أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - الديمقراطية.. وصواريخ صدام على تل أبيب














المزيد.....

الديمقراطية.. وصواريخ صدام على تل أبيب


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3096 - 2010 / 8 / 16 - 16:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعطي نظام الحوار, ذلك الذي تعتمده هيئة تحرير الحوار المتمدن بين الكاتب وقرائه, فوائد جمة وفي المقدمة منها تعميق الثقافة الديمقراطية, وأعني بها هنا بناء الاستعداد للحوار مع الآخرين والإطلاع على آرائهم وتقبل أفكارهم إن تأكدت صحتها. إن نظام الوعظ والتوجيه هو مهمة وزارة الإعلام, وهي مهمة لا وجود لها في الدول التي تحترم عقول الناس, ولا تجعل من أنظمتها رقيبا وحسيبا على الأفكار, أو تعطي لنفسها حق التفرد بإنتاجها.
ومن خلال بعض الردود يستطيع المرء أن يكتشف مقدار جهل البعض بالمسألة الديمقراطية وغياب الاستعداد ولو في الحد الأدنى للتعامل بآلياتها ومبادئها بالرغم من إدعاء صاحب الرد إنه ديمقراطي لحد النخاع وغيره فاشيون بما لا يبقي لا عظما ولا نخاع.

لا بل إن ممارسة الديمقراطية والاستعداد لتقبل الآخر قد انحدرت في العراق بقوة وإلى الدرجة التي صارت تمنح البعض حق التساؤل: إذن لماذا وقفنا ضد صدام حسين... ؟إ
ويمكن لنوعية الإجابة على تساؤل كهذا أن تعري سريعا كل أولئك المزيفين من دعاة الديمقراطية الكاذبة, الذين هم اضطروا إليها اضطرارا للحصول على موطأ قدم في العملية السياسية, تلك التي أتت في أعقاب انهيار صدام حسين, ثم الانطلاق في مرحلة ثانية ل " تفليش " الديمقراطية ذاتها وتحت شعار "بلا ديمقراطية بلا بطيخ".

لأنني وأنا الذي لم أتردد عن الهجوم على سياسات صدام وما آلت إليه على مستوى تخريب العراق والمنطقة, وباسلوب تحليلي يبتعد عن الشتائم الرخيصة كونها إسلوب العاجزين والميليشياويين , ويعتمد على الحجة المتعقلة والرشاد الفكري, سرعان ما أجد من يتهمني بممالأة صدام, وحتى كوني أُنَظِر لعودته, وذلك كفاتحة لتهم أقسى.
ومثال على ذلك, تلك الشتيمة التي تلقيتها من كاتب أردني أو فلسطيني اسمه ( يزيد حسين ) والتي جعلها عنوان لمقالة طويلة كتبها هجوما علي بسبب مقالاتي بشأن الصواريخ الصدامية الكاذبة التي كان صدام قد ألقاها على تل أبيب, واتهمني فيها بأن هجومي لا يخلو أبدا من ثقافة ( شيعية ) معادية,إذ كان الأولى بي أن أهاجم "حسن نصر لله" بدلا من صدام, لأن صواريخ نصر الله على إسرائيل كانت هي الكاذبة وليست صواريخ صدام.

وهو لا يدري إنه بهجومه على نصر الله بهذه الطريقة كان اعترف, ومن ناحية مبدئية, بإمكانية أن تكون الصواريخ كاذبة, ولكن كان شرطه : أن تكون تلك الصواريخ لنصرالله وليس لصدام, وبهذه الطريقة الساذجة في الدفاع عن صاحبه, فقد أدانه من حيث لا يدري. ولأنه لم يستطع التخلص من عار الفرقة المذهبية التي حاول أن يدخل الموضوعة من ثقبها الأثيم فتكون النظرية: إنني هاجمت صدام لأنه ( سني ) وليس (شيعي ).
وقبل ذلك فهو لا يدري بان هناك اختراع إسمه "جوجل" غالبا ما تلجأ إليه الناس للبحث عن المعلومة الكافية قبل أن تتورط بقول شيء, خاصة إذا كان ذلك الشيء هجوما على شخص, وقد فاته بهذا أن يتعرف علي كإنسان علماني يدعو إلى احترام المذاهب جميعها بشرط أن لا نزجها في السياسة, ولا نجعل منها طريقا لنيل الرئاسة.


وبالتأكيد فأنا لا أريد لملاحظاتي هذه أن تكون من باب الرد والرد على الرد, بقدر ما شئت لها أن تكون جزء من موضوعة تناقش بعد الرد أو قربه من المسألة الديمقراطية. وفي اعتقادي , إن باستطاعة المرء أن يتعرف على مسافته من الديمقراطية من خلال موقف الاختلاف لا من خلال موقف الاتفاق مع الآخرين, فالديمقراطية في بعض وجوهها هي تنظيم الوصول إلى الرأي الأفضل بعد فحص أفضليته.

وما يهمني هنا أن أشير إلى بعض مما أثارته مقالتي, تلك التي ناقشت فيها بعضا من آراء الدكتور عبدالخالق حسين, حيث اندفع أحدهم للرد علي بطريقة صواريخ صدام حسين على تل أبيب, فأصبحت, لأنني اختلفت مع آراء الدكتور عبدالخالق, شوفينيا وداعية لعودة البعث, , وما يهمني أن أقوله هنا إن الدكتور حسين هو من أكثر الكتاب العراقيين حديثا عن المسألة الديمقراطية, لذلك لا أظنه يغفل إن الاختلاف مع أفكاره هو حق تكفله هذه الديمقراطية وحتى توجبه, إلا إذا ما كانت هذه الديمقراطية تجري على طريقة: وقد صدر القرار بالإجماع وأفهم علنا.

لقد كنت ضد بعض آراء الدكتور حسين الأخيرة حول رؤيته لأزمة تشكيل الحكومة وحول موقفه من الاحتلال الأمريكي للعراق, وهذا لن ينتقص أبدا من احترامي له شخصيا ومن تقديري لفكره أيضا, وإن رأيتني سأبقى بالضد, من آرائه تلك تحديدا, ما لم أقتنع بصوابها.
وأسأل .. إذا لم يكن لي حق الاختلاف معه فلماذا يكون من حقه الإختلاف معي, ونحن كلانا مواطنين بنفس الحقوق ؟!.
إن الديمقراطية تكفل حقنا نحن الاثنين بالاختلاف, وكل من يهاجم الدكتور عبد الخالق لأنه اختلف معي, أو يهاجمني لأني اختلفت معه, ستكون علاقته بالديمقراطية كاذبة تماما كما كانت علاقة صدام مع الصواريخ على تل أبيب.




#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحب والكراهية في السياسة ومقالات الدكتور عبدالخالق حسين
- طائرة إسمها الكويت
- صدام .. كم, مما كان فيك ما زال فينا
- العراق.. النجاح في الفشل
- من إنحرف عن ثورة تموز.. قاسم أم عارف ؟!
- من الذي بدأ القتال بعد الثامن والخمسين.. الشيوعيون أم البعثي ...
- سقوط النظام الملكي وعيوب نظرية الْ.. ( لَوْ ) لقراءة التاريخ ...
- عيوب في قراءة التاريخ....العيب الثاني
- 14 تموز والعهد الملكي.. عيوب في قراءة التاريخ
- المالكي وعلاوي... بين لغة الأرقام ولغة الأحكام
- عبدالكريم قاسم.. ليس بالنزاهة وحدها يحكم القائد ولكن بها يبد ...
- الرابع عشر من تموز ونظرية المؤامرة
- تموز.. حيث الآخر الطيب هو الآخر الميت
- ظاهرة الأسماء المستعارة
- الديمقراطية العراقية.. وهل ممكنا أن تبيض الديكة
- الدلتا العراقية السياسية... على أبواب أن تغرق
- العراق أفضل بدون حكومة
- الشيوعيون والبعثيون.. وقضية الرحم الواحد
- مقالة بين مقالتين.. عن الشيوعيين والبعثيين وهل هم أبناء رحم ...
- الشيوعيون والبعثيون.. هل هم أبناء رحم أيديولوجي واحد


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - الديمقراطية.. وصواريخ صدام على تل أبيب