أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - حدّثتني جدتي...














المزيد.....

حدّثتني جدتي...


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 3085 - 2010 / 8 / 5 - 14:21
المحور: الادب والفن
    


حدّثتني جدتي, عائشة بطواش, أطال الله في عمرها, ان والدها, اسحاق زل, هاجر من تركيا الى أرض فلسطين مع عمه, سمكوف زل, حين كان صبيا صغيرا, وبقي والده, الذي تزوج من امرأة عربية بعد وفاة زوجته, في تركيا, فلم يلتقيا بعد ذلك قط. وكانت له أخت تدعى "الحاجة عائشة", وقد هاجرت ايضا الى أرض فلسطين مع زوجها.

كان والدها, اسحاق, قصير القامة, بشرته فاتحة, جسمه نحيل, شعره أبيض وله لحية. تزوج من والدتها, زهيدة تحاوخو, في زمن الحكم العثماني, وانتقلت العائلة للسكن في سمخ (قرب بحيرة طبريا) عندما كانت جدتي ما تزال بنتا صغيرة لا تتعدى السادسة من العمر, حيث عمل والدها في "الدرمن". وبقيت العائلة تسكن هناك بالإيجار مدة سبعة اعوام. وكانوا خلالها يأتون لزيارة القرية (قرية كفر كما في الجليل الأسفل) من وقت الى آخر, حيث كان لهم بيت فيها.

كان والدها اسحاق يشكو دائما من آلام في البطن ولا يستطيع الأكل ولا النوم في الليل من شدة الألم. وفي الصباح كان يقوم الى عمله, ويعود مساءً الى البيت وهو ما يزال يشتكي من الألم. وان أكل شيئا... يزداد تألّمه. وهكذا بقي حاله, الى ان توفّته المنية في سنوات الثلاثين من القرن الماضي, وكان يبلغ من العمر حوالي ستين عاما. أعيد جثمانه الى القرية ودفن فيها.

وبعد ذلك عادت العائلة الى القرية.

اما والدتها, زهيدة علي تحاوخو, فقد ولدت في القرية. والدها, علي, هاجر الى فلسطين من تركيا, وكان يقول: "سبع مرات نقلنا سكننا من مكان الى آخر, فكيف سنصبح عائلة؟" وكانت لها أخت تدعى حوا. كانت زهيدة فاتحة البشرة, عيناها بنيتان, قامتها قصيرة وجسمها ممتلئ. وكانت طيبة القلب, أمينة ومحترمة. كما كانت شاطرة في طبخ "حجغبس باستا" (أكلة شركسية تتألف من شوربة الطحين والرز).

انجبت اولا بنتا وثلاثة أولاد, وجميعهم ماتوا. ثم انجبت بناتها الثلاث, فاطمة وعائشة ( جدتي) وحنفة. ثلاث بنات صغيرات هن آخر العنقود. وكانت زهيدة تقول دائما: "لقد وُلدن لي في الآخر, ماذا سأفعل بهن؟" ولكن الأولاد ماتوا, كما ماتت البنت الأولى, وبقيت البنات الثلاث الصغيرات, وهن من قمن بكل شيء بعد وفاة الوالد.

جدتي كانت في العادة تعجن, تخبز وتطبخ. وكانت تقول دائما: "سأفعل أي شيء الا ان أحضر الماء". حنفة كانت لها يدان سريعتان جدا. كانت تنهي عمل "مكأوي" للحجاب خلال ثلاثة ايام فقط, وكانت شاطرة في الخياطة والحياكة وخبيرة في الأزرار. اما فاطمة فكانت تحضر الماء من بئر شوكن.

كان بيتهن يتألف من مطبخ وغرفة كبيرة تسكن فيها البنات الثلاث مع الأم. الأخوات الثلاث كن يشتغلن لمعيشة العائلة في الزراعة, تربية الدواجن والخياطة.

توفيت زهيدة في المستشفى بعد وقت قصير من اجراء عملية جراحية لها في عينها, وكانت في الثمانين من عمرها تقريبا.

كفر كما
27.1.10



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيت الأحلام- قصة قصيرة
- الشاردة- قصة قصيرة
- حب خلال الهاتف- قصة قصيرة
- أحلام كبيرة- الحلقة الحادية عشر والأخيرة
- أحلام كبيرة- الحلقة العاشرة
- أحلام كبيرة- الحلقة التاسعة
- أحلام كبيرة- الحلقة الثامنة
- أحلام كبيرة- الحلقة السابعة
- أحلام كبيرة- الحلقة السادسة
- أحلام كبيرة- الحلقة الخامسة
- أحلام كبيرة- الحلقة الرابعة
- أحلام كبيرة- الحلقة الثالثة
- أحلام كبيرة- الحلقة الثانية
- أحلام كبيرة- الحلقة الأولى
- المقهى 2 - قصة قصيرة
- المقهى 1 - قصة قصيرة
- الرجل الآخر- قصة قصيرة
- لن أعود - قصة قصيرة


المزيد.....




- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - حدّثتني جدتي...