أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جعفر المظفر - من إنحرف عن ثورة تموز.. قاسم أم عارف ؟!














المزيد.....

من إنحرف عن ثورة تموز.. قاسم أم عارف ؟!


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 22:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



كان العراق قد خرج لتوه من معركة تكللت بإزاحة النظام الملكي وإقامة الجمهورية الوطنية, ولدى أغلبية القائمين بها, يتقدمهم عبد الكريم قاسم قائد الثورة شخصيا والمساندين له, الذين كانوا هيمنوا على الشارع السياسي بقوة تاريخهم وبرامجهم الاجتماعية, فان حماية الجمهورية وتحقيق أهدافها الوطنية الرامية لحماية الاستقلال والعمل على تحقيق المنجزات الاقتصادية التي كان في مقدمتها القضاء على الإقطاع وفتح الطريق أمام بناء مجتمع متطور صناعيا وزراعيا هي الأهداف التاريخية التي كان يترتب على ضوئها الخصوم والأصدقاء .
لكي نستطيع الإجابة على سؤال: من كان الخارج عن الثورة والمنحرف عنها ؟, لا بد وإن نحدد بدء: من كان قام بالثورة وماذا كانت أهدافها المعلنة في بيانها الأول. ذلك وحده كا أعتقد هو الذي سيضع أقدامنا على طريق الإجابة الصحيحة, فإذا ما أتفق على إن الثورة كان قام بها شخصان هما قاسم وعارف ونفذاها بمعزل عن بقية الضباط الأحرار, وإن بيانها الأول لم يكن احتوى أي برنامج ذا طبيعة قومية تنسجم وشعارات الوحدة الفورية, فإن اتهام قاسم بأنه كان انحرف عن أهداف الثورة المتفق عليها بين الضباط الأحرار يعتبر منافيا للحقيقة لأن الثورة لم تكن ثورة الضباط الأحرار بل كانت ثورة رجلين هما عارف وقاسم وكانا نفذاها بمعزل عن معرفة وحتى مشاركة بقية رفاقهما في التنظيم لسبب رئيسي وهو ميلهما لأن لا يخرج سر الثورة عن حدود دائرتهما الشخصية الضيقة.
لا مناص من الاعتراف بدور الضباط الأحرار في معارضة الحكم الملكي وفي التجمع من أجل الإطاحة به, وقد تكون جميع القصص التي تتعلق بكيفية وتاريخ انضمام عبدالكريم قاسم لتنظيم الضباط الأحرار صحيحة تماما, إذ يذكر الكثير من رجالاتها وفي المقدمة منهم المرحوم رجب عبدالمجيد سكرتير عام تنظيم الضباط إن عارف هو الذي جاء بقاسم وأدخله بدون سابق إشعار على اجتماع الهيئة المؤسسة أو القيادية للتنظيم, وإن قاسم كان أنتخب بعد ذلك كرئيس للتنظيم بحكم رتبته, وبعد ذلك استمر عمل اللجنة العليا بقيادة قاسم على الرغم من وجود اتفاق على أن أول من أسس تنظيم الضباط الأحرار كان هو العقيد المرحوم رفعت الحاج سري.
غير إن هذه المعلومات وأضعاف غيرها سوف لن تتعارض مع حقيقة إن من قام بالثورة بعد ذلك هما رجلان لا غير وإن جميع الضباط الأحرار قد حلا بعد ذلك ضيوفا على الرجلين.
ولهذا بات علينا أن نفرق ونميز بين ثورتين:
الأولى كانت تخطط لها اللجنة العليا لتنظيم الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الركن عبدالكريم قاسم ونائبه برئاسة اللجنة العقيد عبدا لسلام عارف وهي الثورة التي لم تنفذ.
والثانية التي نفذها الرجلان بمعزل عن التنظيم وهي التي سميت بثورة الرابع عشر من تموز.
قد يكون من حق الكثيرين من الضباط الأحرار اتهام الرجلين بأنهما كانا قد ( انفردا ) بالتنفيذ لكن لم يكن من حقهم القول بأن الرجلين أو واحد منهم كان ( انحرف ) عن الثورة. إن ذلك سيكون صحيحا فيما لو كانت الثورة التي نفذت في الرابع عشر من تموز هي ثورة الضباط الأحرار وليست ثورة الرجلين, غير إن الحقيقة الأكيدة تقول إن الثورة التي نفذت في صبيحة ذلك اليوم هي ثورة قاسم وعارف اللذان ارتئيا ضروة التنفيذ بأقصى سرية مطلوبة لكي لا ينكشف أمر الثورة للسلطات الحكومية.
