حسون القومية في الشام

جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 916 - 2004 / 8 / 5 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حسون القومية ضيف حزب الكلكة
جهاد نصره
بعد أن أنهت وزارة الإعلام السورية عملها في الشام، وقامت بواجباتها خير قيام، تطلعت نحو بر مصر فوجدت - مصطفى بكري- الهمام في حالة استعداد وإقدام.. إذن، قالت الوزارة لنفسها: وجدنا مكاناً للصرف الصحي، والإنفاق القومي، فالصحافي المهتاج الذي يلعن سنسبيل أم أمريكا على مدار الساعة، والمشتاق لسيده السجين الجنائي والشاعر المنزوع عن بلاد النهرين بعد إخراجه من الجحر القومي، جاهز للتغريد ولو من تحت الشجرة، فالحالة خربانة يا ليلى بعد انقطاع الدعم الكوبوني..! وهو سيزقزق لهذه الفرصة الشامية بتاع الوزارة القومية ويطير على متن الفرج إلى عاصمة التغريد حيث يسلِّم نفسه لرب العمل الذي أعدَّ له برنامج الشدو العروبي المنقوع في زيت اسلاموي لم يعد يشعل فتيلاً، ولا يضيء طريقاً.. وهكذا دار السيد- مصطفى عطوان أقصد عبد الباري بكري- على بعض المراكز الثقافية الخاوية في بعض المحافظات اللهم إلا من الذين سيحضرون المأدبة -يعني مأدبة العشاء – وليس مأدبة الفكر السياسي بتاع الثلاث ورقات الكلا كلا والتي يتم تجييش الأفواه الشرهة لها وذلك بعد انتهاء المحاضرة التي لا تقدر -لا سمح الله- بثمن فحل بصل يابس.. ونظراً لأهمية الحدث الجلل، وتأثيره المباشر على العمى السياسي، وقلة النظر، وآفة الطرش، فقد وجدت قيادة [ حزب الكلكة] ضرورة دعوة واستضافة حسون القومية للاستفادة من ثوابته، ومسباته، وبخاصة أن الحزب يعاني من عدم ثبات موضعي بعد الكأس الخامسة ويحتاج لبعض الأمصال الألتيكو التي يحمل المصطفى البكري الكثير منها في جعبته.. وهكذا استقرَّ الرأي بإجماع القيادة على دعوة الأفندي بعد انتهاء دوامه في وزارة العميان.. و فعلاً جاء المحروث ينط من الفرح لهذه الشعبية التي يتمتع بها في سورية جكارة بالمعارضة المسكينة التي لم تسمع به ولم تهيص له، وقد لبى المسكين الدعوة الكلكية على الفور وكأنه شمَّ رائحة كوبونية ولما وصل إلى حيث المربع الأول من السجادة الحمراء التي فرشها الحزب أمام مدخل خمارة الصمود والتصدي، فوجئ بأنه سيعبر وسط خمارة تعبق برائحة العرق فاهتاج من شدة الشبق وسأل الجد صاحب الحزب عن طريق آخر يوصله إلى مقر الحزب وراح يستغفر ربه عسى أن لا يوصله هذا الطريق إلى جهنم الآخرة وخطب قائلاً: من شرب، أو باع، أوسلك طريق الخمر مصيره المحتوم في جحيم الخلد..! وراح المسكين يتصبب عرقاً وخوفاً قبل بدء الحوار وبعد جهدٍ جهيد استطاع الجد أبو وحيد إقناعه بأن أفضل دواء لمثل هذه الحالات هو كأس من العرق الخالي من الكحول مستغلاً جهل الحسون بعالم الكحوليات، وعدم إلمامه بهذا العلم الكحولي القومي، وما إن ابيض الكأس حتى اسود وجه الضيف الموَّقر من قبل الوزارة فقط إذ فوجئ بالقاعدة الحزبية - أم وحيد -تصرخ في وجهه بعد أن وضعت المازة أمامه : إذا لم يخجل الذين دعوك ألا تخجل أنت..؟ كيف تقبل أن تأتي إلينا بدروسك القومية وعلم السفارة الإسرائيلية يرفرف في سماء عاصمتك أم الحساسين..؟ وقد غضب الجد صاحب الحزب أشد الغضب من قاعدته الحزبية بسبب هذه المداخلة غير الديبلوماسية واعتبرها محاولة انشقاقية للقيام بحركة تصحيحية وراح يقدِّم الأعذار للضيف الخجلان من الحقيقة الجارحة بتاعة علم إسرائيل وأقسم الجد رافعاً الكأس ثلاث مرات في حركة لولبية أنه سيفصل قاعدة الحزب من الحزب ولو كلفه ذلك ضياع فرصة العمر المتمثلة بإمكانية انضمام حزب الكلكة إلى سلة الجبهة الوطنية التقدمية ودخول التاريخ من مؤخرة الجغرافيا..ولكن لم يمش الحال فقد ألح الحسون إلحاحاً لا رجعة عنه أن ما جرى يُعتبر بنظره حالة زنى قومي من حيث أن هدف الجدة- أم وحيد- من جراء جسارتها الهجومية واضح أشد الوضوح وهو لا يزيد عن الطعن في الثوابت القومية بتاع الأمة من الأمام بل في الوجه مباشرة ومثل هذا الفعل اللاعروبي لا تقدم عليه سوى من باعت نفسها للأمريكان وعند هذا التطاول على العرض انتفض صاحب الحزب بعد أن سكَّ ( يسكُّ سكاً ) كأسه دفعةً واحدة وقال له بهدوء واحترام شديدين: أبوس شواربك القومية (شوِّفنا) عرض أكتافك..! ولترجمة ما قاله الجد يمكن العودة إلى القاموس الكلكاوي:شرح اللغات عند أصحاب التفاهات.. ويمكن الحصول عليه من وزارة الإعلام المسجونة داخل أسوار الشام.. وبالمجان.
21/7/2004

#جهاد_نصره (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل