أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - أحلام كبيرة- الحلقة السابعة














المزيد.....

أحلام كبيرة- الحلقة السابعة


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 19:25
المحور: الادب والفن
    


أمضيت وقتا رائعا بصحبة وفاء التي كانت مفاجأة حفلة عيد ميلادي الصغيرة. وعندما أوصلتها الى بيتها, عرفت انها تسكن لوحدها. وقبل ذهابي, أعطتني رقم هاتفها في البيت. فاتّصلت بها بعد عودتي من سفري, بعد ان ألحّ علي شوقي اليها, دون ان أنتبه الى الوقت الذي بات متأخرا في الليل. ولكن وفاء كانت سعيدة باتّصالي وانا أحسست بالحب يغمرني مرة ثانية بعد سنوات طويلة وناشفة من عمري.
في اليوم التالي, قررت الذهاب اليها في مكان عملها عند الظهر. وحين رأتني, جمدت في مكانها متفاجئة, وهتفت: "عمر؟!"
ابتسمت لها وانا أقترب منها. "هل لي ان أدعوك على الغداء؟" سألتها.
رأيت ابتسامة رقيقة ترتسم على شفتيها, وهكذا ذهبنا معا الى مطعم قريب وجلسنا بانتظار غداءنا.
"لماذا لم تخبرني أنك ستسافر؟" وجدتها تسألني.
"لم أعرف أنك تريدين ان أخبرك." أجبت.
"على الأقل, كي أعلم أنك ستغيب." قالت بشيء من الإرتباك.
"لماذا؟ هل كنت تنتظرين ان أتّصل؟"
لم ترد. انفجرت ضاحكا.
"لماذا تضحك؟" تعجّبت وفاء.
فقلت: "أتعجّب أمرك. كدت أتوسّل اليك حتى أعطيتني رقم هاتفك, والآن, أجدك متلهّفة ان أتصل!"
"لست كذلك!"
"حسنا. شكرا لك!"
ضحكنا كثيرا, ومر بنا الوقت سريعا وافترقنا قبل ان ينتهي حديثنا وتهدأ ضحكاتنا. عرفت أني وقعت في الحب مرة أخرى, وكنت غارقا فيه بكل كياني. باتت وفاء تملأ كل تفكيري وحبها يغمرني بسعادة ولذة خاصة.
وبعد ذلك اليوم, اختفت وفاء فجأة.
اتّصلت بها الى بيتها عدة مرات ولم يرد أحد. ظلّ رنين الهاتف ينادي في الفراغ. وحين اتّصلت الى عملها قيل لي انها في اجازة. وبعد يومين, عاودت الإتّصال الى رقم بيتها فلم ترد. تعجّبت من الأمر. أين يمكن ان تكون؟!
كان شوقها في نفسي يملأني ويشدني الى بيتها. ذهبت الى البناية التي تسكن فيها وصعدت الى الطابق الثالث. رأيت بابا, فتوجّهت اليه وطرقت عليه. لم أكن أتوقّع ان يُفتح, ولم أكن أعلم لِم جئت الى بيتها في هذا الوقت من المساء, وانا أعلم انها ليست هناك. هممت ان أعود ادراجي حين سمعت فجأة صوت الباب وهو يُفتح. كانت وفاء وراء الباب!
"عمر؟!" بُهتت لرؤيتي, كما فعلت انا ايضا.
"لم أعرف أنك هنا," قلت. "اتّصلت بك عدة مرات ولم تردي."
"لم اكن هنا. عدت قبل قليل." قالت.
"أين كنت؟"
"كنت أزور أهلي."
"ولِم لم تخبريني؟؟ أنك ستغيبين؟"
"لم ألحق ان أخبرك."
سألت مبتسما: "هل هذا يعني... أنك تردينها لي؟؟"
فردّت الإبتسامة, وأجابت: "ربما."
"حسنا. هل أستطيع ان أدعوك على العشاء؟"
"في الحقيقة ... انا مرهقة بعض الشيء."
"متى وصلت؟"
"قبل قليل."
"حسنا. اذن, ارتاحي الآن. سنلتقي لاحقا... ان أردت."
"حسنا."
تركتها وعدت الى بيتي. ولكني كنت محمّلا بالقلق والإضطراب. انتابني احساس ان هناك شيء ما مختلف في وفاء, لم أعهده من قبل. وفجأة, هجس في صدري ان امرا ما قد حدث في غيابها. انها قالت انها كانت عند أهلها. فماذا حدث يا ترى؟ ولِم لم تخبرني انها مسافرة؟ ولِم كان الحزن يلوح من عينيها؟
في اليوم التالي, اتّصلت بها الى العمل فردّت علي.
"كيف حالك وفاء؟" سألتها.
"بخير." ردّت باقتضاب.
"وكيف حال أهلك؟"
"جيد. شكرا لك."
"تعلمين؟ بتّ متشوّقا للتعرف عليهم." قلت لها.
فلم أسمع لها ردا.
فاستطردت سائلا: "ألم يكن من الأفضل لك أن ترتاحي اليوم في بيتك؟"
أجابت: "العمل متراكم هنا."
"فهمت. هل نستطيع ان نلتقي؟"
"انا ... مشغولة جدا هذا اليوم."
"اذن, غدا؟؟"
"لا اعرف. ربما. سأتّصل بك."
"حسنا. سأنتظرك."
ازداد احساسي بالتغيّر الحاصل فيها من خلال أجوبتها. ولم أكن راغبا في انتظار اتّصالها فقد عرفت أنه سيتأخر.
"وفاء؟؟"
"نعم؟؟"
"هل كل شيء على ما يرام؟ كأنك ... كأن بك شيئا."
"لا, أبدا."
"هل حصل شيء؟"
"وماذا يمكن ان يحصل؟"
"لا ادري. هل أغضبتك بشيء؟"
"لا, أبدا. أنا بخير."
"ولكن صوتك ... لا يبدو بخير."
"لا تكن قلقا. سأكون بخير."
"لماذا لا تخبريني ما بك؟ ألا أستحقّ منك بعض الصراحة؟"
"أنت تستحقّ كل خير يا عمر!"
"حسنا. هذا جيد. اذن, متى أستطيع رؤيتك؟"
"غدا. سنلتقي غدا."
وغدا لناظره قريب. ولكنه بدا لي في تلك اللحظة بعيدا ... ومخيفا. أردت بشدة ان اعرف ما ستقوله وفاء في الغد. جلست في غرفتي مساءً أرقب النجوم عبر النافذة وافكّر: ترى, ماذا يخبّئ لي الغد؟


يتبع...



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام كبيرة- الحلقة السادسة
- أحلام كبيرة- الحلقة الخامسة
- أحلام كبيرة- الحلقة الرابعة
- أحلام كبيرة- الحلقة الثالثة
- أحلام كبيرة- الحلقة الثانية
- أحلام كبيرة- الحلقة الأولى
- المقهى 2 - قصة قصيرة
- المقهى 1 - قصة قصيرة
- الرجل الآخر- قصة قصيرة
- لن أعود - قصة قصيرة


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - أحلام كبيرة- الحلقة السابعة