أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - بين الغزوالإسلامي والغزو القومي: صدام نموذجاً















المزيد.....

بين الغزوالإسلامي والغزو القومي: صدام نموذجاً


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 932 - 2004 / 8 / 21 - 09:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد يكون التساؤل عن مرجعية صدام الفكرية و السياسية في عقلية الغزو التي حملها خلال ثلاثة عقود من هيمنته على العراق لم تعد ذات قيمة بنظر البعض وخاصةً بعد اندحاره وكنسه إلى مزبلة التاريخ.. تلك العقلية التي تجلَّت من خلال علاقاته مع دول الجوار لما ينوف على ثلاثة عقود، وطموحاته المعلن عنها وغير المعلن عنها، وممارساته المختلفة التي ترجمت ما أضمره على الأرض بأسوأ الأشكال وأكثرها دمويةً ..!
يرى البعض أن المرجعية تلك تكمن في البنية الأيديولوجية لحزب البعث القومي حاله كحال التنظيمات القومية الأخرى، فيما يرى البعض الأخر أنها تكمن في التراث الذي يتوارثه العرب تربيةً، واكتساباً، ووراثة، بأحزابهم، وطوائفهم، ومذاهبهم.. فحقائق التاريخ الإسلامي العربي التي زيِّنها وجملَّها الكتاب، والفقهاء اللذين عملوا لدى السلاطين، أكدت مقولة شهوة التوسع التي ترافق نمو القوة القتالية عند أي نظام حكم.. لذلك شهدت منطقة الشرق المتوسطي قبل الإسلام سلسلة من الغزوات على مرِّ تاريخها وكان من الطبيعي وقد قويت شوكة الدولة الإسلامية الجديدة التي وضع أساساتها ودعاماتها العبقري –محمد- أن تتوسع، وتتمدد، في كل الاتجاهات..! ومن نافل القول: إن كل الغزاة عملوا على تبرير غزواتهم و إيجاد مسوغات لها وهو ما فعله أصحاب –محمد- الذين تحولوا إلى سلاطين زمانهم بعد أن تلطوا خلف حكاية نشر الديانة الإسلامية التي كان لو صحَّ هذا الزعم لعملوا على نشرها بالطرق التبشيرية والسلمية من غير غزو، ومعارك طاحنة، واستنزاف خيرات البلدان المغزوة بعد استيطانها، و تملكها، وتوزيع ضياعها هدايا على الأصحاب والأقارب.. فهم بتلك الأفعال لم يختلفوا عن غيرهم من الغزاة الذين استوطنوا بلدان الشعوب الأخرى دون أن يتذرعوا بحكاية نشر ديانتهم.. لقد عمل الفاتحون الإسلاميون على نهب خيرات البلدان التي غزوها، واستعبدوا رجالها، وسبوا نساءها، فأي دين هذا الذي يستوجب نشره أن تسال دماء الناس، وأن تقطع الروؤس، وأن تسبى النساء، وأن يُسترقَّ الرجال، وأن تنهب الخيرات، وأن تهدم القلاع والأحياء..!؟ وأي فتح عربي إسلامي هذا الذي ادعاه منافقوا السلاطين من الكتاب، والفقهاء الذين لحقتهم المنافع من الأموال، والنساء، والضياع..!؟ وكما يحدث بين الغزاة فقد أعمت ضخامة الخيرات المنهوبة من البلدان التي جرى غزوها بصر وبصيرة الحكام السلاطين فراحوا يقتتلون فيما بينهم حتى تحول تاريخهم إلى سلسلة من الفتن، والحروب، والثورات.. ووصلوا إلى أرذل أشكال التفرق حيث تشتتوا بين عشرات المذاهب، والطوائف، والفرق وهو حالهم حتى اليوم..! ومنذ اندحر السلاطين، وتقلص نفوذهم، وانكمشت ممتلكاتهم، وخبت ادعاءاتهم الدينية، وهم يدفعون الثمن الذي فرضوه على الآخرين دماً، وتخلفاً، وانشداداً نحو الماضي ماضي الخيرات والجواري الوضيئات..! إن الأجيال التي تتعلم في المدارس، والجامعات، تاريخاً منقّى ومعدّل بما يغاير الحقائق التاريخية- ومن هنا منشأ ردات الفعل العنيفة التي تصدر عن المذهبيين، والمتدينين المتعصبين، وملوك الطوائف، وكتابهم، وذلك حين يقوم المتنورون العرب بكشف المستور من ذاك التاريخ وابراز تلك الحقائق المروعة-.. هذه الأجيال من الطبيعي أن تبقى في صميم تفكيرها وبنيتها العقلية أسيرة التاريخ الموروث بزيفه و عمائمه وبالتالي يصبح من اليسير فهم المرجعية التي تكلمنا عنها في البداية وفي حقيقة الأمر يصبح كذلك مفهوماً أن نرى الشيوعيين كيف يعيشون عملياً كإسلاميين في الوقت الذي يتكلمون فيه كماركسيين وهي حقيقة ملموسة ومشاهدة على أرض الواقع..! وهكذا إذا كان الشيوعيون بقوا أسرى ثقافة بيئتهم الدينية، ومعتقداتها، وطقوسها فكيف يكون عليه حال الأحزاب غير الشيوعية كالبعث، والناصرية، وغير ذلك..؟ من هنا يمكن القول: إن غزو صدام للكويت الذي أُلبس رداء قومياً هو في حقيقة الأمر غزوٌ إسلاميٌ بامتياز فقد رافقت عملية الغزو الصدامي للكويت نفس الأفعال التي كانت تجري أيام غزوات المسلمين الغابرة حيث سبى جنود صدام الصبايا، وأسروا الرجال، ونهبوا البلاد فكيف يستوي الكلام عن وجود هاجسٍ قومي ( كما يدعي القوميون وغيرهم ) وراء احتلال الكويت وجيش صدام يخرِّب، ويهدم، ويسرق، ويفرِّغ جزء البلد المراد لحمه قومياً –حسب ادعاءات القوميين- من محتوياته، ويدِّمر مقدراته، ويشتت معنويات أهله..!؟ إنه الجذر التاريخي، والبنية العقلية المفطورة على مسوغات العنف الأعمى من دين، ومعتقد، ومذهب.. ولا سبيل مفتوح أمامنا من غير فكفكة هذه البنية وهذا لا يتم من غير الكشف الجريء عن حقائق تاريخنا بكل جرأة ..الله لم يفِّوض أحداً للقيام بحساب البشر وإلا لانتفت الحاجة لحكاية الجنة والنار فالحرية المعتقدية يجب أن تكون هي ما غيرها الحق المقدس للإنسان ومن غير هذا الحق المنصوص عليه دستورياً يكون هناك [ إرهاب ] معتقدي يوظف سياسياً كما جرى عبر التاريخ وبما يليق بقداسة الحكام والسلاطين ومصالحهم وليس كما يدعي فقهاء الجهل أن ذلك لنصرة الله ورسله ودياناته.. إن الله ليس بحاجة لمن ينصره أو ينصر دياناته، ودعواته، فهو المنتصر دائماً على الكون الذي صنعه، وهو الذي ينصر الآخرين وليس العكس.. وفي حقيقة المعاني الإنسانية وسموها فإن مدِّعي محبة الله ودياناته هم أكثر من أساء، وشوَّه، ولطخ اللمسات الإنسانية التي انضوت عليها تلك الدعوات، والديانات.. وأفعالهم الدموية القبيحة عبر التاريخ خير دليل على ذلك.. وهم يعرفون أنه لا توجد في مصحف عثمان آية واحدة تغطي تلك الأفعال فالله لا يمكن أن يرضى عن نشر ديانته بتلك الطرق اللاإنسانية والمتعارضة مع جوهر كل ديانة عرفها تاريخ البشر..والذين يتلطون خلف الفكرة الهزيلة القائلة بأنَّ المعتنقين للديانة هم المسؤولون وليست الديانة بحد ذاتها تماماً كما يقول القوميون أن القومجيين هم المسؤولين عما أحاق بالعرب وليس الفكر القومي لا يدركون حقيقة منطقية لا يمارى فيها وهي عدم إمكانية الفصل بين الاثنين وإلا لأصبح المطلوب أن يقوم الله مثلاً بتفصيل بعض مخلوقاته بالشكل الذي تتطلبه الديانة كي لا يعمل من هبَّ ودب على تشويهها وإفشالها.. لقد ولى زمن الدولة الدينية ولم يعد في هذا العالم مكان لغير دولة قانون مدنية لا تلبس رداء أي دين بل تشرِّع في دستورها عصارة ما أنتجته البشرية عبر تاريخها، من ديانات، ومذاهب ومعارف بكل ما حفلت به من قيم الحرية، و الحق، والعدل، والمساواة.. وهكذا يعود الدين والمعتقد إلى حميميته كعلاقة خاصة روحية بين الإنسان وخالقه مكانها دور العبادة والبيوت وليس أماكن العمل و ساحة الدولة التي لم توجد بعد في هذه المنطقة لكن يسمع المسلمون عن وجودها في القارات الأخرى فيتدفقون نحو سفارات دول تلك القارات في مسعى للعيش الكريم الذي يفتقدونه في دولهم الدينية الإسلامية.
19/8/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غربلة المقدسات -19- بناء البيت
- غربلة المقدسات -18- داود والحسناء
- الإصلاح: بين إصلاح العائلة واصلاح السلطة
- غربلة المقدسات -17- آدم وحواء والخطيئة
- غربلة المقدسات -16- الشمس والقمر وأيهما خلق قبل صاحبه
- عندما يحاكم لصوص الوطن شرفاءه
- المعلومة والعمل السياسي بين الأمس واليوم
- غربلة المقدسات -15- من عجائب الصحابة
- غربلة المقدسات -14- الزلازل بين الحوت الكبير والحوت الصغير
- شيوعيو الوقت الضائع
- غربلة المقدسات -13- دور السماء والطاعة العجب
- الأكراد في سورية
- حسون القومية في الشام
- غربلة المقدسات -12- بين إساف ونائلة وما ورثه الدين الجديد
- غربلة المقدسات: تساؤلات مشروعة
- الفرجة بالمجان
- غربلة المقدسات -11-
- من أجل حفنة من الدنانير
- غربلة المقدسات - توضيح لا بد منه
- غربلة المقدسات -10-


المزيد.....




- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...
- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...
- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...
- المسلمون في هالدواني بالهند يعيشون في رعب منذ 3 شهور
- دلعي طفلك بأغاني البيبي الجميلة..تحديث تردد قناة طيور الجنة ...
- آلاف البريطانيين واليهود ينددون بجرائم -اسرائيل-في غزة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - بين الغزوالإسلامي والغزو القومي: صدام نموذجاً