أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين أحمد ثابت - من بلاد . . سجن الأمراض النفسية من يمنحني . . هواء إنسانيا















المزيد.....

من بلاد . . سجن الأمراض النفسية من يمنحني . . هواء إنسانيا


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 3091 - 2010 / 8 / 11 - 00:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كم كذبنا على أنفسنا من زمن طويل – كما كذب على نفسه أبي – وتمر سنة وراء سنة ، وعقد
زمني وراء عقد ، وربع قرن وراء ربع قرن . . ونصف وهكذا في البلد المنكـوب ، الذي دونا
عن الشعوب الأخرى مهما تحرك الزمن وتغيرت الحياة لشعوب الأرض المختلفة يظل جاثما
بحالته المرضية المستعصية – الإرثية – يستخلف ذات السيادات المعاقة في أنفسها ، والتي
بفعل قدرية هذا البلد تعوث بالحياة فسادا ، وتتبرز بنى الإعاقات المتتابعة ، وتصطنع نظما
تعقيدية التركيب لتشكل على الدوام تخلق الازمات المركبة – للمجتمع – فيصبح الواقع المعاش
بيئة خصبة ملوثة تمنح إجازة التكاثر المعاق بصورة متنامية لذات السيادات الإرثية المريضة
وتشييعها على المجتمع كقاعدة للتوالد الإجتماعي السكاني ( المشوه والمسخي ) ، فتتجلى
خصوصية هذا البلد بطبيعية الوجود الإرثي المرضي كظاهرة صحية تقابل مختلف الظواهر
الصحية لإنسان الشعوب الأخرى ، والتي هي أصلا مرضيا إتفق عليه العقل البشري خلال
مسار تطوره التاريخي – وهي مفارقة يستشعر فيه إنسان هذا البلد بتميزه التاريخي المغاير عن
كافة شعوب الأرض ، وللأسف هو ذات شعور الإعتزاز عند إخوانه العرب الذين لايختلفون عن
حقيقته سابقة الذكر من حيث جوهر المرض ، وإن إختلفت درجات تجلي الحالة المرضية ، ودرجة
المقاومة الجسدية للمجتمع تجاه إرثه المرضي .

إنه بلدي المغصوب عليه بحكم جنسية الوالدين والولادة والعيش ، هذا الأخير الذي لايمنح المرء
ولو حدا ضئيلا من الإستقلالية الكريمة للعيش ، ويغل المرء أن يجد أية إستطاعة ليضرب في
الأرض بحثا عن الرزق الكريم ومايحفظ ماء الوجه من الحاجة ، بل أنه أغلق أية فرصة ليحفظ
المرء ماء وجهه بفعل ماأصبح معروفا لدى البلدان الأخرى لاقيمة لابن هذا البلد وفق ماتعكسه
ممثلياته الرسمية والدبلوماسية في الخارج ، وهي سمعة وحقيقة واقعية يصبح لأمثالنا المخنوقين
لااعتبار لوجودنا مهما كنا موصفين برفاعة العلم أو الأخلاق أو الثقافة . . . .

إنها البلد العليل بمتكررات مرضية سلطة نظام الحكم ، المعارضة السياسية والشعب ، فالأولى
تعاني من عقدة الأبوية إلى جانب ضروب الوهم والتوجس ، والتي تجتمع بحالة متضخمة من
مرضية إنفصام الشخصية ، حيث تتجسد واقعا عبر الممارسة الملموسة بشخصية لص ينهب كل
شيء ويمارس فعل الإنتقام على المجتمع بالتسلط غير المحكوم بأي دين أو دستور أو قانون ، بينما
تتجلى الشخصية الأخرى قولا وخطابا وتوهم عقلي لإنسان يعتقد بكونه مركز البلد الذي بدونه
ينتهي التاريخ ، وبدونه ينتهي الوطن ، اما الثانية فهي تعاني من المرضية الذهانية التي تمارس
ذات اللعبة المتكررة حتى بنتائجها وتتوهم بتجددها – فكرا وممارسة – وهي لاترى نفسها في كل
حوارياتها مع السلطة الحاكمة من حيث كونها لم تخرج عن مساحة الدائرة المرسومة لها ، لاترى
دورانها في الفراغ وللأسف تدير الشعب في نفس الأنشوطة ، وتتماس هذه الصفة المرضية بصفتين
اخريتين ( ترويج كذبة الإنتصارات على السلطة الحاكمة وبكونها التمثيل القيادي المعبر عن مصالح الشعب واماله ، حتى تصدق ذاتها الكذبة وكأنها حقيقة ، والصفة الأخرى تتمثل بأزمة الشيخوخة والهرم ، فالإنتصارات على السلطة الحاكمة تبرز كظاهرة صوتية كونها لاتمتلك معادلة الندية ، حتى
الشعب الذي تتدعي بتمثيلها له لاتتصل به سوى في مجالس القات المغلقة على هؤلاء المنقرضين
من عقود مضت وكانت لهم في تاريخهم المسجل أدوارا لعبت ركنا أساسيا من مسألة متكرر إضعاف
الحركة الوطنية ، ويأتي المكون المريض الثالث المسمى بالشعب ، الذي يعاني من مرضية الإضطهاد
الذي أصبح أساسا معلما لشخصيته حتى تحول إلى عبودية طوعية يمارس طبيعية وجوده بنزعة من المازوخية . . .