من المهم أن نتفق هنا على أن كثيرا من الاتهامات التي نالت من هذا الرجل أو ذاك وبخاصة عبد الكريم وعارف كانت تنطلق من انحيازية مبيتة, شخصية كانت أم عقائدية, فالذين تمترسوا خلف الزعيم قاسم كانوا اعتمدوا على عاطفة منحازة ومقاصد ذاتية أكثر من اعتمادهم على حقائق مجردة من ثيابها المتعاطفة مع الرجل ومع إمكانات ما يحقق لهم من وإنجازات تنسجم وبرامج أحزابهم, غير إن الذين وقفوا بالضد من الزعيم أصدروا أحكامهم وفق ما رتبوه من قياسات وليس وفق الحقائق على الأرض.
ومن خلال الحقيقتين الأساسيتين اللتين اعتمدناها كمؤشرين حقيقين لإعادة فرز تلك الاتهامات أستطيع القول إن جميع اتهامات العديد من الضباط الأحرار وفي المقدمة منهم الضباط القوميون حول انحراف الزعيم عن مبادئ ثورة الرابع عشر من تموز ستكون صحيحة فيما لو إن الثورة التي نفذت صبيحة ذلك اليوم كانت بحق ثورة نفذتها اللجنة العليا للضباط وليس الرجلين لوحدهما ولو كان بيانها الأول قد احتوى أية فقرة أو بند يتعلق مثلا بالوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة التي كان يتزعمها ناصر.
ولما لم يكن هناك ما يتعارض مع الحقيقتين اللتين أشرتهما حول : عائدية الثورة تلك, كونها ثورة الرجلين لا غيرهما, وحول أهدافها المعلنة في بيانها الأول التي تؤكد على الطبيعة الوطنية الخالصة للثورة والبعيدة عن أية التزامات أو وعود قومية, فإن لا أحد من حقه الحديث عن وجود انحراف غير الرجلين اللذين نفذا الثورة, فأما أن يكون الأول هو الذي تخلى عما إتفق عليه مع عارف أو أن يكون الثاني هو من فعل, ولسوف نصل إلى إجابة شافية فيما لو عرفنا على ماذا كان الرجلان قد اتفقا, ولا أظن إن الإنفاق بين الرجلين كان قد جرى على أي شيء ما عدا الأهداف الوطنية التي جاء بها البيان الأول, وبما أن ذلك البيان لم يكن قد احتوى أية عبارة مباشرة أو غير مباشرة تتعلق بالوحدة مع عبدالناصر الذي شكل أس الخلاف بين الرجلين فإن من انحرف عن الثورة بحكم هذا العامل الموضوعي هو عبدالسلام عارف لا عبدالكريم قاسم.
ومن المهم التأكيد على أن الإيمان بالوحدة من عدمه ليس هو الآن موضوعنا’ فقد نكون مع أو ضد.. لا يهم, فذلك موضوع آخر ومستقل, إن موضوعنا الرئيس كان تحديد من الذي انحرف عن ثورة تموز ولهذا كان علينا أن نسأل بدء عن طبيعة أهداف الثورة الواردة في بيانها الأول ومن الذي قاد تلك الثورة.
لذلك كان علينا ونحن نحاول الحصول على إجابات غير مبعثرة أن نطرح أسئلة غير مبعثرة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي بدأ القتال بعد الثامن والخمسين.. الشيوعيون أم البعثي ...
- سقوط النظام الملكي وعيوب نظرية الْ.. ( لَوْ ) لقراءة التاريخ ...
- عيوب في قراءة التاريخ....العيب الثاني
- 14 تموز والعهد الملكي.. عيوب في قراءة التاريخ
- المالكي وعلاوي... بين لغة الأرقام ولغة الأحكام
- عبدالكريم قاسم.. ليس بالنزاهة وحدها يحكم القائد ولكن بها يبد ...
- الرابع عشر من تموز ونظرية المؤامرة
- تموز.. حيث الآخر الطيب هو الآخر الميت
- ظاهرة الأسماء المستعارة
- الديمقراطية العراقية.. وهل ممكنا أن تبيض الديكة
- الدلتا العراقية السياسية... على أبواب أن تغرق
- العراق أفضل بدون حكومة
- الشيوعيون والبعثيون.. وقضية الرحم الواحد
- مقالة بين مقالتين.. عن الشيوعيين والبعثيين وهل هم أبناء رحم ...
- الشيوعيون والبعثيون.. هل هم أبناء رحم أيديولوجي واحد
- محاولة نظرية لفهم تاريخية القتال البعثي الشيوعي وذلك الذي قد ...
- الحزب الأيديولوجي... نزول إلى الأعلى
- أمريكا.. هل هناك فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين
- بإمكان الوطنية العراقية أن تنتظر قليلا
- العلمانية.. إنقاذ الدين من رجالاته السياسيين


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جعفر المظفر - من إنحرف عن ثورة تموز.. قاسم أم عارف ؟!