أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شريف السقا - مرض الرجوع إلي الخلف














المزيد.....

مرض الرجوع إلي الخلف


شريف السقا

الحوار المتمدن-العدد: 3095 - 2010 / 8 / 15 - 07:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


... في هذه الإيام تتصاعد أصوات كثيرة من مختلف الإتجاهات ترغب في رجوع البلاد إلى الخلف منهم من يرغب في رجوعها بضع سنين و اخرون يرغبون في رجوعها مئات أو حتى الاف السنين .....
فبعد عرض مسلسل فاروق ظهر ما يسموا بالملكيين الذين يرغبون في عودة الملكية مرة أخرى قد يكون الحنين إلى فترة قطعاً أفضل مما نحن فيه لكن حقيقةً لا أفهم سر هذه الحماسة على الإطلاق ....محمد علي تولى الحكم سنة ١٨٠٥ ....و الملكية لم تعلن في مصر إلا عام ١٩١٤ على يد البريطانيين عندما وضعوا مصر تحت الحماية و اعلنوا تتويج حسين كامل بن إسماعيل سلطاناً على مصر ليعقبه فؤاد عام ١٩٢٢ سلطاناً ثم ملكاً ...و في عام ١٩٢٢ كانت مصر قد حصلت على إستقلالاً مشروط نتيجة لثورة ١٩١٩ ....و هي فترة رائعة بالفعل راجت فيها الليبرالية الوطنية و كافة الإتجاهات الفكرية الوطنية ...لكن هذا لم يكن انجازات الملك بل انجازات الشعب و النخبة الفكرية و السياسية اللامعة و التي نجحت في إنتزاع الإستقلال المشروط و دستور ٢٣ الرائع .....
و كما نعلم كان يتم التلاعب بالدستور و الإنتخابات و كان الشعب أكثره لا يلبس أحذية من الفقر ...حتى إنه قبل حركة الجيش نظمت القوة الوطنية مشروع يسمى مشروع الحفاء ......
أي إن فترة الملكية الرسمية للبلاد هي من ١٩١٤ إلا ١٩٥٢ هي ٣٨ عاماً فقط .........و فترة الجمهورية ٥٦ عاماً ...و أي انجازات فيها لا تنسب إلى ملوكها بقدر ما تنسب إلى النخب الفكرية و الدينية و السياسية اللامعة التي قادت الشعب لإنتزاع هذه المكسب من المحتل .....
فلا استطيع إن أفهم منطق عودة الملكية مرة أخرى كأننا إذا اعدنا الملك سنجد إن بلدنا تقدمت اقتصادياً و إجتماعياً فجأة .....و إذا سألت هؤلاء لماذا ترغب في عودة الملكية سيحدثك عن الماضي بدون أي رؤية للمستقبل على الإطلاق .......

أما الفرقة الأخرى فهي التي تريد أن تعيدنا إلا أجواء الخمسينيات و السيتنيات .....حيث الخطاب الناري و السياسة الغير عقلانية و الهزائم المتتالية و تحويل البلاد إلى سجن كبير بلا حقوق أو دستور أو حتى صحافة حرة و برغم إن تأميم القناة و بناء السد العالي كانوا أشياء مشرفة .....فإن إنسلاخ السودان عن الوطن و إعتبار مياه جزيرة تيران مياه دولية و المعتقلات و التعذيب الوحشي و الإعدامات الجماعية و هزيمة ١٩٦٧ بالإضافة إلى نتيجة الإنتخابات الخالدة ٩٩٬٩ ٪ .....و هؤلاء أيضاً لا أعرف هل يجب علينا أن نظل نعبد الصنم إلى الأبد .....و عندما تتحدث اليهم ستشعر لو إن الزعيم لا يزال على قيد الحياه فإن راياتنا كانت سترفرف على البيت الأبيض لأننا احتلينا الولايات المتحدة ......و هم إناس يرفضون الخروج من الماضي و يرون إن التاريخ يبدأ عند قدمي الزعيم و ينتهي عند نفس الأقدام .....و هم أيضاً يأخذون فترة زمنية تقدر بستة عشر عاماً و انتهت منذ حوالي اربعين سنة ....و يريدون إعادة تطبيقها مرة أخرى إليوم ...بدون النظر إلى معطيات الحاضر أو إحتياجات المستقبل ......و هم أسرى الماضي و حبيسي التنظير بلا منازع .....

أما الفرقة الثالثة فهم لا يسعون إلى ارجعنا ٤٠ أو ٦٠ عاماً ....لا انهم يبدعون فهم يريدون إن نرجع أكثر من ألف و اربعمئة عام كاملة .....حيث يرون من وجهة نظرهم الدينية القاصرة التي تريد إلغاء وفق لرؤيتها الوهابية الضيقة تاريخنا الإنساني و منجزاتنا الثقافية بل و قد بلغت الصفاقة ببعضهم إن يطرح عملية هدم أبو الهول و الأهرامات للتصويت و من سيقول لي انهم ليسوا بمصريين ....سأرد عليه بكل بساطة ...انهم جميعاً لا يعترفون بفكرة الوطن لأنهم ينشدون الأممية الدينية .....و هم أكثر فرقة مشدودة إلى ماضي لم تعشه بل تتخيله فقط .....و هم قمة المشروع الماضوي بلا منازع ....و لا توجد لديهم أية رؤية مستقبلية على الإطلاق ......

أنا شخصياً لا أريد عودة أية ملك لأن مصر ليست ورثاً لأحد على الإطلاق و لا ارغب في عودة زعيم ملهم لا يسأل عما يفعل و لا اريد أن أعود لأعيش في الصحراء و قطعاً يجب إن ننظر إلى المستقبل و ما نريده فيه بدلاً من الرغبة المرضية للرجوع إلى الخلف .......






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدالة البؤس و بؤس العدالة
- الشرخ
- الفراغ
- داخل الغرفة
- أتذكر ؟
- كازابلانكا
- كلب السيد
- أميرة الأمل
- العزلة
- سفر الخروج
- فارس لا يموت
- روليت
- درج الذكريات
- قصة جارية
- مدينتنا و قميص عثمان
- كفتة و حواوشي أونلاين
- عملية إنقاذ اللواء خميس اونلاين
- الطابور الخامس
- تغييب الوعي
- الفاشيون الجدد


المزيد.....




- إيران: استئناف المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية الأسب ...
- أوسيك يستعيد لقب الوزن الثقيل بفوز ساحق على دوبوا في ويمبلي ...
- ألمانيا تحيي الذكرى الـ81 لمحاولة اغتيال هتلر والانقلاب الفا ...
- الصين.. إجلاء مئات الأشخاص في هونغ كونغ إثر إعصار -ويفا- وسط ...
- مطالبة بتحقيق كامل.. ألمانيا تنتقد توزيع المساعدات في غزة
- ألبانيزي: النازية كانت الشر الأعظم وإسرائيل تتعمد قتل الأطفا ...
- شكوك وقلق أميركي متصاعد إزاء -تصرفات- نتنياهو
- دلالات زيارة البرهان وإدريس للخرطوم وتدشين عودة الحكومة
- هل يغيّر ترامب سياسته مع تصاعد الانتقادات في أميركا ضد إسرائ ...
- فيديو منسوب لـ-تحرك عشائر سعودية إلى السويداء- في سوريا.. هذ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شريف السقا - مرض الرجوع إلي الخلف