أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ليس هناك حل للعراق سوى أن تديره شركة أجنبية














المزيد.....

ليس هناك حل للعراق سوى أن تديره شركة أجنبية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 19:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1
من بين كل العهود السيئة التي مر بها العراق يتميز الوضع الحالي بأنه أقلها مخافة من الله. يكفيه مجدا إنه جعل العراق يحتل بجدارة موقع الدولة الأكثر فسادا في العالم طيلة السنوات الأخيرة.
ولقد بات من الصعب جدا, إن لم يكن من المستحيل, إصلاح الوضع العراقي من داخله أو بالطريقة التقليدية. إن كل وضع جديد أضاف على سابقه عقدا وآثاما جديدة. ومع الحالة العراقية ظهر إن القول ( إذا خليت قلبت ) ليس صحيحا, إذ إنها خليت لكنها لم تقلب.
أو ربما إنها قلبت وما نحن بشاعرين.
2
و حينما تتأزم الأوضاع إلى هذا الحد فلا شيء ينقذها غير النبوة, والتاريخ يؤكد على أن الله لم يرسل رسله إلا بعد أن أصبحت الأوضاع عصية على الإصلاح من داخلها.
و أمامي تفسيرين لكي أفهم لماذا ختم الله على رسله بالأمين محمد, فأما أن يكون الوضع الإنساني أو على الأقل العربي قد أصلح جوهريا بالإسلام بحيث لم تتبقى هناك سوى أخطاء سطحية لا يحتاج إصلاحها إلى نبي, أو إن الله أراد أن يقول إن الأمة التي لا يستطيع محمد إصلاحها لن يكون بإمكان أي نبي آخر أن يفعل ذلك. وأنا أميل إلى التفسير الثاني, ليس من واقع إقرار بيأس وعجز إلهي عن الإصلاح معاذ الله, وإنما لإيمان بحكمة لا يعلمها سوى ربنا.
إذن لا أمل هناك بانبعاث نبي مع إن الوضع العراقي يحتاج إلى هذا النبي بعد أن انعدمت إمكانيات الإصلاح من الداخل. فلا قومه قادرون ولا سياسيوه مقتدرون ولا أوضاعه تبعث على الأمل. إن كل من أتى من الحكام والأحزاب كان أضاف لما قبله جرائم وأخطاء بحيث بات الوضع الحالي هو نصف وضع نبوة : فيه ظروف تستدعي مجئ نبي ولكن بلا أمل أن يأتي, لأن وظيفة النبي كان قد أنهاها الله بنفسه.
3
إذن ما العمل وأمامنا المشاكل التالية...
* إن الوضع في العراق قد وصل إلى حالة مزرية ولا يمكن إصلاحه بوجود سياسي المرحلة الحالية لأنهم جزء حقيقي من المشكلة.
* سياسيو المرحلة السابقة فيهم عيبان كبيران, أولهما ما فعلوه بقيادة صدام من جرائم بحق العراقيين أو ما قاموا به من حروب أدت إلى إحتلال العراق, وثانيهما إنهم المسؤلين الحقيقين عن مجئ الكثير من رجالات الحكم الحالي المعدين سلفا للفساد.
* لا يمكن تبرئة الشعب أيضا, إن لم يكن لدور مباشر, فلثقافة تشربوا بها في غياب الثقافات الأخلاقية والقيمية مما يعدم فرص نشوء حركة اجتماعية صالحة ورجال مصلحين.
* من ناحية أخرى, النظام الديمقراطي فيه كل الطرق تؤدي إلى روما: أما أن تنتخبونا أو تنتخبونا, أي لا سبيل هناك على المدى المنظور لولادة رجالات سيكون هدفهم إنقاذ العراق من ورطة الفساد والتناحر والتمزق والتخلف.
* الاحتلال ثبت إنه جاء لينفذ أجندة خاصة به لا يمكن تنفيذها بدون فساد وفاسدين وتخلف ومتخلفين, أما قصة الشرق الأوسط الجديد فلم تعد تصلح لإقناع أبله.
4
في المنظومة السياسية العراقية: الكل لا يثق بالكل والكل يعيب على الكل: البعثيون والقوميون شوفينيون. الشيوعيون ملحدون وسلفيو سياسة. الدينوإسلاميون متخلفون ورعاة جهل ودعاة فرقة. الشيعة كفرة والسنة نواصب والأكراد انفصاليون نفعيون.
