أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف السقا - قصة جارية














المزيد.....

قصة جارية


شريف السقا

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 01:45
المحور: الادب والفن
    


في يوماً ما ،في مكان ما ،وضعت رأسي على صدر صبية ....همست سأحكي لك قصة جارية ...كأي جارية ...مجرد جارية .....

فتحت رق عتيق ....مكتوب في زمن الرقيق ...و تحكي الصبية .....
على شاطيء ما ،في مكان ما .....مدينة تشبه كثيراً مدينتنا ...

و في يوم شتاء ....سمعت عواء ...جاء عابر ليل ...على صهوة خيل ....
قال بكم تبيعني هذه الجارية ....سأعطيك ألف دينار ...و إن شئت ألف ألف دينار ....و قبل إن يطلع النهار ....ساق وراؤه الجارية ....كأي جارية ...مجرد جارية ....

و في يوماً ما ....صاح النخاس.....أيها الناس ....لقد هربت الجارية ....ذهبت الجارية .....و من أمير .... لوزير ...و من قواد لقراد.....حتى الشيوخ معقوفي الأنوف...و ضاربي الدفوف ....ذهبت الجارية ........

و على شاطيء بحر ....و في إحدى غرف القصر....وجدوا الجارية ....صاحت غواني القصر ....لقد قتلوا الجارية و تركوها عارية ......
إنتفض الشيوخ معقوفي الأنوف و ضربوا الدفوف ....لقد قتلت لنا إليوم في القصر جارية ......

و ارسلوا إلى المدينة .....و جيء بالقاتل على نحو عاجل .....و سألوه كيف لك إن تقتل في قصر معقوفي الأنوف جارية ؟
إلا تعلم اننا قوم نحب الجواري الحسان......و نعشق الغلمان ؟
أجابهم على عجل...و بلا وجل .....أتسألونني...عن جارية ....كأي جارية ....مجرد جارية .....

و في صباح صيف....إرتفع السيف.....و طار رأس في الهواء ....و شهق الناس ...حتى الأتقياء ...هتفوا ..هذا قانون السماء ...و هذا جزاء كل من يقتل حتى و لو جارية ....مجرد جارية .....
أما الأقوياء ....الرجال الأشداء ....فقالوا نحن قوم لم يقتل لنا أبداً في القصر جارية ......

و يسري صوت خافت في المدينة ....إليوم ترفعون السيف ....السيف الذي لم ترفعوه يوماً ما ...في مكان ما ....دفاعاً عن عرض مسلوب ....أو مال منهوب....أو حتى في سبيل قطرات لبن على الأرض مسكوب ....ترفعوه إليوم من أجل جارية ......مجرد جارية ....

و في المدينة الشرقية ....كتبوا بحروف عربية ....هنا دفنا الجارية ....كأي جارية ....مجرد جارية ....

و بعد أيام معدودات ..لما فات ....في خارج المدينة و تحت الأسوار الحزينة ....تجيء القافلة ....بها ألف راحلة....جائت من بعيد ...محملة بالتوابل و الجواري و العبيد ....و احتشد الناس ....و ضحك النخاس.....و عاد القواد...حتى الأتقياء ...و بكل رياء إرتفع دعاء ......حتى الشيوخ معقوفي الأنوف و قد ضربوا الدفوف .....

و يعلو صوت كئيب كالموت .....إليوم لكل منكم عبد و جارية ......مجرد جارية ....

تطوي الرق العتيق .....المكتوب في زمن الرقيق .....و تصمت الصبية ......






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينتنا و قميص عثمان
- كفتة و حواوشي أونلاين
- عملية إنقاذ اللواء خميس اونلاين
- الطابور الخامس
- تغييب الوعي
- الفاشيون الجدد
- مصر بين الدين و القومية


المزيد.....




- النجمات يتألقن في حفل جوائز -جوثام- السينمائية بنيويورك
- الأدب الإريتري المكتوب بالعربية.. صوت منفي لاستعادة الوطن إب ...
- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف السقا - قصة جارية