هذا البلد إن كان يزكم أنفي سابقا بعفن سيطرة المتخلفين على حياتنا ، حيث يلوث هواء هذا
البلد المعروف جغرافيا بتميز تضاريسه بوفرة الهواء الأكثر نقاوة دونا عن سواه من البلدان ،
إلا انه راهنا بفعل تراكم متعقدات المكونات المرضية الثلاثة سابقة الذكر ، وتناسلهم المرضي
لأجيال تزداد سوءا عن ابائهم ، تمكنوا حتى من تغيير المناخ – لا الحياة – فحجبوا التهوية ،
وصار لزاما لنزعة البقاء أن يتحول بقية المجتمع كنوع من التكيف نحو الفساد والكذب والنهب
المشرعن كغرضية واقعية لأجل التنفس وعدم الإختناق – ومثلها الوطنية المشرعنة تحت ضرورات تجنب الحرب – أما من بقي من أمثالنا عديمي القدرة التكيفية مع هذه الواقعية ( الوطنية ! ! )
مكتوب علينا الموت ببطء قاتل تحت طائلة الإفتقار لهواء أمل يخفف فعل الإختناق ، ومن جانب اخر
الإنهيار التدريجي وسط سجن مؤلف من مكونات مرضية تقودنا إلى الجنون ، فليس هناك مايقشع
السحابة الحمضية للسلطة الحاكمة ، وماتفرضه علينا من حياة مقيتة لاترقى للحياة الحيوانية ، ويظل
عذاب فرض متسببي إنتكاسة الحركة الوطنية خلال الفترات الماضية أن يكونوا كالذباب يعودون باستمرار لفرض أنفسهم كمعبرين عن الشعب ، يصطنعون أوهام النصر والعداء لنظام يستلمون رواتبا
ومكافات من بوابة قصره أو عبر وسطاء يمدونهم بشيكات الصرف ، وليس هناك من أمل لشعب
لم يعرف الثورات في تاريخه الماضيي والحاضر ويسطر تاريخه المستبد القوي ، شعب يرى حريته
في عبوديته الإختيارية لجلاده ، فلايعرف كيف يثور ، ولايعرف كيف يخلق الجديد من أبنائه المعبرين
عن مصالحه بدلا عن الكهول المتعيشين على إسمه ، وأقصى حدا للمراهنة على صفته الحية أن تصل
سوء الأوضاع إلى حد تستثير وعيه البيولوجي لامتلاك ردة الفعل للحفاظ على وجوده واستمرار
نوعه الإجتماعي – إنها الحقيقة الوجودية . . فياترى أهناك من لديه ضمير إنساني أن يمنحنا ولو
قليلا من هواء إنساني يخفف قهرنا والامنا في وسط فاسد فيه الهواء ، ووجود في محيط شامل
من الأمراض النفسية العصابية ، التي لاتخلخل المنطق فقط بل تهددنا بلعباتها الساذجة المملة إلى
تأكيد تفجير الوطن .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصلصال
- وكر الأشباح قصة قصيرة
- مغايرة في ال 7 المضطربة نثر شعري
- الهاتف
- حمى
- إشهار المرصد العربي لمكافحة السرطان
- ( ورقة العمل بفكر الضرورة ) مشروع التحرر الإنقاذي اليمني (ال ...
- مؤتمر لندن - مكشاف عورة العقل السياسي اليمني ( الجزء الأول + ...
- مشروع رؤية إستراتيجية لمكافحة السرطان يمنيا ، قابل للتطبيق ع ...
- مرآة . . في وجه طفل راحل
- أقدر . . ممكن له أن يأتي نثر شعري
- ملخص رؤية مشروع إستراتيجي - يمني . . عربي لمكافحة الأورام وا ...
- اليمن : السياسي السائد . . والهجرة الخارجية
- جامعة تعز . . غرائبية الوجود والإستراتيجية التطويرية (2)
- يامجور . . يظل لنا وطن
- جامعة تعز . . غرائبية الوجود والإستراتيجية التطويرية
- في الثقافة ... مقدمة لما قبل النص
- المسألة الإسلامية. . وجدل الضرورة ( الجزء الأول )
- المجتمع العربي . .قراءة في الدوران في الفراغ خارج مسار التار ...
- مجموعة أغنيات مرتبكة . . لبغداد 2000 - 2004 م. نثر شعري


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين أحمد ثابت - من بلاد . . سجن الأمراض النفسية من يمنحني . . هواء إنسانيا