إذن لا أمل في أحزاب أو سياسيين أو شعب, بمعنى أن المرحلة باتت بالجملة عاطلة وتقترب من وضع الجاهلية قبل الإسلام, لا بل إنها أشد فسادا وتخلفا.
والوضع يستدعي نبيا لإصلاحه بعد إن انعدمت إمكانات إصلاحه من داخله بالوسائل المعتادة وغير المعتادة.
ولأن عصر النبوة قد انتهى, ولأن الوضع لا يمكن إصلاحه من داخله لذلك يسرني أن أتقدم لشعبي الكريم بالاقتراح التالي راجيا دراسته واعتماده بعد إقراره.
أن يجري تضمين العراق لإحدى الشركات التجارية العالمية التي تتكفل ببنائه بعيدا عن ضغوطات السياسة وأطماع السياسيين وأحقادهم ولمدة لا تقل عن سبعين سنة وبأرباح تصل إلى العشرين بالمائة من ثرواته, على أن تخضع هذه الشركة للجنة مستقلة في الأمم المتحدة.
5
سيضمن هذا الحل التالي ...
* وجود فئة مستقلة لا علاقة لها بأي طرف من الأطراف المتخاصمة والمتقاتلة حتى النخاع وإلى يوم القيامة, وبعيدة أيضا عن أطماع المحتل, والأهم إنها ليست عراقية.
* المباشرة فورا ببناء بنية تحتية ونهضة اقتصادية تحرر الناس من حاجتها لأولي الأمر الفاسدين مما يعجل ببناء ثقافة اجتماعية وسياسية خارج أسوار أكاديمية الحقد والتخلف والكراهية والفساد العراقية, ثقافة لا علاقة لها بكل مخلفات العهود السابقة, وتهيأ الشعب لاحتضان ورعاية نظام سياسي مستقبلي غير مقيد بقيود ما قبله من أنظمة وقوى.
* ولأن الشعب العراقي هو الوحيد الذي لم يستفد من ثرواته الهائلة التي تكفي لإشباع المنطقة وبنائها فإن نسبة العشرين بالمئة المقترحة لتغطية أتعاب الإدارية للشركة لن تذهب هدرا. من ناحية سيكون معلوما وموثقا مقدار ما على العراقيين أن يقدموه من ثروتهم بدلا من أن تكون مشرعة على مصراعيها للنهب المفتوح. ومن ناحية أخرى سيكون هناك ضمانات لصرف الثمانين بالمائة من الثروة على بناء العراق وعلى رفاهية شعبه.
إن بناء العراق بهذه الطريقة سوف يضمن إعادة بناء مجتمع وثقافة بمنأى عن قوى وأفكار وسياسات ثبت فشلها, وبعد ذلك لا قبله فليبدأ صراع الأفكار, والرجاء لا تحشروا مفاهيم الوطنية والعمالة في الموضوع.
بدون حل كهذا سوف نكون بانتظار نبي في عالم انتهى فيه عصر النبوة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن تشكيل الحكومة .. أزمة دولة وليست أزمة حكومة
- العراق ... وفرصة الخروج من المأزق الجديد.
- الديمقراطية العراقية... صح ولكن في المكان الخطأ
- التاسع من نيسان ...لا تخافوا, التأريخ لم يعد يُكْتَبْ بنفس ا ...
- من حقنا أن نخطأ ... ولكن ليس كثيرا
- كلام حق عن علاوي
- علاوي والمالكي ... وبيضات ألقبان
- لا تدوخونه ولا ندوخكم
- يا لها من وطنية رائعة
- أياد علاوي ... هل تكون الديمقراطية عون بدلا من فرعون
- صدمات انتخابية
- لماذا سقط صدام حسين
- ليس بإمكان الديمقراطية وحدها أن تخلق المعجزة
- هل بإمكان الديمقراطية وحدها أن تخلق المعجزة
- عن الديمقراطيتين .. الأمريكية والعراقية
- كما في السياسة كذلك في الطبيعة ... الديمقراطية وأحزاب رد الف ...
- وما زال العراق تحت التكوين
- إني أرى عزت الدوري ضاحكا
- إنها محض أمنيات


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ليس هناك حل للعراق سوى أن تديره شركة أجنبية