أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - الديمقراطية العراقية.. وهل ممكنا أن تبيض الديكة














المزيد.....

الديمقراطية العراقية.. وهل ممكنا أن تبيض الديكة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3046 - 2010 / 6 / 27 - 21:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بقاء أزمة تشكيل الوزارة حتى بعد أربعة أشهر من الانتخابات وتوقع استمرارها لفترة أخرى يؤكد على أنها ليست نتيجة لخلل فني أو لتعثر سياسي ظرفي وإنما هي تعبير عن أزمة دولة لم تتعرف بعد على ذاتها ولم تعثر بعد على فكرها وقواها السياسية. ثمة خطأ كبير وربما جوهري في بنية النظام الحالي كان له أن ينتج تلك الأزمة.هنا يبدو إن مأزق النظام كبير وربما مهلك بما يقضي أن يكون الحل المطلوب لأزمة تشكيل الحكومة الذهاب إلى جوهر الأزمة ذاتها وليس لما يتحرك على سطحها, إن أي اتفاق سطحي بين هذه القوى المتخاصمة دون الوقوف أمام الأسباب الحقيقة سيعيد إنتاج الأزمة بشكل أقوى. هكذا تقودنا ألأزمة الحالية إلى الاعتقاد إن الحل المطلوب قد يتطلب إعادة صياغة النظام بشكل جديد من أجل توفير المقومات والعوامل التي تضيق من حجم التهتكات على السطح.
ترى هل يتطلب ذلك بدء التخلي عن الديمقراطية كخيار لبناء الدولة الجديدة.. لم لا.. ؟!..فالديمقراطية ليست حالة خير مطلقة, وهي بالضرورة وسيلة وليست هدف وهي كانت تأسست لخدمة الإنسان وليس العكس, فإن هي لم تثبت كفاءتها في مكان ما وزمان ما فإن التمسك بها سيؤدي إلى أضرار قد تتجاوز أضرار الدكتاتورية ذاتها. وعلينا في العراق أن ننتبه إلى عاملين ربما يكون لهما التأثير الأكبر لخلق هذه الإشكالية. على الجانب الأول: كانت تجربة العراقيين مع دكتاتورية صدام قاسية جدا لذلك جاء الانحياز للديمقراطية والتمسك بها أقرب لأن يكون حالة تلقائية مفسرة بأضرار الدكتاتورية وليس بحسنات الديمقراطية, وكان التقيد الآلي والنصي بها خروج على المكان والزمان العراقي لصالح الزمان والمكان الأمريكي بكل ما يؤسسه ذلك من حالات متناقضة ومتقاتلة.
من ناحية ثانية, لقد تم إنزال قوى الديمقراطية بالبرشوت الأمريكي, فصارت الديمقراطية ذاتها عملية إنزال في ساحة كانت تبحث عن التحرر من نظام ديكتاتوري مقيت وليس بالضرورة عن منهج ديمقراطي تقليدي ونصي قد لا يتلاءم وعملية إعادة تأهيل الدولة العراقية من جديد. قد يبدو حديثا بهذا الاتجاه مخالفا للعقل والمنطق إذ ثمة من يرى إن هناك خيارين لا ثالث لهما: فأما أن تكون ديكتاتوريا أو ان تكون ديمقراطيا, وبين هذا وذاك لا توجد منطقة وسطى. ولقد جرى تماما غسل المخ العراقي لكي يتقبل وجود هذه الثنائية المدمرة. إن النصية والرتابة والسياقية والتقليد في العمل السياسي هي أمور خطيرة لأنها تتعدى بدء على ظرف المكان والزمان, وليس غريبا حينما يتم تجاوز الظرفين أن تؤدي الديمقراطية إلى أضرار قد تفوق أضرار الدكتاتورية ذاتها.
