أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف السقا - سفر الخروج














المزيد.....

سفر الخروج


شريف السقا

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 00:08
المحور: الادب والفن
    


في مدينة السراب ..قالوا له سنجعلك تعيش أبداً ...سنعطيك كل شيء ...ستلبس الذهب ..و تعيش ملكاً أبدياً في مدينتنا ...هذا ما نفعله لكل وليد في المدينة ...هي الحقيقة في السراب...ذهب فرحاً.....أخبره ساحر المدينة إنه لابد إن يكسى بالذهب ...بالحجر ...سيحمون جسده الوليد الذي يرتجف ...سيعيش إلى الأبد ...
اوثقوه بأوتار قلبه ...و غسلوه بماء أحضروه من نهر الحزن الذي يشق المدينة ...كسوه حجراً و زادوه ذهباً ...و طافوا به ارجاء السراب ...هكذا دائماً يفعلون ...وضعوه بجانب اخوته في الأرض الشاسعة ....زينوه...كان سعيداً ...سيعيش إلى الأبد ....
هطل المطر ...لم يشم رائحته...هبت الرياح لم تهز خصل شعره ...دارت مقلتيه في محجريهما ....لا فائدة....فقد تحول حجراً ....
في المساء يحضرون الطعام لكل الأصنام ...جائعاً...و هل يأكل الحجر ؟...هكذا همس ساحر المدينة ...ما إنت إلا صنم....
هم بمد يديه ليأكل ....لم يستطع ...ثقيلة وطاة الحجر حتي و لو مكسو بالذهب....
يحضرون الحسان من خارج الأسوار لترقص بمجون في عيد الجنون المنعقد بأمر سحرة المدينة ...قادراً على الإشتهاء ....عاجزاً على الأداء ....قادراً على الحب لكن اين الوفاء ؟
الجميع ينظرون ....ينتظرون ...يصطفون ...في ساحة الأصنام ....
كسوا كل شيء إلا عينيه ...حتى عندما صرخ ...تردد صوت الصدي بينه و بين الحجر .....
ذاب دخل كساؤه....تحلل داخل نفسه ...لم يشم إلا رائحته ....حتى يوم جاؤا...لينزعوا غطاء ...الذهب لم يستطع إن يعترض ...اخذوا الذهب ....ليبنوا قصراً لكبير السحرة على التل الأسود المطل على مدينة السراب .....
سرت الهمهمات بين الأصنام المصفوفة ...كريح تعصف بأوراق الشجر الميت في خريف زائل .....صلصلة العظام داخل أكفانها الحجرية ....أيقظت سكان التل الأسود البعيد ....
أتاه ساحر المدينة غاضباً...متوعداً ...ماذا تريد ...اريد الخروج ...أعطيناك الحياة الأبدية ...كسوناك حجراً ثم زدناك ذهباً ....حتي احضرنا لك أجمل جارية من خارج الأسوار لترقص لك...يا لك من ناكر للجميل ....تريد إن تعبث بقانون المدينة ...تركهم و ذهب ليشرب انخاب الدم أعلى التل ....في قصر الجمجمة ...المكتوب على جدرانه سيذبح الموت بجناحيه كل من يزعج الملك ... كان الملك الجالس على العرش المكسو بالجلد الأدمي ...في لحده البديع ...يلعب النرد مع الموت ....و يتبادلون الأنخاب ....كل ذلك في حراسة الأفاعي الملكية .....إتفق الملك مع الموت على إن يحصد ما يشاء من أرواح الأصنام المرصوصة بإنتظام في الساحة....في الليال المظلمة كان يسمع صوت منجله الصديء و هو يجتث الأصنام ....يضع الأرواح المحصودة في قارورته المعدنية و يرحل ممتطياً جواده العظمي ...متسربلاً بالسواد ....ينجز عمله سريعاً ليعود ليلعب مع الملك .....
لكنه توقف عن الحضور ....افتقده ...لم يعرف السبب ....عندما كان الملك و الموت يلعبون النرد كعادتهم كل مساء .....تحدث الموت كثيراً حتى أزعج الملك ....في الصباح ...وجدوا على جدران عرش الجمجمة مكتوباً....سيذبح الملك بجناحيه كل من يزعج الملك ......
تشقق الحجر ...و اندفعت الأرواح المحبوسة منذ القدم ....و إندفع معهم ..كانوا يبحثون عن أجسادهم التائهة ....جاس في ارجاء المدينة ...لم ير سوى أشلاء الأصنام المتناثرة في طرقات الصمت ....رأى صف طويل يمتد إلي الأفق البعيد بجوار نهر الحزن الذي يقسم المدينة .....إنتظم في الصف ...عندما انتصف الزمن ...وجد مسخاً جالساً ...سأله إلي اين نحن ذاهبون..لم يجبه دس ورقة صفراء مطوية في يده ...إلتزم الصمت ...إتبع من قبله ....وجد بوابة حجرية ....عندما عبر البوابة ...فض ورقته المطوية ....كان مكتوب فيها نرجو إن تكونوا قضيتم وقتاً سعيداً في الجحيم .....كان الملك لا يزال يلعب النرد وحده حتي لا يزعج الملك ........






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فارس لا يموت
- روليت
- درج الذكريات
- قصة جارية
- مدينتنا و قميص عثمان
- كفتة و حواوشي أونلاين
- عملية إنقاذ اللواء خميس اونلاين
- الطابور الخامس
- تغييب الوعي
- الفاشيون الجدد
- مصر بين الدين و القومية


المزيد.....




- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
- كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟
- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف السقا - سفر الخروج