاركوا بها كوسطاء، أو حملة حقائب أو( مفاتيح ) عن خفايا القادة العظام الذي تلطوا طويلاً خلف الوطن والوطنية لا بل أصبحت الوطنية حكراً عليهم..واللاوطنية تهمة مجانية وجاهزة لجميع أبناء الوطن..! إلى هنا والحكاية معتادة في مثل حالة هذه الديكتاتوريات الحزبية الأمنية العسكرية ولكن أن تنعكس الأمور بالكامل وتُقلب عاليها سافلها قي هذه الأوقات التي لم تعد فيها للأسرار مكان وللمخبوءات زمان فصار كل شيء معروف ومفضوح فإن ذلك يعتبر من الموبقات التي يجب أن توثق توثيقاً دقيقاً في انتظار اليوم الذي تعود فيه الأمور إلى نصابها، والحقوق إلى أصحابها، والوطن إلى أبنائه، ويدفع من ثمَّ الجميع فواتيرهم المترتبة أمام الناس كل الناس ولا يبدو أن هذا اليوم بعيد بما يكفي لجيل القادة الجدد لممارسة فن التمتع الموروث وتكديس المزيد من خيرات الوطن في طواميرهم كما فعل آباؤهم من قبلهم ..!
أما عن مفارقة انعكاس القضايا، والحكايا، وانقلابها رأساً على عقب، فتتجلى في مهزلة الملاحقات، والمحاكمات، و الأحكام التي يتعرض لها شرفاء الوطن الفقراء مادياً لكن الأغنياء بعقولهم، وضمائرهم، وشرفهم من الذين تمكنوا من امتلاك المعرفة، و الجرأة، و الجسارة، فباحوا بالقليل.. وكشفوا عن بعض الأرقام التي عرفوها، و حسبوها بدقة العارفين الضالعين عن سابق تضحية و من واقع تخصصهم كما في حالة الخبير الاقتصادي [ عارف دليله ] كمثال.. أو كشفوا بعض خفايا صفقات الفساد كما في حالة [ رياض سيف ] كمثال.. أو طالبوا بتعديل دستوري كي تخرج سورية من فئة الدول المارقة كما في حالة [ مأمون حمصي ] كمثال.. أو كتبوا عن قليل عن ركام الآثام المرتكبة بحق الآلاف من البني آدميين الذين لا يزالون أسوة بالشعب كله ينتظرون منذ أكثر من أربعة عقود الترفيعة الثورية السلطانية إلى درجة المواطنة كما في حالة عشرات الكتاب الشرفاء..! وهكذا وكأنَّ ( سورية ) صارت تماثل مسرح العبث تماماً حيث يحاكم لصوص الوطن الشرفاء.. والمرتكبون الضحايا.. والفاسدون الآوادم.. والأميون الكتاب .. و من ثم يدك طغاة الوطن من تبقى من الشعب في السجون الصغيرة التي تشغل كامل جغرافيا البلاد بعد أن يعزلوها من كل الجهات مستخدمين كل أنواع العسس وبكمْ بشري عسسي يضاهي الموجود في أكبر الدول وباستخدام التقنية العسسية المعلوماتية وكل ذلك تحت مظلة قوانين استثنائية تجرِّد الإنسان من كل حصانة أتاحتها مختلف الشرائع الإنسانية وغدت حيوانات هذا الزمان تتمتع بها ثمَّ بعد ذلك التغني الدائم بالأمن والأمان السائدان في سورية حصراً نيقةً عن كل بلدان الدنيا .. وهكذا يصبح البني آدميين أو المواطنين -مع وقف التنفيذ- نزلاء في سجن بحجم الوطن التعيس بأبنائه، وجلاديه.. نعم إنه مسرح العبث والوطن أي وطن لا يمكن أن يبنى –هكذا - على ( الخشبة ) خشبة المسرح اللاعقلاني و.. أمام أنظار الجمهور المشدوه، و المصدوم، والمنَّوم في الصالة منذ أربعة عقود ونيِّف ..!
11/8/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعلومة والعمل السياسي بين الأمس واليوم
- غربلة المقدسات -15- من عجائب الصحابة
- غربلة المقدسات -14- الزلازل بين الحوت الكبير والحوت الصغير
- شيوعيو الوقت الضائع
- غربلة المقدسات -13- دور السماء والطاعة العجب
- الأكراد في سورية
- حسون القومية في الشام
- غربلة المقدسات -12- بين إساف ونائلة وما ورثه الدين الجديد
- غربلة المقدسات: تساؤلات مشروعة
- الفرجة بالمجان
- غربلة المقدسات -11-
- من أجل حفنة من الدنانير
- غربلة المقدسات - توضيح لا بد منه
- غربلة المقدسات -10-
- خامس المستحيلات
- غربلة المقدسات-9-
- غربلة المقدسات-8-
- غربلة المقدسات -7-
- رجل الدولة
- غربلة المقدسات -6-


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - عندما يحاكم لصوص الوطن شرفاءه