إن من العيب حقا الاستمرار في ذات اللعبة, فما زال هناك من يرى إن الحرية التي حصل عليها العراقيون بعد سقوط النظام السابق والتي عبرت عن نفسها من خلال نشاطات كانت ممنوعة سابقا ما زالت تصلح لتأكيد أفضلية النظام العراقي الحالي ( الديمقراطي ) على النظام السابق ( الدكتاتوري ). الحقيقة إن مقارنة بهذا المعنى هي مقارنة ذات قيمة تضليلية عالية, وهي تعبر بنا مباشرة إلى مأزق جديد مهلك, فبينما كان النظام الدكتاتوري يحارب خصومه بأسلحة ( الوطنية ) الإستخدامية فإن النظام الحالي بات يحارب خصومه باسلحة ( الديمقراطية ) الإستخدامية أيضا, وبالسلاحين تم ويتم اغتيال وطن وتصفية شعب من قبل قوى كانت إحداها قد خربت الوطن وأساءت للوطنية بينما أقدمت الثانية على تصفية ما تبقى منه تحت شعارات الديمقراطية الشكلية.
لقد صار الوقت ملائما لإسقاط تلك الثقافة التي تقوم على أحادية الخيار: فأما أن تكون ديمقراطيا أو أن تكون ديكتاتوريا, مثلما صار من الضروري أيضا التخلي عن نهج التأكيد على محاسن الديمقراطية من خلال مقارنتها بسيئات الدكتاتورية. قد تكون مقارنة من هذا النوع جائزة وحتى ضرورية قبل سبعة سنوات, لكنها ما عادت عادلة بالمطلق إذا لم يتم البحث في إشكالية الديمقراطية بعيدا عن مبدأ مقارنتها بسيئات الدكتاتورية. إن قيمة الديمقراطية العراقية يجب أن تعرف على ضوء قدرة هذه الديمقراطية على إنتاج حسناتها, ومن المهم للعراقيين أن لا يصدقوا بأكاذيب أولئك ( المثقفين ) الذين يطلبون منهم الصبر على المحن بدعوى إن الديمقراطية تحتاج إلى عقود عديدة قبل أن تبدأ دجاجتها بوضع بيضها الذهبي, فعلى الأرض العراقية هناك صراع بين ديكة ليس من طبيعتها أن تبيض, وعلى العراقيين أن يعلموا بحقيقة إن الديك لا يبيض وإن الفيل لا يطير.
ولقد بات البحث عن الطريق الثالثة أمرا في غاية الأهمية.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدلتا العراقية السياسية... على أبواب أن تغرق
- العراق أفضل بدون حكومة
- الشيوعيون والبعثيون.. وقضية الرحم الواحد
- مقالة بين مقالتين.. عن الشيوعيين والبعثيين وهل هم أبناء رحم ...
- الشيوعيون والبعثيون.. هل هم أبناء رحم أيديولوجي واحد
- محاولة نظرية لفهم تاريخية القتال البعثي الشيوعي وذلك الذي قد ...
- الحزب الأيديولوجي... نزول إلى الأعلى
- أمريكا.. هل هناك فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين
- بإمكان الوطنية العراقية أن تنتظر قليلا
- العلمانية.. إنقاذ الدين من رجالاته السياسيين
- من الذي يتدخل في شؤون الآخر... العراق أم جيرانه ؟!
- ثقافة اليشماغ... حول رسالة معد فياض إلى مام جلال..
- الديمقراطية وأخطار المثقفين
- الإسلام السياسي أقصر الطرق لتقسيم العراق
- هل تخلى المالكي عن ناخبيه
- الشعب على حق ولو كان على خطأ
- لو ظهر عبدا لكريم قاسم الآن لسانده ( السنة ) وقاتله ( الشيعة ...
- القلم.. قدس الله سره, والكاتب.. حفظه الله ورعاه
- ليس هناك حل للعراق سوى أن تديره شركة أجنبية
- عن تشكيل الحكومة .. أزمة دولة وليست أزمة حكومة


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - الديمقراطية العراقية.. وهل ممكنا أن تبيض الديكة